ظاهرة العنف في المسلسلات العربية، ومدى تأثيرها على المجتمع، وخاصة صغار السن والمراهقين :
من الملاحظ أن أغلب المسلسلات العربية بشكل عام، والخليجية وخاصة الكويتيه بشكل خاص، والتي تعرض يومياً على القنوات الفضائية، ويراها جميع أفراد المجتمع، بمختلف أعمارهم، ومستوياتهم الثقافية، وتكويناتهم النفسية، تميل إلى العنف، بل وتصوره بشكل مبالغ فيه،
فمن المشاكل الأسرية وما يصاحبها من ضرب وصراخ، إلى الإنحرافات بجميع أشكالها، مروراً بالجشع، والطمع، والتحرشات الجنسية، وإنتهاءً بالجرائم المختلفة بكل أنواعها ودرجاتها،
كل هذه الرذائل والمساويء، والتي لا يخلوا منها أي مجتمع، تم تضخيمها في هذه المسلسلات بشكل مبالغ فيه، والإيحاء بأنها أصبحت ظاهرة منتشرة.
فرغم كون المجتمعات الخليجية بشكل عام، مجتمعات تقليدية، محافظة، يغلب عليها الإلتزام بالدين، والتمسك بالعادات والتقاليد بشكل يقترب من التقديس،
ورغم كون كل مجتمع يتكون من نسيج غير متجانس، يحتوي على جميع السلوكيات الصالحة والطالحة،
فإن هذه المجتمعات رغم كون بعض الإنحرافات تزداد في بعض طبقاتها،
فإنها تكاد تنعدم في الطبقات الأخرى، وهي الغالبة،
ورغم أنني لست متخصصاً في علم النفس، أوعلم الإجتماع، ولم أطلع على الكثير من الدراسات المجتمعية،
فإنني لا أعلم عن مدى تأثير مثل هذه المشاهد على البالغين،
إلا أنني وأظن أن الغالبية كذلك، لدي قناعة كافية بأن هذه المشاهد التي تم تضخيمها، والمبالغة في تصويرها، وتكرارها، لها تأثير بالغ وكبير على الأطفال، الذين لم تكتمل عقولهم، ولم تتشكل أفكارهم، ولم تتكون معتقداتهم، ولم تتجسد عاداتهم،
فالطفل لا يفرق بين الحقيقة والتمثيل، أو الواقع والخيال، كما أنه لا يميز بين الصواب والخطأ، وتكرار مثل هذه المشاهد أمام عينيه، وتحت سمعه وبصره، وبشكل يومي،
تجعل مثل هذه العادات تنغرس في عقله الباطن،
مما يؤدي إلى تكون جيل عنيف، يفتقد البراءة، ويعتقد بأن العنف هو أقصر الطرق لحل المشاكل، ويتعلم بعض الأمور التي لا يجدر به تعلمها في مثل سنه الغضة.
فما الداعي لتضخيم وتكرار مثل هذه الإنحرافات والسلوكيات التي لا توجد في قواميسنا النفسية والإجتماعية ؟
وهل من رقابةً وإعادةً للنظر فيما يدخل إلى بيوتنا دون حجاب ؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم