قبيلة الدواسر ووادي الدواسر في معارج التاريخ
نسب قبيلة الدواسر:
قبيلة الدواسر من ذرية الأسد بن الحارث بن العتيك بن الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو (الملطوم) بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان..
يطلق الدواسر على أنفسهم مسمى (أبناء الملطوم)، وينسبون جدهم زايد إلى الملطوم (زايد بن الملطوم) التي اختصرت على عادة العرب إلى (زايد الملطوم)، ونسب شعراء الدواسر قبيلتهم للأزد نسباً وسكناً حيث نسبوهم إلى زعيم الأزد عمرو بن عامر وإلى ديار الأزد القديمة مأرب، فقال الشاعر مانع الودعاني: جدنا عمر الشجاع الأصيل، وقال الشاعر دخيل الله الشكري: لي لابةٍ من سد مأرب تحدروا.
قبيلة الدواسر من أصرح قبائل الجزيرة العربية نسباً، ويجمع كافة أفراد القبيلة حاضرتهم وباديتهم وشيوخهم وعامتهم وشعرائهم وكتابهم ومؤرخيهم ونسابتهم وكبارهم وصغارهم على نسب قبيلتهم إلى الأزد، كما يجمع كافة المؤرخين والنسابة على نسب قبيلة الدواسر، وتحفل كتب التاريخ والأنساب وتزخر النصوص النثرية والقصائد الشعرية بأخبار الأزد ومنهم الدواسر؛ حيث دونت خطوط هجرات الدواسر من سروات الأزد مروراً بوحاف العتيك إلى وادي الدواسر، وحددت ديارهم بمواقعها وأسمائها، وذكرت حروبهم التي خاضوها بتفاصيلها وأحداثها ونتائجها وآثارها، وخلدت أمجادهم ومآثرهم على مدى تاريخهم الحافل.
اشتهرت قبيلة الدواسر بمسماها قبل أكثر من 1300 عام، حيث ورد في قصيدة ثابت بن كعب العتكي الأزدي التي نظمها بمناسبة نصرة قبيلة الدواسر لمدرك بن المهلب العتكي الأزدي، وقال فيها:
ألم ترى دوسراً منعت أخاها
ثم قال:
فما حَلِموا ولكن نهنهتهم
رِماحُ الأزدِ والعزِ القديم
إلى أن قال:
عليها كلُ أصيدَ دوسري
عزيزٌ لا يَفرُ ولا يريم
ورد ذكر الدوسر في كتاب نسب معد واليمن الكبير لهشام بن الكلبي كما يلي: (هؤلاء بنو الأسد بن عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، يقال للأسد الدوسر).
ورد ذكر الدواسر في كتاب جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد للعلامة الشيخ حمد الجاسر، كما يلي: (وفي عصور مجهولة في العهد الإسلامي نزحت فروع من الأزد ومن همدان اليمن فحلت في الوادي منها همدان من مرهبة الدوسر واحدهم دوسري، وكان لهؤلاء ذكر وشهرة على ما ورد في الجزء العاشر من كتاب الإكليل للهمداني، أما الأزديون فإن خبر عامر الملطوم الذي لازال بعض سكان الوادي من الدواسر يتناقلونه من الأخبار المشهورة عند قدماء المؤرخين).
ورد ذكر الدواسر في كتاب علماء نجد للشيخ عبد الله البسام كما يلي: (إن الذي يترجح عندي أن جذمي الدواسر : تغلب وزايد من القحطانية؛ فتغلب عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبيل الإسلام، ولم يبق منهم من له إسم يذكر ومكان الدواسر الآن هو طريق هجرة قبائل قحطان من اليمن والسراة إلى نجد).
ورد ذكر الدواسر في كتاب البدو لماكس أوبنهايم ما يلي: (يعيد الدواسر أصلهم إلى أخوين: سالم وصهيب، جاء أبوهما زايد الملطوم من اليمن، وبالفعل توجد هناك قبيلة دوسرية تنتسب إلى أخ ثالث هو محمد بن ملطوم تسمى هذه القبيلة الذوي وتسكن في رغوان قرب مأرب ويبلغ عددها نحو ٢٠٠ رجل).
ورد ذكر الدواسر في تقرير نجد الجنوبية: رحلة إلى الخرج والأفلاج والسليل ووادي الدواسر في عام 1918م لجون فيلبي كما يلي: (الدواسر آل زايد ينتمون لزايد الملطوم، وآل زايد يتفرعون إلى فرعين: سالم وصهيب، والدواسر نزحو في الأصل من جنوب الجزيرة العربية).
ورد ذكر الدواسر في كتاب تاريخ اليمامة لعبد الله بن خميس كما يلي: (تعتبر مساكن الدواسر الان من أوسع مساكن القبائل وأخصبها وأكثرها مياهاً وأمرأها واخصبها، فيحدها جنوباً حدود اليمن الجنوبية، وشمالاً منطقة عالية وجنوبي العرمة وجبال العارض، وشرقاً أسفل الدهناء وبلاد آل مرة، وغرباً بلاد الشيابين من عتيبة وبلاد قحطان، ولم يزاحمهم في حدودهم إلا نزيعة من قبيلة السهول دخلت الدواسر بالحلف ونزلوا الغيل وستارة وحراضة وبعض وادي برك وما حوله وهؤلا هم القبابنة، وعلى هذا فمساكن الدواسر اليوم تشمل قسماً كبيراً من الربع الخالي ومن الدهناء ومن الجدول والبياض وهريسان ومارفع ذلك غرباً إلى أسفل بيشة وتثليث وما صاقبهما شمالاً وحنوباً).
خؤولة قبيلة تغلب القضاعية لقبيلة الدواسر الأزدية:
عمران بن عامر (الملطوم) الأزدي تزوج من عودة بنت مالك التغلبي، فأنجبت الأسد (الدوسر) بن عمران الأزدي، أخواله تغلب قضاعة..
الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو (الملطوم) جد قبيلة الدواسر الأزدية أمه من قبيلة تغلب القضاعية وهي عودة بنت مالك بن أهيب بن كلب بن وبرة من تغلب بن حلون بن عمران بن إلحاف من قضاعة، من سكان الوادي القدماء..
ورد ذكر خؤولة تغلب لدوسر في كتاب نسب معد واليمن الكبير لهشام بن الكلبي كما يلي: (هؤلاء بنو عمران بن عمرو مزيقياء: وولد عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد: الأسد، والحجر، أمهما: عودة بنت مالك بن أهيب بن كلد بن كلب بن وبرة).
مكونات قبيلة الدواسر:
• آل زايد الأزد: ذرية الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو (الملطوم) بن عامر من مازن من الأزد.
• الجعيد: ينتسبون لدهم من همدان.
• التغالبة: ينتسبون لتغلب وائل وينسبهم بعض النسابة لتغلب قضاعة، والناس مؤتمنون على أنسابهم.
• الجميلات: ينتسبون لوائل.
قبيلة الدواسر ووادي الدواسر في معارج التاريخ:
- خط مكاني زماني -
ملاحظة: "التواريخ التي سترد بعد الهجرة تم تحديدها وفق التقويم الهجري الشمسي الأدق؛ وبناءً عليه فالسنة الحالية ليست 1446هـ وإنما 1403هـ".
• قبل حوالي 2300 عام: قبيلة كندة كانت تستقر في مدينة كاهل بوادي العقيق حيث ازدهرت مملكة كندة وعاصمتها مدينة كاهل في الفاو منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت تقيم مع كندة قبائل منها قبائل من مذحج وقبيلة نهد من قضاعة.
• قبل حوالي 2150 عام: سد مأرب ينهار، وقبائل سبأ تتمزق، وقبائل مازن من الأزد تتفرق إثر انهيار سد مأرب، وتنتشر في السروات وتهامة ومكة ويثرب وعمان والعراق والشام..
يقول عبدالله بن عبدالرحمن الأزدي:
أبعد الحي عمران بن عمرو
وبعد الأكرمينَ بني زيادِ
وبعد شنؤة الأبطال أضحت
بيوتهمُ تُرفَّعُ بالعمادِ
• قبل حوالي 2100 عام: قبيلة وادعة ذي مران تستقر في مدينة كاهل في الفاو في وادي الدواسر بنجد، حيث ورد ذكرها في نقش يؤكد تواجدها في كاهل بعد انهيار سد مأرب بحوالي 50 عام، وتنسب قبيلة وادعة لوداعة بن عمرو الملطوم بن عامر من مازن من الأزد.
• قبل حوالي 1800 عام: قبائل الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمر (الملطوم) تنزل في السروات قرب قبيلة شكر:
(ثم سراة الخال لشكر نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران).
صفة جزيرة العرب/الحسن الهمداني
• قبل حوالي 1600 عام: قبائل جعدة وعقيل وقشير من بني كعب من بني عامر بن صعصعة تزحف إلى وادي العقيق وتزاحم من بقي فيه من كندة الأددية ونهد القضاعية وتستقر في بعض نواحيه.
قال النابغة الجعدي:
وكِندةُ كانت بالعقيق مقيمةٌ
ونَهدٌ فَكُلاًّ قد طحرناه مطحرا
• قبل حوالي 1500 عام: قبيلة جرم القضاعية تسكن وادي العقيق فيسمي عقيق جرم، قال الفرزدق:
وجرمٌ بواديٍ يضرب البحر ساحله
• قبل حوالي 1400 عام: قبيلة جرم من قضاعة وقبيلة عقيل من بني عامر تتنازع على بعض أراضي عقيق جرم، فيتحاكمون إلى النبي ﷺ، حيث قدم الصحابي أسماء بن رياب الجرمي إليه وشكا له اعتداء بني عقيل عليهم، فيقضى بالحق لجرم، وترفض عقيل الحكم، فيقول أسماء بن رياب الجرمي:
وإني أخو جرمٍ كما قد علمتمُ
إذا جُمعت عند النبي المجامع
فإن أنتمُ لم تقنعوا بقضائه
فإني بما قال النبي لقانع
• قبل حوالي 1394 عام: قبيلة عقيل يقدم وفدها إلى النبي ﷺ في عام الوفود عام 9هـ، ويقطعهم النبي أجزاء من العقيق، فيسمي عقيق بني عقيل.
• قبل حوالي 1300 عام: قبائل العتيك بن الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو (الملطوم) من مازن من الأزد ترحل من ديارها في السراة قرب قبيلة شكر من ذرية عمرو (الملطوم) بن عامر من الأزد وتحل في وحاف القهر فتسمى وحاف العتيك بعد حلولهم فيها (القهرة) حالياً، والمسافة بين وحاف العتيك ووادي الدواسر حوالي (١٠٠)كم فقط.
يرد ذكرهم في النصوص التاريخية التالية:
(العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر بن مازن الأزدي وهم أهل وحفة القهر إخوة الأنصار).
(قشير ونهد والعتيك هم أهل وحفة القهر وهم إخوة الأنصار).
(قشير أهل الأفلاج ونهد والعتيك أهل وحفة القهر لغتهم واحدة).
التعليقات والنوادر/هارون الهجري
• قبل حوالي 1200 عام: معركة البراق تستعر بين العتيك بن الأسد (الدوسر) من الأزد ونهد من قضاعة ومنها معركة البراق، وينظم الزهيري النهدي القضاعي قصيدة موجهة للمستنير العتكي الأزدي يقول فيها:
لهفي بقلتنا وكثرة جمعكم
يوم البراق وأننا لم نضعف
وتنازلت أبطالُنا وأُسُودُكُم
زحف الجمالِ إلى الجمالِ الرُّشف
فَتَقرُّ عينك من خليلك طارق
وبني أبيه ويوسف بن مُطرَّفِ
حتى ترى وأُسُودُ قومك تقتضي
بالمشرفية والقِسِيِّ العُطَّفِ
تضمنت قصيدة النهدي أسماء عدد من المواضع التي تقع في حواشي جبال القهر التي اسميت (جبال العتيك) بعد انتصار العتيك في معركة البراق، وأشارت لكثرة قوم المستنير بقوله: (لهفي بقلتنا وكثرة جمعكم)، وورد فيها مسمى بني الأسد (الدوسر) بن عمران بقوله: (حتى ترى وأُسُودُ قومك تقتضي)..
ورد في كتاب (التعليقات والنوادر) لهارون الهجري ما يلي: (أنشدني أبو عمر الزهيري، زهير نهد، لحبش بن سعيد بن مجاهر الأزرقي، أزرق نهد، يقولها للمستنير العتكي، والعتيك بن عمران بن عمرو بن عامر إلى مازن بن الأسد، وهم أهل وحفة القهر، وهم إخوة الأنصار، يا طول ليلك بالنخيل وباقم فصدور صالة فالمسيل الأجوف).
وقبيلة العتيك الأزدية جاورت نهد القضاعية وقشير القيسية..
ورد ذكرهم في كتاب ( التعليقات والنوادر للهجري) لهارون الهجري كما يلي: (قشير أهل الأفلاج ونهد والعتيك أهل وحفة القهر لغتهم واحدة).
والمقصود تشابه لهجتهم مما يدل على مجاورتهم لقشير أهل الأفلاج فى ذلك الزمان.
ورد في كتاب (التعليقات والنوادر) لهارون الهجري بعدما أورد عدة قصائد للحسين بن جابر المريحي القشيري من الريب (الرين) ما يلي: (وهذة يتكلم بها قشير ونهد والعتيك أهل الوحفة).
وأنشد الهجري للكتيف بن صدقة اللبيني القشيري يرثي المريفع بن زيد القرطي وأجابة سليمان بن يزيد العتكي من وحفة القهر؛ مما يدل على الاتصال بينهم وتقاربهم في المكان والزمان.
ورد في كتاب (التعليقات والنوادر) لهارون الهجري ما يلي: (أنشدني أبو عمرو النهدي للفضيل بن صبح العتكي من وحفة القهر وهم أصحاب قنص).
ورد في كتاب (التعليقات والنوادر) لهارون الهجري ما يلي: (عروي هضبة حذاء مأسل بها جاوة بطن من باهلة وليست بعروى التي قرب وحفة القهر من دار العتيك هذه أمنع وأوسع).
النصوص الواردة في كتاب الهجري تبين أن العتيك بن الأسد (الدوسر بن عمران بن عمرو (الملطوم) كانوا خلال القرن الثالث الهجري في وحاف القهر وعروى الجنوبية وهي منطقة قريبة من وادي الدواسر.
• قبل حوالي 1100 عام: قبيلة الأسد (الدوسر) بن العتيك بن الأسد (الدوسر) بن عمران بن عمرو (الملطوم) من مازن من الأزد ترحل من وحاف العتيك وتحل في وادي العقيق وتستعر الحروب بينها وبين عقيل وينتصر الدواسر ويستخلصوا الوادي ويسمى باسمهم وادي الدواسر.
ورد ذكر حروب الدواسر في الوادي في قصيدة محمد السديري بقوله:
دار خذوها بالمراهيف عنوة
وهم نورها الساطع ينير ضياه
ومنها قوله:
بني عقيل أخلوا مغاني ديارهم
كما ورد ذكر قدوم قبيلة الدواسر مع الأزد من مأرب مع الأزد ونزولهم في واديهم في قصيدة دخيل الله الشكري ويقول فيها:
لي لابةٍ من سد مأرب تحدروا
أحرار ما يمشون بالقصير
تخيروا من نجد واخذوا خيارها
تخيروا فيها بلا تخيير
خذوا ديارٍ مدجياتٍ غروسها
يوم المكاسب ناقةٍ وبعير
استقرات قبيلة الدواسر (آل زايد) من العتيك من مازن من الأزد في وادي العقيق فأطلق عليه وادي الدواسر، وتعتبر مساكن الدواسر من أوسع مساكن القبائل وأوفرها مياهاً واخصبها تربةً، ومنها انتشروا في أصقاع الجزيرة فنزلوا السليل والأفلاج والخرج والرياض والمحمل وسدير والقصيم وغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية.
حفظ الله وطننا وأدام عليه نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم