03‏/12‏/2011

التطور والرقي



الأخذ بأسباب التطور والرقي واللحاق بركب الحضارة
الأخذ بأسباب التقدم والرقي يجب أن يبدأ من حيث انتهت الأمم الأكثر تقدماً وفي هذا المجال بالذات ليس هناك صغيراً ولا كبيراً بل ولا يستحب في الأخذ بأسباب التقدم السير بخطوات بطيئة فالقفزات في هذا المجال من الأمور المحمودة بل والمطلوبة فالتأني والتقيد ينطبق على السلوك ولا ينطبق على الطموح في جميع المجالات فهذا الأمر بالذات يجب أن ينطلق في جموح وبلا أي حدود أو قيود ولا يجب أن نعلق عجزنا عن التطور وبناء حضارة عصرية واللحاق بركب العلم على شماعة عدم رغبة العالم الغربي في تطورنا وعمله على منع نهضتنا وتآمره على إبقائنا متخلفين فإرادتنا هي المسؤلة عن ذلك وليس إرادة الغرب وهذا العذر غير مقبول وهو عذر العاجز الكسول والمبالغ في نظرية المؤامرة ليبرر ما هو فيه من جهلٍ وجمود وتخلف فالواجب على كل مسلم العمل على رفعة مجتمعه وعلى جميع الدول السعي إلى البناء والإزدهار في جميع المجالات وعلى الجميع أن يعلموا أن الغرب لا يمنع التقدم في أي بلد طالما أن ذلك لا يمس أمنه وما وصلت إليه بعض الدول الإسلامية خير مثال على ذلك فالتطور من سنن الحياة ويجب أن تأخذ جميع الدول بأسبابه وأن تبدأ كل خطوة من خطواته من حيث ما انتهت الأمم والحضارات التي سبقت في هذا المجال ويجب أن يكون السعي للتقدم متواكباً مع نظرةً مستقبليةً ثاقبةً وطموحةً لا يقيدها قيود ولا يحدها حدود بل أن الأفكار الإبداعية يجب أن تنبعث متحررةً من قوالب الجمود والقفزات الطموحة يجب أن تنطلق متخلصةً من أغلال القيود ولكن الذي ينقصنا هو فلسفة التطور الأخلاقية والإستشرافية
الأخلاقية تعني شعور المطورين بالإنتماء والوطنية وبأنهم يبنون بلدهم لأبنائهم
والإستشرافية تعني معرفة المطلوب من التطور وتحديد الهدف ورسم السياسات التي تؤدي إلى ذلك
حتى يكون التطور لهدف مرغوب ومرسوم وليس عشوائياً
العالم المتطور لديه وضوح الرؤية وتحديد الهدف
بينما نحن نتخبط ولا هدف لدينا نسعى للوصول إليه
ينقصنا وضوح الرؤية لإتباع الوسيلة
وتحديد الهدف للوصول إلى الغاية

لا يوجد في جميع الأديان حثاً على العلم والعمل مثلما يوجد في الإسلام
فلدينا الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على العمل وتعلي من قدر العلم
قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ).
قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).
قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
قال تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً).
قال الرسول (ص): (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً به إلى الجنة).
قال الرسول (ص): (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقةٍ جارِيةٍ أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له).
قال الرسول (ص): (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجِع).
قال الرسول (ص): (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم).
قال الرسول (ص): (مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ وَ إنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاءِ وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً وَ إنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ).
وقال الرسول (ص): (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).

فمن يحاول التقليل من شأن المسلمين
ويعتقد أنهم عاجزين مواكبة العالم المتقدم
وبأنهم غير قادرين على السير في خطوات التنمية
واللحاق بركب الحضارة
وأن محاولاتهم للتقدم يجب أن تكون بمقداراً محدداً
وإلا فإنهم كالطفل الذي يلبس حذاء من هو أكبر منه
فلا يساعده في المشي
بل يعيقه عن الحركة وربما تعثر

نقول له
أن العرب المسلمين ليسوا طفلاً لا يجب أن يلبس حذاءً أكبر من مقاسه
بل يجب أن يحاولوا لبس حذائهم الذي خلعوه ومشوا بدونه حافين
فلبسه غيرهم ومشى به منتعلاً.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

مقال من اجتهادي عن التطور

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم