الصفحات

12‏/01‏/2010

هابل

تلسكوب الفضاء هابل




مقراب هابل هو أول مقراب يدور حول الأرض وقد أمد الفلكيين بأوضح وأفضل رؤية للكون على الإطلاق بعد طول معاناتهم من التلسكوبات الأرضية التي يقف في طريق وضوح رؤيتها الكثير من العوائق سواءً جو الأرض المليء بالأتربة والغبار أم المؤثرات البصرية الخادعة لجو الأرض والتي تؤثر في دقة النتائج .
بدأ مشروع بناء المقراب عام 1977، و أطلق إلى الفضاء في أبريل من عام 1990 ، وسمي على اسم الفلكي ادوين هابل Edwin Hubble .

يقع خارج الغلاف الجوي للأرض على بعد 593 كيلومترا فوق مستوى سطح البحر ، يكمل مداره الدائري بين 96 و 97 دقيقة.
صُمم هابل لتتم صيانته في الفضاء، عندما إحتاج هابل إلى التصليح، في ديسمبر عام 1993 قام رواد الفضاء بمهمة تبديل لوحات المنظار التي تستهلك الطاقة الشمسية فقد أدت إلى تمايله، قرر إعادة إحدى اللوحتين إلى الأرض، بينما تم إصلاح الأخرى. تلتها رحلات أخرى للصيانة وإبدال معدات قديمة في المقراب الفضائي، في أعوام 1997 و1999.
صور عديدة لإصطدام المجرات ببعضها ،إلتقطها مقراب هابل.
أحدث كاميرا بهابل إلتقطت صورة فسيفساء من قطعة كبيرة من السماء ، تشمل على الاقل 10،000 مجرة.
لاحظ هابل ما يقرب من مليون جسم ، وبالمقارنة ، فان العين البشرية لا يمكن ان تشاهد أكثر من 6.000 نجم بالعين المجردة.






هابل يلتقط اعمق صورة للكون
ما وصل إليه هابل لم يسبقه إليه أحد
إلتقط التلسكوب الفضائي هابل اعمق صورة للكون تحدد اصغر وأبعد المجرات التي شاهدها علماء الفلك.
وجاءت هذه الصورة نتيجة لرصد طويل استغرق أربعة اشهر لرقعة صغيرة فقط من السماء.
وتقرب هذه الصور التاريخية علماء الفلك من فهم الانفجار الكبير وتكشف عن أول مجرات ظهرت في نهاية ما يطلق عليها "العصور المظلمة".
ومن المتوقع ألا يتم الحصول على لقطات افضل من هذه الصور حتى يوضع تلسكوب جديد في مداره.
وحتى يلتقط هابل هذه الصورة، رصد التلسكوب بدقة نفس النقطة في الفضاء لفترات استغرقت عدة دقائق خلال الفترة من 24 سبتمبر/ايلول 2003 وحتى 16 يناير/ كانون الثاني 2004.
وتظهر في الصورة التي استغرق تصويرها نحو مليون ثانية أول مجرات تكونت بعد الانفجار العظيم وهي فترة في التاريخ الكوني عندما كانت النجوم الاولى تعيد تسخين الكون البارد والمظلم.






وعندما انتهت عملية الرصد قال ستيفن بيكويز مدير المعهد العلمي لتلسكوب الفضاء لبي بي سي نيوز اونلاين "رأينا اشياء لم يشاهدها احد من قبل."
وتحتوي الصورة التي التقطها هابل على ما يقدر بعشرة آلاف مجرة.
وعادة ما تكون الصور التي تلتقط من الارض لرقعة من السماء (تبلغ عشر قطر القمر الكامل) خالية من أي اجسام تقريبا.
لكن الدكتور بيكويز يقول ان الصورة التي التقطها هابل "جميلة وغنية وحافلة بالاشياء المثيرة والمختلفة."
ويعتبر المنظر الذي التقطه هابل مزيجا من صورتين منفصلتين التقطت إحداهما آلة تصوير متقدمة بالتلسكوب وآلة تصوير أخرى تعمل بالاشعة تحت الحمراء ومقياس للطيف.
وتظهر الصورتان مجرات باهتة بدرجة تجعل من الصعب على المراصد الارضية رؤيتها، بل وحتى في محاولات هابل البعيدة السابقة لالتقاط صور في عامي 1995 و1998 كان من الصعب رؤيتها.
وتمتلئ الصورة التي التقطتها آلة التصوير المتقدمة في هابل بمجموعة كبيرة من المجرات من مختلف الأحجام والأشكال والألوان.
وهناك أيضا "غابة" من المجرات المتناثرة في المنطقة. ويبدو أن عددا قليلا منها يتقاطع. أما أشكالها الغريبة فتختلف عن المجرات الحلزونية والاهليجية التي نراها اليوم.
وتعود هذه المجرات الى فترة كان الكون فيها اكثر فوضى وكان النظام والبناء الكوني في بداية ظهوره.
والتقطت آلة التصوير بالأشعة تحت الحمراء ومقياس الطيف (نيكموس) أشياء أكثر من آلة التصوير المتقدمة إذ أظهرت الصورة أبعد المجرات لان الكون الممتد نشر ضوءه على الجزء القريب الذي يعمل بالاشعة تحت الحمراء من جهاز قياس الطيف. وقال روجر طومسون من جامعة اريزونا والمحقق الرئيسي في نتائج نيكموس ان "الصورة التي التقطتها نيكموس تقدم محتوى علمياً إضافياً مهماً للدراسات الكونية في المنطقة العميقة الموجود فيها هابل."
وقالت سانجيتا مالهوترا من المركز العلمي لتلسكوب الفضاء والمحقق الرئيسي في الصورة التي التقطتها آلة التصوير المتقدمة في هابل: "من بين الاشياء التي ظهرت في الصورة بعض من المجرات الباهتة والنقاط الضوئية التي يمكن ان تكون مجرات بعيدة."
وأضافت "بالاعتماد على هذه النتائج فان بعض هذه الاشياء تعتبر من بين ابعد واصغر المجرات على الاطلاق."









إدوين بويل هابل (Edwin Powell Hubble) (1889-1953). فلكي أمريكي أثبت وجود مجرات أخرى عدا المجرة اللبنية. ولد في مارشفيلد بولاية ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية، اشتغل ما بين عامي 1914-1917 في مرصد يوركس بجامعة شيكاغو ثم بمرصد جبل ويلسون سنة 1919 وأخيراً بمرصد جبل بالومَرْ (Mart-Paloner) سنة 1948 وفيه قام بتوجيه الأبحاث الجارية بواسطة التلسكوب.
شهرة "هابل" أتت من كونه أول من إكتشف أن مجرة أندروميدا (بالتصنيف الفلكي M31 ) تقع خارج مجرتنا وبأنها مجرة مستقلة عن مجرتنا تماما ً. وقد إستغل هابل ظاهرة الإنزياح الأحمر لطيف المجرات على أنه ظاهرة دوبلر ووجد أن الانزياح الأحمر يتزايد بتزايد بعد المجرات عن الأرض . وهذا معناه أن المجرات ليست ثابتة في الكون ، بل كلها يتحرك ويبتعد عنا . بذلك أثبت أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعة متناسبة مع ابتعادها، وسميت هذه العلاقة بقانون هابل سنة 1929. هذا القانون ساهم كثيراً في اعتماد نظرية الانفجار الكبير.
يقدر معامل هابل لتمدد الكون 71 كيلومتر في الثانية لكل مليون بارزيك ، حيث 1 بارزيك = 3و3 مليون سنة ضوئية .
بإستخدام معامل هابل إستطاع العلماء تقدير عمر الكون منذ الإنفجار العظيم ب 13 إلى 5و14 ألف مليون سنة .
حياته
عاش في شيكاغو ودرس الثانوية فيها, وكان طالباً عادياً وكان محباً للرياضة ومتفوقاً في القفز العالي بدأ دراسته الأكاديمية في دراسة القانون في جامعة اوكسفورد في بريطانيا إلا انه ترك الدراسة هناك معتقدا بان هذه الدراسة لا ترضي طموحه حيث كانت رغبته في دراسة الفلك . ولم تكن لدى علماء الفلك آنذاك طريقة لحساب عمر الكون ، ولم يكونوا واثقين من وجود أي شيء أبعد من مجرة درب التبانة (أو الطريق اللبني ) الذي تكوّن المجموعة الشمسية جزءا منه , ولكن هابل اكتشف في عام 1924 أن هناك المزيد من المجرات (فهناك في الحقيقة المليارات من المجرات), حيث أثبت أن الكون يتمدد مع الوقت بقيمة ثابتة, وهذا ما تقول به أهم نظريات نشأة الكون وهي نظرية الانفجار العظيم , حيث صححت صورة الكون الساكن ذي الحجم المحدود المستقر.
كما تم إطلاق اسم "هابل" على التلسكوب الفضائي الذي وضعته في مداره وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية سنة 1990 ، ولا يزال هذا المرصد يؤدي الغرض منه حتي الآن ، وأتانا بصور للأجسام السماوية في منتهى الدقة تبين تفاصيل لم نكن نعرفها من قبل ، وكذلك صور لأعماق الكون يصل بعدها عنا نحو 10 مليارات من السنين الضوئية. ومن المرجح أن تقوم ناسا خلال عام 2009 ببعض التصليحات للمرصد هابل في الفضاء ، بحيث يستمر في إجراء عمله لمدة سنوات أخرى .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم