الصفحات

12‏/01‏/2010

إستخدام الأحرف العربية في عناوين الإنترنت

العربية في الإنترنت

عناوين الانترنت لن تقتصر في المستقبل على الأحرف اللاتينية



توشك هيئة آيكان المنظمة لعناوين شبكة الإنترنت على الإنتهاء من خطط إستخدام حروف غير اللاتينية في عناوين النطاقات العليا للمواقع على الشبكة على غرار دوت كوم وَ اورج.
أعلنت الهيئة المنظمة لعمل الإنترنت (إيكان ICANN) خلال إجتماع الهيئة في العاصمة الكورية الجنوبية سول ،عن إمكانية استخدام لغات أخرى غير لاتينية في عنونة النطاقات العليا أو ما يسمى top-level-domains، على غرار دوت كوم أو دوت أورج.
رئيس هيئة آيكان رود بكستروم برر هذه الخطوة قائلا إن "أكثر من نصف عدد مستخدمي شبكة الانترنت، والذين يربو عددهم على 1.6 مليار مستخدم، يستخدمون لغات أخرى غير اللاتينية". ومن المتوقع أن تظهر أول المواقع التي تطبق التغييرات الجديدة بحلول منتصف عام 2010.
وستسمح التغييرات الجديدة بإستخدام الحروف العربية أو الآسيوية لعنونة النطاق الأعلى في عناوين المواقع، وهو الجزء الذي يأتي في نهاية العنوان بعد النقطة. فمثلا النطاق الأعلى للعنوان الآتي www.example.com هو com. معروف أنه بالإمكان إستخدام عناوين على شبكة الانترنت تستخدم أحرف وكلمات غير لاتينية، لكن النطاقات العليا ظلت مستثناة.
وتقول الهيئة أنها تستخدم تقنية معقدة من أجل ترجمة الأحرف غير اللاتينية إستناداً إلى الكود العالمي الموحد Unicode والذي يتضمن جميع حروف اللغات في العالم. تضيف أن التقنية الجديدة خضعت لتجربتها على مدار العامين الماضيين. وفي حين حصدت التغييرات الجديدة المزمعة إرتياحاً كبيراً من روسيا إلى كوريا، بقيت العديد من الشركات العالمية متشككة، فشبكة الإنترنت ستصبح بعد هذه التغييرات أكثر إرباكاً وأقل نظاماً، وذلك وفقا لأحد الخبراء، الذي أضاف أن الشركات متخوفة من أن تسجيل العلامات التجارية قد يحتاج في المستقبل إلى جهود كبيرة.



وسيبدأ تنفيذ هذا البرنامج على مراحل، حيث سيسمح بتدويل أسماء النطاقات «IDNs» بإستخدام الحروف العربية والصينية «أو الكورية»، على أن تلحقهما الحروف الروسية.
ويعمل «نظام أسماء النطاقات بطريقة تشبه عمل دليل الهاتف، حيث يقوم بتحويل أسماء العناوين المكتوبة إلى سلسلة من الأرقام ممكنة القراءة للكمبيوتر بما يعرف بـ«بروتوكول عناوين الإنترنت IP».
ولكل جهاز حاسوب متصل بالإنترنت عنوان مستقل «IP Address»، حيث يقوم نظام الأسماء المكتوبة بترجمة الإسم الذي نكتبه في سطر العناوين إلى عنوان بروتوكول الإنترنت المقابل، ليصلك بالموقع الإلكتروني المطلوب، ويوصل رسالتك الإلكترونية إلى الشخص المقصود بالضبط.
وإعتبر «بيتر دنجيت» رئيس «آيكان» أن هذه العملية تمثل أكبر تغير تقني في نظام عمل الإنترنت منذ إنشاء الشبكة العالمية قبل أربعة عقود.
ومن المتوقع أن تنطلق الخطوة بإعتماد الحروف العربية والصينية على أن تلحقها الروسية.
وكانت الدول العربية واظبت خلال الأعوام الأخيرة على مطالبة الـ«آيكان» المعنية بوضع السياسات العليا لنطاقات وأرقام عناوين الإنترنت، بالسماح لها باستخدام اللغة العربية في عناوين الإنترنت، موضحة أن إقتصار العملية على الحروف اللاتينية سيؤدي إلى نضوب عناوين الإنترنت أمام زيادة حجم الطلب عليها، ذلك أن الإصدار الرابع لبروتوكول الإنترنت «IP4» المستخدم حالياً في عنونة الشبكة، يتيح عدداً محدوداً من العناوين.
كما أعربت الدول العربية «سورية والسعودية» عن مخاوفها من أن يؤدي بقاء اللاتينية وحيدة على عرش عنونة الإنترنت، إلى التأثير سلباً على مستقبل العربية، مشيرة إلى أن إتاحة العنونة أمام اللغات الأخرى يساهم في الحفاظ على الكثير من اللغات حية.
كما أشارت الدول العربية إلى أن إستخدام اللغة العربية في العنونة سيعزز الطلب على المحتوى العربي من قبل الناطقين بها عرباً ومسلمين من غير المتقنين للإنجليزية.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت، الذين يقدر عددهم بنحو مليار ونصف المليار شخص، يتحدثون لغات غير لاتينية.
وتعمل «آيكان» تحت إشراف وزارة التجارة الأميركية منذ عام 1998، إلا أن تفجر مشكلة نضوب العناوين التقليدية التي يقدر عددها بـ21، دفعها إلى القبول بتوقيع وثيقة تمنح المنظمة العالمية استقلالاً ذاتياً محدوداً في بداية تشرين الأول الجاري، ما مهد الطريق للتطورات الأخيرة.
وقال رود بيكستروم المدير التنفيذي للآيكان في افتتاح مؤتمر آيكان بسيول في كوريا الجنوبية: «هناك أكثر من نصف مستخدمي الانترنت الآن في العالم والبالغ عددهم 1.6 مليار شخص يستخدمون لغات بحروف غير لاتينية لذا هناك حاجة لهذا التغيير، ليس فقط من أجل نصف مستخدمي الانترنت الآن بل أيضاً من أجل أكثر من نصف المستخدمين في المستقبل مع إنتشار الإنترنت أكثر».
وأقرت خطط التغيير اللغوي في حزيران 2008، إلا أن التجارب عليها أخذ وقتاً طويلاً كما يقول دنجيت ثرش، رئيس اللجنة المسؤولة عن التغيير.
وأضاف: «من المهم إدراك مدى روعة التعقيد التقني في تلك العملية. لقد إبتكرنا نظام ترجمة مختلف».
وستطبق التغييرات على نظام أسماء المواقع في الإنترنت. ويعمل النظام كما لو أنه دليل هاتف يترجم أسماء المواقع المعروفة إلى سلسلة من الأرقام التي يقرؤها الكمبيوتر بسهولة والمعروفة بعنوان «IP» وستسمح التغييرات للنظام بترجمة الحروف غير اللاتينية.
يقول ثرش: «نحن واثقون من نجاحها، لأننا نجربها على مدى عامين، ونحن جاهزون فعلا للبدء بها».
وكانت بعض البلاد مثل الصين وتايلاند ابتكرت طريقة تسمح لمستخدمي الكمبيوتر بالدخول إلى مواقع عناوينها بلغات صينية وتايلاندية لكنها طريقة غير مقرة دوليا ولا تعمل بالضرورة مع كل أجهزة الكمبيوتر.
وأكد مسؤولو إدارة أسماء النطاقات بأن توسيع أسماء النطاقات بجميع اللغات، ضرورية جداً ومفيدة للذين لا يفهمون ولا يعرفون النطاقات المكتوبة باللغة الإنكليزية منذ تأسيسها وكانت الانترنت محدودة في هذا المجال بالتحديد.
وقال رئيس مجلس إدارة الآيكان بيتر دينجيت ثرش إن هذه الخطوة الأولى في تقديم أكثر من 100 ألف لغة حول العالم وسنقوم بتنفيذ العملية وذلك بإستقبال مقترحات ونطاقات الدول المقترحة لها والتي ستكون مناسبة لها وسنقوم بإنشاء نطاقات جديدة مناسبة لكل دولة وتمديد شبكة الانترنت على أساس كل دولة في مجموعة من أحرف في البداية دون التغيير لا ينطبق إلا على رموز البلد المحلية مثلا ru لبلد مثل روسيا وبالتأكيد هذه العملية تساعدنا في تسهيل عمل تلك النطاقات وإنشائها.
تعدد اللغات نعمة أم نقمة؟





في تعليق سابق قال أحد المختصين : أن إختبار IDN الذي تجريه منظمة «ICANN» المسؤولة عن أسماء النطاقات على الإنترنت يجيز للمستخدمين حول العالم حجز أسماء النطاق الخاصة بهم بـ11 لغة جديدة إضافة إلى الإنكليزية، ومن وجهة نظره يقول : «ينظر الكثيرون إلى تلك الخطوة على أنها خطوة إلى الأمام إلا أنني لا أجد نفسي متحمساً إليها بتلك الدرجة، لأن هذه الخطوة في اعتقادي الشخصي تقتل كثيراً من توافقية الإنترنت وقدرتها الهائلة على الانتشار عالمياً دون حواجز». ويضيف موضحاً: «هل لكم أن تتخيلوا أننا في بلد أجنبي ما ونستخدم جهاز حاسب لا يضم لوحة مفاتيح عربية، هل تتصورون الصعوبة التي سنواجهها في الدخول إلى أحد مواقع الإنترنت العربية التي تتخذ نطاقاً باللغة العربية». وبشكل مشابه – يقول : هل نتصور كيف سنتمكن من زيارة أحد المواقع الصينية على سبيل المثال التي تتخذ اسم نطاق لها بالصينية.
ويؤكد في تعليقه أنه ما زال مقتنعاً بأن توافقية الإنترنت وهويتها العالمية تقتضي أن تكون أسماء النطاقات بلغة واحدة فقط، ففضلاً عن الصعوبات التي أسلفت، لا يزال هناك المزيد والمزيد من التعقيدات في عدد كبير من المجالات بما في ذلك مسألة توافق البرامج المختلفة مع موضوع تغيير اللغة في أسماء النطاقات وما سينتج عن ذلك من مشكلات.



وقفز إلى نقطة مهمة حسب إعتقاده ويقول : إنه تم إغفالها والتعتيم عليها على الرغم من أنها رئيسية وتتلخص في أن أصحاب المواقع سيجدون أنفسهم أمام ثلاثة خيارات، فعلى سبيل المثال إذا كان مالك الموقع عربياً فإنه إما أن يختار إسم نطاق لموقعه باللغة العربية وبإستخدام النظام الجديد مسايرة للتقدم ولجذب المزيد من الزوار الذين قد يجدون إسم النطاق بلغتهم أكثر جاذبية إلا أنه سيواجه في هذه الحالة المشكلات التي سبق أن ذكرناها وإما أن يختار إسم نطاق باللغة الإنكليزية وبالسير على النسق التقليدي القديم وإما أن يقوم بحجز نطاقين أحدهما بلغته والآخر بالإنكليزية ليتفادى مشكلات الأول وهنا أجد النقطة التي أود الإشارة إليها متجلية بوضوح، فبعيداً عن نظريات المؤامرة وبنظرة واقعية بسيطة نستطيع إستنتاج أن شقاً كبيراً من هذه الخطوة (إن لم يكن الشق الأكبر فيها) هو مسألة ربحية تجارية بحتة، فبالنظر إلى أنه في وقت قريب فإن هناك احتمالاً كبيراً أن تتضاعف عمليات حجز أسماء النطاقات وبدلاً من أن يقوم الشخص بحجز اسم نطاق واحد فإنه يحجز اثنين وبالنظر إلى أن عدد النطاقات التي يتم حجزها في اليوم الواحد هو عدد هائل من الأصل فلنا أن نتخيل معنى أن يتضاعف هذا العدد فضلاً عن نمو تجارة الأسماء المميزة في اللغات الجديدة التي تم تقديمها ما يعني ربحاً هائلاً للمنظمة وكل ما يتعاون معها من شركات حجز النطاقات المعتمدة. ويختم قائلاً: «إن كل ما سبق لا يتعدى كونه خواطر دارت برأسي بالتفكير بشكل سريع في هذه الخطوة الجديدة التي مازالت في طور الاختبار. وهذا لا يعني أنها استنتاجات أو أحكام على هذه الخطوة التي قد يجدها البعض مفيدة وتمثل دفعة للأمام، إلا أن الشيء الوحيد الذي أعتبره رأياً راسخاً هنا هو أنني أعتقد بأن اللغة الموحدة لأسماء النطاقات هي أفضل خيار لضمان عالمية وتوافقية الإنترنت». من المعلوم أن نشأة الإنترنت كانت في الولايات المتحدة الأميركية عام 1998، ومنذ ذلك الحين تم اعتماد نظام الترميز ASCII المبني على سبع خانات (7 bits) الذي لا يدعم سوى الحروف والرموز الإنكليزية، وقد أدى ذلك إلى اعتماد هذه الطريقة في نظام أسماء النطاقات، الذي بدوره أصبح لا يدعم سوى الحروف والأرقام والرموز الإنكليزية. لكن في الوقت الراهن أصبح هناك توجه قوي نحو اعتماد نظام أسماء نطاقات متعدد اللغات يسمح بإعطاء أسماء النطاقات بلغات غير الإنكليزية، وهذا التوجه نابع من الرغبة في جعل الإنترنت أكثر انتشاراً وحل مشكلة التزاحم على أسماء النطاقات الإنكليزية.



وقد وقعت الحكومة الأميركية وثيقة تمنح آيكان إستقلالاً ذاتياً للمرة الأولى في بداية تشرين الأول الماضي وتخضع الهيئة لإشراف «مجتمع الإنترنت» عبر العالم.
وقد قدمت العديد من الحلول والاقتراحات كضوابط لأسماء النطاقات العربية، ويرعى هذه الجهود عدد من الجهات والمنظمات الإقليمية والعالمية غير الربحية التي تسعى إلى إيجاد معايير لتعدد اللغات على الإنترنت.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم