07‏/05‏/2011

أنساب الدواسر



الدواسر
أنسابهم ورموزهم
إنطلاقاً من قناعتي بأن بعض الأسئلة والإستفسارات تكون حافزاً للباحثين،
لإثارة إهتمامهم، وشحذ عقولهم، وترتيب أفكارهم، وتركيز أبحاثهم
الأمر الذي ينتج أعمالاً، وأبحاثاً، ودراسات، وإستنتاجات
تكمل النقص، وتملاء الفراغ، وتسد الثغرات
التي تعتبر من الأمور الطبيعية عند تناول أنساب جميع الأسر والعشائر والأفخاذ والقبائل في الجزيرة العربية
نظراً لوجود فترات مجهولة في التاريخ لم تدون
وأحداثاً لم توثق
بسبب الجهل أحياناً
وعدم الإهتمام بالتدوين أحياناً أخرى
وبسبب الحروب، والمجاعات، والهجرات، والحل والترحال
وهذا الأمر ينطبق على جميع أفخاذ قبيلة الدواسر كافة
وينطبق كذلك على جميع القبائل العربية
بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم، وأكرم خلق الله،
فهو كما قال (ص) :
(أنا خيارٌ من خيارٍ من خيار).
بقيت أجداده قبل عدنان مجهولة
وليس ذلك فحسب، بل أنه نهى حتى عن البحث فيهم
قال (ص) :
(لا تطروني فوق عدنان).

وقد تم طرح هذه الملاحظات والإستفسارات
رغبةً في تكثيف الجهود من باحثي ونسابة قبيلة الدواسر خاصةً
وكافة المؤرخين بشكل عام
نحو مزيداً من الدقة في الأنساب، والتحديد للرموز.

أولاً الدواسر :
يجمع نسابة الدواسر على أنهم من الأزد، من قحطان،
من ذرية العتيك بن الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو الملطوم (مزيقياء) بن عامر (ماء السماء) بن حارثة (الغطريف) بن إمريء القيس (البطريق) بن ثعلبة (البهلول) بن مازن (زاد الراكب) بن دراء (الأزد) بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

وقد أورد الشيخ حمد الجاسر في معرض حديثه عن قبيلة الدواسر في كتابه جمهرة الأنساب مايلي :
(هي قبيلة كغيرها من القبائل العربية الكبيرة، مؤلفة من فروع لا يجمعها جدُّ واحد، فقد كانت بلادها عند ظهور الإسلام من منازل بني جرم من قضاعة، فكان الوادي يعرف بعقيق جرم، فامتدت فروع من قبيلة عقيل بن عامر، من قيس عيلان من عدنان، فزاحمت جرماً في بلادها، فعرف الوادي أيضاً بعقيق بني عقيل، وفي عصور مجهولة في العهد الإسلامي، نزحت فروع من الأزد ومن همدان فحلت في الوادي، منها من همدان من مرهبة الدوسر، واحدهم دوسري، وكان لهؤلاء ذكر وشهرة، على ما جاء في الجزء العاشر من كتاب الإكليل للهمداني،
أما الأزديون فإن خبر عامر (الملطوم) الذي لا يزال بعض سكان الوادي من الدواسر يتناقلونه، من الأخبار المشهورة عند قدماء المؤرخين، وقد ذكره بهذا الإسم منهم العالم اليمنيُّ نشوان بن سعيد الحميري في كتابه اللغوي شمس العلوم،
وهناك فروع من قبائل عدنانية إنضوت تحت إسم الدواسر فأصبحت معدودة منها، وهذا ما يتناقله المعاصرون حتى الآن، وخاصة بالنسبة إلى التغالبة (تغلب)، ولكن ليس كل ما يتناقل العامة من الأخبار صحيحاً، فهم من قبيل المثل، يعدون بني صهيب من تغلب، وقدماء علماء الأنساب ذكروهم من بني قشير من قيس عيلان من مضر، من سكان الأفلاج القدماء). إنتهى

ويسلسل بعض النسابة نسب الدواسر إبتداءً من زايد كما يلي :
(زايد بن سالم بن زياد بن وداعة بن عمرو بن عامر)
وهناك من يورد سلسلة النسب مع بعض السقط خاصةً بين (زايد) و(العتيك) كما يلي :
(زايد بن العتيك بن الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو بن عامر).

ولا يجمع المؤرخين من قبيلة الدواسر على شخصية (زايد)،
ولا يحددون من هو، ولا متى عاش،
فيطلقون عليه لقب (الملطوم)
والمعروف أن (الملطوم) هو الملك (عمرو بن عامر)، وكان زمنه وقت خراب السد، وحصول حادثة اللطم المشهورة، وخروج الأزد من ديارهم بقيادته، وتفرقهم في البلدان، في هجراتهم الأولى، في زمن الملك الفارسي (دارا بن بهمن)، وهذا الملك هو الذي غزاه (الأسكندر الكبير)، في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد.
وقد كتبت بحثاً في هذا الخصوص، ونشرته في هذه المدونة، على هذا الرابط :
الملطوم

ويروون بأن (زايد) قد تزوج من إبنة زعيم قبائل تغلب، سكان وادي العقيق، قبل نزول الدواسر فيه، وقبل أن يسمى بإسمهم،
بينما المعروف والذي ورد في كتب التاريخ أن الذي صاهر تغلب هو (عمران بن عمرو بن عامر)، وزوجته هي (عوذة التغلبية) من قبيلة (تغلب الغلباء بن حلوان من قضاعة من حمير من قحطان).
وقد كتبت بحثاً حول هذا الموضوع ونشرته في هذه المدونة على الرابط التالي :
نسب الدواسر وقصة نزولهم في واديهم

(فعوذة التغلبية) تنتمي إلى (كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان من قضاعة)،
وهي زوجه (عمران بن الملطوم)، ووالدة إبنه (الأسد)، الذي يلقب (الدوسر).
فقد ورد في (جمهرة النسب) لإبن الكلبي مايلي :
(الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو بن عامر الأزدي يلقب بـ (دوسر)، وأمه هي (عوذة التغلبية).
وذكر لجوء الأسد بن عمران إلى تغلب حلون القضاعية ومجاورته لهم.
وإبن الكلبي هو أول من كتب في أنساب العرب في القرن الثاني الهجري،
وقد إستشهدنا بما ورد في كتاب إبن الكلبي وهو القضاعي التغلبي لأن كلب من قضاعة، فهو أعلم بنسب قبيلته، وتغلب تلك هي تغلب الغلباء.

كما ورد في (نسب معد واليمن الكبير) لأبي المنذر بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي مايلي :
(وولد عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن إمريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد : الأسد، والحجر، أمهما : عوذة بنت مالك بن أهيب بن كلد بن كلب بن وبرة.
فولد الأسد بن عمران : العتيك بطن، وشهميلاً بطن، وهو الحارث أبو وائل، وثعلبة، وسلمة.
وهؤلاء بنو العتيك بن الأسد :
فولد العتيك بن الأسد : الحارث، وعوفاً، فولد الحارث بن العتيك : وائلاً، وأسداً، وعمراً، وبداً، وخالد بن الحارث بن العتيك). إنتهى
(نسب معد واليمن الكبير، ج2، ص468).

وبذلك يثبت بالحجة والدليل القاطع أن القصة المتداولة عن كون (تغلب القضاعية) هم أخوال (آل زايد الأزد)، صحيحة، وأنها تتوافق مع ماذكر في كتب التاريخ، ويروى كذلك بأن (زايد) هو (الأسد) بن عمران، وأن (زايد) تصحيف (الأزد) وأن (الأزد) تصحيف (الأسد).

فهل (زايد) هو :
عمرو بن عامر،
أم عمران بن عمرو بن عامر،
أم الأسد بن عمران.
أم أنه من أبناء العتيك بن الأسد (الدوسر) بن عمران المتأخرين

* هل (زايد) لقباً لعمرو بن عامر كونه زاد عن غيره بالملك والزعامة والدهاء.
* أم أنه لقباً لعمران بن عمرو بن عامر، لُقب (بزايد) كونه حاز خِلقة أو خُلُقَاً أو فعلاً زاد به عن غيره، وورث كذلك لقب (الملطوم) من أبيه.
* أم أن (زايد) تصحيفاً للأزد وهو (الأسد) بن عمران.
*أم أن (زايد) جداً متأخراً، صاهر قبيلة تغلب كما فعل جده (عمران)، ولُقِبَ (الملطوم) على لقب جده (عمرو)، حيث من المتواتر أن زايد زمنه قريب، في حدود ما قبل أقل من الف عام من العصر الحالي، وأنه من أبناء (العتيك) بن (الأسد) بن (عمران) بن (عمرو) بن (عامر)، مع سقوط عدد كبير من الأجداد بين هؤلاء، سقطت أسمائهم بسبب طول المدة التي نتحدث عنها، وهذا طبيعي عند محاولة سرد سلسلة من الأنساب تمتد عبر آلاف السنين، التي تتخللها مئات من السنين المجهولة، والتي سقطت من التاريخ، وأنه ليس له من الأبناء إلا (سالم) و (صهيب)،
وهذا هو الراجح في رأيي المتواضع.

حميد بن مدرك ؟!
ثم من هو (حميد بن مدرك) الذي ورد ذكره في شعر الأمير : (الجبعة بن خليف)، وهو إبراهيم بن مانع بن فايز بن خليف الوداعين، أحد شيوخ الدواسر، ومن كبار شعرائهم، وأحد البارزين في عصره، حيث نسب الدواسر إليه، وأورد ذكره كأحد أجدادهم، في قوله :
لابتي تكسب المدن بسيوفها
يوم كسب البدو حشوٍ هميل
لابتي ترثة (حميد بن مدرك)
وجدنا عمر الشجاع الأصيل

وفي قوله :
سبعٍ تسلسل من (حميد بن مدرك)
مثل الأسد تدري الجعاري فعايله
من أولاد ودعانٍ عمى كل عايل
كم عايلٍ خلوه يشكي غلايله

وفي قوله :
خلاصة سعيرٍ من (حميد بن مدرك)
تقطع شراره من شبوب الوقايد

فمن هو حميد بن مدرك ؟
وماعلاقة الدواسر به ؟
وكيف ورد إسمه في سلسلة نسب الدواسر ؟
بينما المعروف بأن إسم حميد بن مدرك لم يرد ذكره إلا في سلسلتي أنساب الضياغم وعائذ ؟!.

ثانياً آل سالم :
كما أن المؤرخين والنسابة لا يجمعون على أبناء (سالم)
فمنهم من يعدهم ثلاثة هم :
1- ودعان جد (الوداعين)
2- رجب جد (الرجبان)
3- منيع جد (المخاريم)
وهناك من يعدهم أربعة بإضافة (بدران) إليهم
4- بدران جد (البدارين)
وهناك من يعد (بدران) من أبناء (زايد) مباشرة.

ثالثاً الوداعين :
لا يتفق جميع الوداعين هل ناصر (المبيعيج) هو :
ناصر بن ودعان جد (الوداعين) كافة
أم ناصر بن زايد الصغير جد (الناصر العريمة)
وقد كتبت بحثاً في هذا المجال، ونشرته في هذه المدونة، على هذا الرابط :
زمن العامرين وزمن الناصرين ؟ من هو الضمين ؟ ومن هو المبيعيج ؟

رابعاً البدارين :
يرى نسابة البدارين بأن بعضهم يرجع إلى :
(عامر بن بدران بن سالم بن زايد)
وبعضهم إلى :
(عامر بن بدران بن زايد).
فهناك من يقول أن (بدران) هو من أبناء (سالم)
وهناك من يُرجع (بدران) إلى (زايد) مباشرة.

فما هو الراجح ؟

وهل هناك تفريع للبدارين وتحديد لعشائرهم ورموزهم بالدقة المطلوبة ؟

وهل يرجعون كلهم إلى (عامر بن بدران) ؟

ثم من هو (رواء بن بدران)، الذي ورد ذكره في التاريخ حيث أورد إبن فضل الله العمري المتوفى سنة (749هـ) في كتابه (مسالك الأبصار) مايلي :
(الدواسر وشيخهم رواء بن بدران).
وهل له ذرية ؟ أم أنه إنقطع ؟.

وقد أشرت في أحد الأبحاث المنشورة في هذه المدونة، إلى ترجيحي بأن (رواءً) هذا أخٍ لـ (عامر)، وبأنهما من أبناء (زياد بن بدران)، وأن الإثنين تولوا إمارة الدواسر في زمنهم.

ويتحدث التاريخ عن (عامر بن بدران)
وعن (عامر بن زياد بن بدران)
ولا يتضح هل يقصد بهما شخصاً واحداً أم شخصان.
وفي حالة كونة شخصاً واحداً،
فهل هو (عامر بن زياد بن بدران) ؟
أم
(عامر بن بدران بن زياد) ؟

حيث ورد عند إبن فضل الله العمري
(الدواسر وشيخهم رواء بن بدران).

وورد في شعر الضياغم
ضفنا وضيفنا (إبن بدران عامر)
حييت ياغمر فلاحه باد
فلا ضلٍ إلا ضل غارٍ من الصفا
ولا شيخٍ إلا (عامر بن زياد)

وبناءً عليه فيمكن أن يكون عامر هو :
(عامر بن زياد بن بدران)
أو
(عامر بن بدران بن زياد)،


فما هو الراجح مع الأخذ في الإعتبار ورود إسم (رواء بن بدران) هكذا وليس (رواء بن زياد).

وقد كتبت بحثاً في هذا الشأن، يرجح بأن (عامر بن زياد بن بدران) جداً قريباً ومعاصراً لـ (ناصر المبيعيج) جد الناصر العريمة وهو خاله.
وبأن (عامر بن بدران) جداً بعيداً ومعاصراً لـ (ناصر بن ودعان) جد الوداعين كافة وهما أبناء عم.
ونشرت البحث في هذه المدونة، على هذا الرابط :
زمن الأميرين (عامر بن بدران) و (ناصر بن ودعان) وزمن الشيخ (شماس بن غانم)

ويعتمد البدارين على ما ورد في بعض التواريخ، من بعض النصوص، التي تتعلق بتسلسل أنساب بعض مشاهيرهم، مثل الشيخ / محمد بن سلطان،
حيث يستشهدون بها على النحو التالي :
(والبدارين هم ذرية (بدران بن زايد) وقيل (بدران بن سالم بن زايد)، وزمنه مستهل القرن السادس الهجري على الأرجح، وذلك إعتماداً على تسلسل نسب الشيخ / محمد بن عبدالله بن سلطان قاضي بلدة المجمعة والمتوفي عام 1099هـ، الذي يعتبر أقدم ما دون في أنساب البدارين، حيث ذكر نسبه كالآتي :
(محمد بن عبدالله بن سلطان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن جمعان بن سلطان بن صبيح بن جبر بن راجح بن خترش بن بدران بن زايد الدوسري).
وقد وردت سلسلة النسب هذه في :
(تاريخ الفاخري ص83، وإبن بسام "علماء نجد في ثمانية قرون" ج6، ص175).

وقد ورد في (إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر) تأليف شعيب بن عبدالحميد بن سالم الدوسري، من إصدارات دارة الملك عبدالعزيز، بشأن عامر بن زياد وتسلسل نسبه، حيث تم إيراده على النحو التالي :
(عامر بن زياد بن عراد بن جابر بن عاصم بن سعد بن مناع بن حسن بن مجهر بن رافع بن جبر بن هايف بن حمد بن زيدان بن مقرح بن منيع بن مطرود بن رويعي بن علي بن هيف بن عبدل الزيدي ، وزيد بطن من بني الملك بن وداعة). إنتهى
وذكر بأن عامر له إبن إسمه سدير.

وورد كذلك في إحدى النصوص التاريخية التي تتعلق بـ (عامر بن زياد)، ودوره في معركة (نجد الدم)، وذكر إبنه (سدير)، مايلي :
(ودخلت قبائل بني عقيل وادي الدواسر (العقيق) عام 780 أيام الأمير عبدالرحمن بن عبدالوهاب بن غانم بن صقر، وكانت بقيادة سعد بن مبارك العصفوري العامري، وذلك من أجل السيطرة على جنوبي نجد، وإلحاقها بدولة بني جروان العامريين بالحلف في الأحساء، وإلا فهم بطن من بني معاوية في بيشة، وانضم إلى سعد المذكور قبائل متعددة اهمها بنو خالد المخزومية الذين منهم بنو جبر أمراء نجد والأحساء فيما بعد، وتمركز بقواته بـ (البدع) في الوادي، فإستنجد أمير الدواسر عتبة بن عيسى بن علي التغلبي (تغلب بن حلوان بن لحاف) وناهض بن مسافر بن عيد بن مدار الجميلي (وجميلة من جرم من قضاعة) بالأمير عبدالرحمن أمير عسير، فأنجده بعامر بن زياد، وماعز الطيار المسردي، ومحمد بن علي الملاطي، فتوجه هؤلاء القادة بمن معهم من قبائل لدعم التغلبي القضاعي، والتحموا بقوات بني جروان في (نجد الجماد) أسفل وادي العرين، وتمكن عامر ومن معه من القضاء على العصفوري قتلاً وأسراً حتى إمتلاء ميدان المعركة بالدماء، وسميت هذه الحادثة بحادثة (نجد الدم).
وتمركز عامر في وادي الدواسر، وأوكل إليه الأمير عبدالرحمن إمارتها مع عجلان بن محمد بن فاضل السعدي الجحدري (جد العجالين) أمراء الأفلاج حالياً،
وأفرز قوة أكثرها من باهلة مع إبنه (سدير) لمطاردة فلول العامريين والسيطرة على اليمامة والعرض للأمير عبدالرحمن، فتوجه سدير بمن معه حتى إستقر في وادي الفقي، وتغلب على بني عائذ بن سعد العشيرة حيث كانوا يسيطرون على المنطقة، والذين منهم بنو عطية (العطيان)، وتفرقوا في قرى نجد بعد ذلك، وبنو مزيد، وبنو يزيد والتي تفرع منها أسر كثيرة في نجد، وتغلب سدير على ما حوله من قرى بإسم الأمير عبدالرحمن بن غانم، وسمي الوادي بإسمه (سدير)، وسكن في أعلاه، وإبتنى قلعةً سمًاها الحوطة نسبةً إلى مقرهم الأصلي). إنتهى

ورغم عدم القناعة بكثير من ما جاء في هذا الكتاب، إلا أنه يجب على باحثي الدواسر عامةً والبدارين خاصةً، التحقيق والتدقيق بخصوص تسلسل هذا النسب، وإبداء رأيهم في الأحداث المذكورة، خاصة وأن بعض هذه الأحداث التاريخية محتملة، مثل حدوث معركة (نجد الدم)، وبعضها مؤكدة ومعروفة تاريخياً، مثل سيطرة بني عائذ على سدير، ثم سيطرة الدواسر عليه، وورود (سدير) في سلسلة نسب البدارين مرةً بهذا الإسم، وأحياناً بإسم (صدير).

فمن هو (سدير) إن صح وجود هذا الإسم في سلسلة أنساب البدارين وصحت قصة مطاردته لفلول العامريين ؟

وهل سمي وادي سدير على إسمه ؟!
أم أنه لقب بهذا اللقب بعد سكنه في (وادي سدير)، أو (ذو سدير)، المسمى بهذا الإسم منذ العصر الجاهلي ؟
وهذا هو الراجح،
حيث يرد إسم سدير في عدد من المصادر القديمة والأشعار المدونة،

قال الحفصي :
(ذو سُدَير قرية لبني العنبر).

وقال في موضع آخر من كتابه :
(بظاهر السِّخَال واد يقال له ذو سدير).

قال نابغة بني شيبان :
أرى البنانة أقوَتْ بعد ساكنها
فذا سُدَير وأقوى مِنهُمُ أُقُرُ

وقال القتّال الكلابي :
لعَمرُك إنّني لأحب أرضـاً
بها خرقاءُ لو كانت تـزارُ
كأنّ لِثاتهـا علِقَـتْ عليهـا
فُرُوعُ السّدر عاطيةً نَـوَارُ
أطاعَ لها بمدفع ذي سديـر
فروعُ الضال والسَّلَمُ القِصارُ

وقال عمرو بن الأهتم :
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهـم
يقولون لا تجهل ولستَ بجهّالِ
فقلتُ لهم عهدي بزينب ترتعي
منازلها من ذي سُدَير فذي ضالِ

العواسج :
هناك من ينسب جزءً كبيراً من البدارين وهم العواسج إلى (عمران) جد العواسج وأن (عمران) هذا كان معاصراً لـ (عامر بن زياد).
حيث يروى بأن زمن (عمران) جد آل عمران العواسجه البدارين في القرن الثامن الهجري، وأنه كان معاصراً لـ (عامر بن زياد)، الذي تنسب اليه بعض الأسر البدرانية.

لماذا أطلق علي العواسج هذا الإسم ؟
ومتى نزح بعض العواسج من الوادي إلى بلاد شهران ؟
ومن أي بلاد الوادي رحلوا ؟
وما هي مكانتهم في هذه القبيلة ؟
هل أصبحوا ينتمون لشهران ؟
أم أنهم حلف معهم ؟
وهل تداخلوا مع أفراد قبيلة شهران بالمصاهرة ؟
وهل لفروعهم في بلاد شهران إمارة ؟
وهل بقي منهم مع شهران أحد ؟
أم نزحوا كلهم إلى نجد ؟

ويمكن الإستعانة في هذا المجال، بمؤرخي وباحثي ونسابة البدارين، وقبيلة شهران، لمعرفة المزيد فيما يتعلق بتاريخ هذا الجزء البسيط من العواسج، الذين جاوروا قبيلة شهران مدةً من الزمن.

خامساً آل صهيب :
من المعروف أن (آل صهيب) يرجعون إلى جدهم صهيب بن زايد، أخو سالم بن زايد جد (آل سالم)،
إلا أن بعض النسابة يعدونهم من بني قشير،
ومن هؤلاء الشيخ حمد الجاسر حيث يقول :
(ليس كل ما يتناقل العامة من الأخبار صحيحاً، فهم من قبيل المثل، يعدون بني صهيب من تغلب، وقدماء علماء الأنساب ذكروهم من بني قشير من قيس عيلان من مضر، من سكان الأفلاج القدماء).

سادساً التغالبة :
يعيد أغلب التغالبة من الأجيال الحديثة نسبهم إلى تغلب وائل، بينما تجمع كتب التاريخ، والمؤرخين أنهم من تغلب قضاعة،
ومن أبرز المؤرخين والنسابة الذين نسبوا تغلب إلى قضاعة، علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر حيث يقول :
(ومعروف أيضاً أن وادي الدواسر يعرف قديماً بإسم العقيق (عقيق بني جرم)، وبنو جرم هؤلاء من قضاعة من حمير من قحطان، ومن قضاعة هؤلاء بنو تغلب، وهؤلاء أقرب إلى كون تغالبة الدواسر منهم).
ثم يضيف حمد الجاسر قائلاً :
(ولقد أشرت إلى كون تغلب الذين من قبيلة الدواسر من تغلب قضاعة القحطانية في مقال نشرته جريدة ( اليمامة ) منذ ثلاثين عاماً تقريباً، ولكن كثيراً من المنتسبين إلى التغالبة لم يرضوا بما كتبت، وأصروا على أنهم من وائل، وقد يكون من أسباب هذا شهرة تغلب وائل، وقربها من الأسرة الحاكمة). إنتهى
حمد الجاسر / جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد.

وقال الشيخ عبد الله البسام في كتابه (علماء نجد ) :
(إن الذي يترجح عندي أن جذمي الدواسر : تغلب و زايد من القحطانية،
فتغلب عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبيل الإسلام، ولم يبق منهم من له إسمٌ يذكر ومكان الدواسر الآن هو طريق هجرة قبائل قحطان من اليمن والسراة إلى نجد). إنتهى

ويؤكد ذلك عدد من النصوص التاريخية والدلائل منها مايلي :
1- لا يوجد أي كتاب من كتب التاريخ والأنساب القديمة، أو أي مصدر، يشير إلى وجود فروع من قبيلة تغلب وائل في وادي الدواسر.
2- لا يوجد من يسمى بدوسر بن تغلب في كتب الأنساب القديمة أو في شعر العرب.
3- تثبت جميع كتب التاريخ والأنساب القديمة، وكثيراً من المؤرخين والنسابة الذين يتمتعون بالشهرة والمصداقية، بأن (الأسد بن عمران)، الذي من أبنائة (العتيك بن الأسد)، جد قبائل (العتيك)، ومنها قبيلة (الدواسر)، يلقب بـ (دوسر).
فقد ورد في (جمهرة النسب) لإبن الكلبي مايلي :
(الأسد الدوسر بن عمران بن عمرو بن عامر الأزدي يلقب بـدوسر).

يقول الكاتب عبدالرحمن الحاقان المولود في بلد اللدام بوادي الدواسر عام 1337هـ
في كتابه الدواسر في معارج التاريخ من ضمن ماقاله :
(أما بنو تغلب فهم بنو تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، وهم من بني جرم بن زيان بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، وهذه القبيلة تسكن الوادي المعروف الآن بوادي الدواسر من قديم الزمان، إلا ان بنو عقيل بن كعب القبيلة الهوازنية غلبتهم عليه، ثم في حدود عام 600 من الهجرة، إستنجدت قبيلة تغلب بقبيلة آل زائد فأنجدوهم، وأجلوا بني عقيل بن كعب من الوادي إلى حدود البحرين وشمال الجزيرة، وسكنوا مع إخوتهم). إنتهى


وهذا الأمر كما سبق وأوردنا ينطبق على جميع القبائل دون إستثناء،
وليس على قبيلة الدواسر فقط، بل أن قبيلة الدواسر من أكثر القبائل العربية تدويناً وتوثيقاً وعنايةً بالأنساب،

بل أنني على يقين بأن قبيلة الدواسر، رغم وجود بعض النواقص البسيطة والطبيعية اللازمة في تاريخها وأنسابها بشكل عام، وفي أنساب بعض أقسامها وبعض رموزها بشكل خاص،
إلا أنها من أعرق القبائل تاريخاً، وأكثرها ذكراً، وأعلاها شأناً، وأكرمها حسباً، وأصرحها نسباً، وأنقاها ديناً، وأوسعها دياراً، وأخصبها أرضاً، وأكثرها بلداناً، وأكبرها حاضرةً، وأثبتها باديةً، وأمنعها حِمىً، وأشجعها جموعاً، وأكرمها أفراداً.
لديها تاريخاً مجيداً في مأرب، وقاعدةً عظيمةً في الوادي، وحاضرةً ممتدة في العارض.

ختاماً آمل أن يكون هذا الموضوع فاتحةً لحركة توثيقية جادةً وذكيةً،
لا تعتمد على النصوص الصريحة، ولا تكتفي بالوثائق النادرة،
بل تقرأ ما بين السطور، وتربط الوقائع، وتقارن بين الأحداث، وتحلل النصوص، وتستنبط المعلومات.

9 التعليقات:

غير معرف يقول...

تسلم على المجهود وبارك الله فيك على هذا البحث الذي يدل على سعة إطلاع وذكاء بحثي وقدرة كبيرة وحصيفة على الربط والمقارنة والتحليل المنطقي والإستنتاج مما يدل على التمكن العلمي وسعة الأفق والتفكير التحليلي المنهجي
لك مني أجمل تحية وكل تقدير
أخوك عبدالله الفوزان

محمد يقول...

مشكور على الإهتمام والمشاركة والتعليق
تسلم ولاهنت
تقبل تحياتي وتقديري

غير معرف يقول...

بيض الله وجهك ولكنك قلبت معظم المفاهيم
مبارك الدوسري

محمد يقول...

مشكور على التعليق
لا مقدس إلا كتاب الله

غير معرف يقول...

سبحان الله
معلومات أعرفها أول مرة ولم أقرأها إلا في هذه المدونة فمن أين أتيت بهذا الكلام

محمد يقول...

التفكير الحر مطلوب أخي الكريم والنصوص يجب تحليلها وعدم التوقف على معانيها السطحية بل يجب أن نقارن النصوص ونربطها بالنصوص والأحداث الأخرى ونقارنها بالروايات الشفهية ولا نهمل أدق التفاصيل والإشارات حتى نخرج بالتحليل الذي يقترب من الحقيقة ويلامس الواقع

حمد يقول...

بخروج البصمة الوراثية للدواسر الوداعين والبدارين علي سلالة 2222 الموجبة يستخيل ان يكونو ازديين
الا اذا كانت قبائل الجنوب غاد وزهران وغيرهم ليست ازدية لان التحور المذكور موجود في القبائل العدنانية تميم بني خالد قيس عيلان المطران السهول والسبعان وكذلك عتيبة وكثيرا من القبائل العدنانية
الدي ان ايا لايجامل احد

غير معرف يقول...

آل زايد الدواسر من بني عامر بن صعصعه من هوازن وتحليل الDNA بدأ يثبت ماذكروه علماء النسب مثل الجاسر وابن لعبون والظاهري

غير معرف يقول...

السلام عليكمورحمةالله وبركاته وبعد بحث شامل مختصرنشكرك على الجهد والله اعلم انهم هم اهل جرش امابالنسبةللعواسج حيث تلاحظ اسما عواسج ثادق متطابقة مع اهل جرش حيث الصبيح السلامة الربيعه وكذلك راعي ثادقمحمد بن منيع الوسجي ةاخر امرائهم في جرش محمد بن مفلح العوسجي فالنسب قريب وهو امير الواسج في ثادق ثم ذكرهم مع الدواسر بعدال 600 ه وقدتفرقوا من جرش 652ه علىيدصقر بن حسان راعي ابها والكلام يطول اخوك صالح العوسجي وسلمني علىاستاذي عبدالله بن احمد معهد الرياض العلمي والسلام

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم