عودة سدير
سدير
منطقة سديرمنطقة مترامية الأطراف تمتد على مسافة أكثر من 200 كيلو متر من بعد مدينة الرياض بستون كيلو متر إلى ماقبل منطقة القصيم بستون كيلو متر تقريبا وتشغل هذه المنطقة ربع مساحة نجد تقريبا وتتكون من أكثر من مائة مدينة وقرية من تمير وقراها الى عودة سدير وعشيره والخطامة والعطار وحوطة سدير والجنيفي والجنوبية والحصون وروضة سدير والداخلة والتويم وجلاجل وجوي والمجمعة وحرمة والغاط والزلفي وقراه -قبل فصل الغاط والزلفي- وسكن هذه المنطقة ربع سكان نجد تقريبا من الأسر المتحضرة من القبائل المشهورة من الدواسر وبنو تميم وقحطان وشمر وعتيبه ومطيروعنزة وسبيع وهذيل وباهلة وغيرها وكذلك من البدو من هذه القبائل المذكورة عن وادي الفقي وسدير: الفَقْيُ بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء ولا أدري ما أصله.
قال السكوني: مَن خرج من القريتين متياسراً يعني القريتين اللتين عند النباج فأول منزل يلقاه الفَقْيُ وأهله بنو ضَبّة.
قال السكوني: مَن خرج من القريتين متياسراً يعني القريتين اللتين عند النباج فأول منزل يلقاه الفَقْيُ وأهله بنو ضَبّة.
والفَقْيُ : واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية، وقيل : هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم نزلوها بعد قتل مُسَيْلمة لأنها خَلَت من أهلها وكانوا قُتلوا مع مسيلمة وبها منبر وقراها المحيطة تسمّى الوَشم والوُشوم ومنبرها أكبر منابر اليمامة وقال عُبيد بن أيوب أحد لُصوص بني العنبر بن عمرو بن تميم:
لقد أوقعَ البَقّـالُ بالفَقْـي وقعـةً
سيَرْجع إن ثابـت إليـه جلائبُـهْ
فإن يكُ ظنّي صادقاً يا ابن هانىء
فأيّا مئذْ ترحِـلْ لحَـرْبٍ نجائبُـهْ
أبا مسلم لا خيرَ في العيش أو يكن
لقُرّانَ يـومٌ لا تـوارى كواكبـهْ
وفي موضع اخر الفُقَيُّ: بلفظ تصغير الأول وما أظنه إلا غيره ولا أدري أي شيء أصله وقال الحفصي في ذكره نواحي اليمامة: الفَقّي بفتح الفاء، ماء يسقي الروضة: وهي نخل ومحارث لبني العنبر وشعر القتّال يروى بالروايتين قال القتّال:
هل حبلُ مامَة هـذه مصـرومُ
أم حُـبُّ مامـةَ هـذه مكتـومُ
يا أمَّ أعيَنَ شـادن خذلَـتْ لـها
عَيْنـاءُ فاضحـةٌ بهـا ترقيـمُ
بنَقَا الفقيّ تلألأتْ فحظَـا لهـا
طِفْـلٌ نـدادٌ مـا يكـادُ يقـومُ
إني لَعَمْرُ أبيك لـو تجزيننـي
وَصّالُ مَنْ وَصَلَ الحبال صَرومُ
وقد ثنّاه بن مقبل فقال:
لياليَ دهماء الفؤاد كأنهـا
مهاةٌ ترعّى بالفَقِييَّن مُرشِحُ
وجاء في معجم البلدان الفَقْيُ: وادٍ باليَمَامَةِ وسُمَيٍّ : مَحَارِثُ وهونَخْلٌ لِبَنِي العَنْبَرِ. وجاء فيما يخص سدير: ذكر صاحب لسان العرب: السَّديرُ بِناءٌ وهو بالفارسية سِهْدِلـىَّ أَي ثلاث شعب أَو ثلاث مداخلات. وقال الأَصمعي السدير فارسية كَأَنَّ أَصله سَادِلٌ أَي قُبة فـي ثلاث قِباب متداخـلة وهي التـي تسميها الناس الـيوم سِدِلَّـى فأَعربته العرب فقالوا سَدِيرٌ. السَّدِيرُ النَّهر وقد غلب علـى بعض الأَنهار قال الشاعر:
أَلابْنِ أُمِّكَ ما بَدَا
ولك الـخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ
التهذيب السدِيرُ نَهَر بالـحِيرة قال عدي بن زيد:
سَرَّه حالُه وكَثْرَةُ ما يَمْــلِكُ
والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ
وفي معجم البلدان:السِّدْرُ: شَجَرُ النَّبِقِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ ج: سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَراتٌ وسِدَرٌ وسُدُرٌ. وسِدْرَةُ: تابِعِيٌّ. وأبو سِدْرَةَ: سُحيمٌ الجُهَيْمِيُّ، شاعِرٌ. وسِدْرَةُ المُنْتَهى: في السماءِ السابعةِ. وذُو سِدْرٍ وذُو سُدَيْرٍ والسِّدْرَتانِ: مواضعُ. وكأمِيرٍ: نهرٌ بناحيةِ الحِيرَةِ، وأرضٌ باليمنِ، منهاالبُرُودُ، وع بِمصرَ قُرْبَ العبَّاسِيَّةِ، وابنُ حَكيمٍ: شَيْخٌ لِسُفْيانَ الثَّوْرِيِّ، والعُشْبُ. وكزُبَيرٍ: قاعٌ بينَ البَصْرَةِ والكوفَةِ، وع بِدِيارِ غَطَفانَ، وماءٌ بالحجازِ، ويقالُ: بهاءٍ. والسادِرُ: المُتَحَيِّرُ، كالسَّدِرِ، سَدِرَ، كفَرِحَ سَدَراً وسَدَارَةً، والذي لا يَهْتَمُّ ولا يُبالِي ما صَنَعَ، وـ البعيرُ: تَحَيَّرَ بَصَرُهُ من شِدَّةِ الحَرِّ. وككَتِفٍ: البَحْرُ. والسِّدَارُ، ككتابٍ: شِبْهُ الخِدْرِ. والسَّيدارَةُ، بالكسر: الوِقايَةُ تَحْتَ المِقْنَعَةِ، والعِصابَةُ. وكقُبَّرٍ: لُعْبَةٌ للصِّبْيانِ. والأَسْدَرانِ: عِرْقانِ في العَيْنَيْنِ. و«جاءَ يَضْرِبُ أسْدَرَيْهِ»، أي: عِطْفَيْهِ ومَنْكِبَيْه، أي: جاءَ فارِغاً ولم يَقْضِ طَلِبَتَه. وسَدَرَ الشَّعَرَ فانْسَدَرَ: سَدَلَه فانْسَدَلَ. وانْسَدَرَ يَعْدُو: انْحَدَر، واسْتمَرَّ.وفي معجم ما استعجم :وقال ابن السكيت: قال الأصمعي السدير فارسية أصله سه دل، أي قبة فيها ثلاث قباب متداخلة، وهو الذي تسميه الناس اليوم سِدِ لَّى فعربته العرب فقالوا سدير، وفي نوادر الأصمعي التي رواها عنه أبو يعلى قال: قال أبو عمرو بن العلاء السدير العُشب، انقضىكلام أبي منصور؛ وقال العمراني: السدير موضع معروف بالحيرة، وقال: السدير نهر، وقيل: قصر قريب من الخورنق كان النعمان الأكبر اتخذه لبعض ملوك العجم، قال أبو حاتم: سمعت أبا عبيدة يقول هو السَّدِ لَّى أي له ثلاثة أبواب، وهو فارسيّ معرّب، وقيل: سمي السدير لكثرة سواده وشجره، ويقال: إني لأرى سدير نخل أي سواده وكثرته؛ وقال الكلبي: إنّما سمي السدير لأن العرب حيث أقبلوا ونظروا إلى سواد النخل سدرتفيه أعينهم بسواد النخل فقالوا: ما هذا إلاّ سدير؛ قال: والسدير أيضاً أرض باليمن تنسب إليها البرود؛ قال الأعشى:
وبيداء قفر كبُرد السدير
مشاربها داثرات أُجُن
وقد ذكر بعض أهل الأثر أنّه إنّما سمّي السدير سديراً لأن العرب لما أشرفت على السواد ونظروا إلى سواد النخل سدرت أعينهم فقالوا: ما هذا إلاّ سدير، وهذا ليس بشيء لأنّه سمّي سديراً قبل الإسلام بزمن، وقد ذكره عدي بن زيد، وكان هلاكه قبل الإسلام بمدة، والأسود بن يعفر، وهو جاهليّ قديم، بقوله:
وبيداء قفر كبُرد السدير
مشاربها داثرات أُجُن
وقد ذكر بعض أهل الأثر أنّه إنّما سمّي السدير سديراً لأن العرب لما أشرفت على السواد ونظروا إلى سواد النخل سدرت أعينهم فقالوا: ما هذا إلاّ سدير، وهذا ليس بشيء لأنّه سمّي سديراً قبل الإسلام بزمن، وقد ذكره عدي بن زيد، وكان هلاكه قبل الإسلام بمدة، والأسود بن يعفر، وهو جاهليّ قديم، بقوله:
أهل الخوَرنق والسّدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سِنداد
وقد ذكره عبد المسيح بن عمرو بن بُقَيلة عند غلبة خالد بن الوليد والمسلمين على الحيرة في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه:
أبعد المنذرين أرى سَوَامـاً
تُرَوَّح بالخورنق والسّديـر
تحاماه فوارس كـلّ حـيّ
مخافة أغلَب عالي الزّئيـر
فصِرنا بعد مُلك أبي قبيس
كمثل الشاء في اليوم المطير
تَقَسّمَنا القبائـلُ مـن مَعَـدّ
كأنّا بعضُ أعضاء الجزور
وقال ابن الفقيه: السدير مابين نهر الحيرة إلى النجف إلى كسكر من هذا الجانب .سِدْر: قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان؛ وقال الحفصي: ذو سُدَير قرية لبني العنبر، وقال في موضع آخر من كتابه: بظاهر السِّخَال واد يقال له ذو سدير؛ قال نابغة بني شيبان:
أرى البنانة أقوَتْ بعد ساكنها
فذا سُدَير وأقوى منهمُ أُقُرُ
قال القتّال الكلابي:
لعَمرُك إنّني لأحب أرضـاً
بها خرقاءُ لو كانت تـزارُ
كأنّ لِثاتهـا عُلِقَـتْ عليهـا
فُرُوعُ السّدر عاطيةً نَـوَارُ
أطاعَ لها بمدفع ذي سديـر
فروعُ الضال والسَّلَمُ القصارُ
وقال عمرو بن الأهتم:
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهـم
يقولون لا تجهل ولستَ بجهّال
فقلتُ لهم عهدي بزينب ترتعي
منازلها من ذي سُدَير فذي ضال
تاريخ عودة سدير:
هي إحدى مدن منطقة الرياض الشهيرة بخصوبة مراعيها وازدهـار زراعتهـا حيث تشغــل مساحة كبيـرة مـن وادي سديـر المعروف قديماً باسم الفقي في السفوح الشرقية من طويق وفي الجانب الغربي من العتك الكبير، على بعد 160 كيلومتراً تقريباً من شمال غرب العاصمة الرياض. وتعتبر العودة أكبر قرى سدير حيث يقول الشاعر :
العوده أم سدير والمدن حولها
معاشٍ ومن فوق المعاش يدام
أهلها مغاوير عصاةٍ على العدا
وللجار سهلين الجناب كرام
وتقع العودة في منطقة جبلية وتطل من الناحية الغربية على العتك الكبير ويحتوي على مراعٍ متسعة ويجاورها من الناحية الغربية وادي أراط الغني بالمراعي كا يمتد إليها وادي سدير المعروف بـ«الباطن» بالإضافة إلى أودية الجوفاء، والشعبة والداخلة مما يعزز مكانتها في غزارة الإنتاج الزراعي. تاريخ عودة سدير يعود تاريخ عودة سدير إلى ماضٍ بعيد من الأزمان الغابرة، فقد كانت تعرف قديماً بجمازوهي مدينة قديمة حيث تمتد على مساحة كبيرة والمساحة التي تشغلها المباني والأطلال والآبار على ضفتي وادي سدير مساحة واسعة تمتد من الغرب إلى الشرق بطول عشرين كيلو متر تقريباً أعلاها وادي الجوفاء وأسفلها قارة الركايا . ونعود إلى التاريخ لعله ينبئنا عن أول من بنى وسكن هذه البلدة فلا نجد ما يدلنا على نشأتها إلا أنها مدينة جاهلية تشهد بذلك آثارها، فالمدينة القديمة تشتمل الأحياء التالية:
1- العودة الحالية
2- مدينة غيلان
3 - جماز
4 - القرناء
5 - مسافر
وترتيب هذه الأحياء يبدأ من الغرب إلى الشرق، وأعتقد أن القرناء هي أقدم الأحياء حيث تشتمل على آثار مطمورة تحت الأرض. وقد عثرت الشركة المنفذة بطريق الرياض سدير القصيم على مقبرة تحت الأرض بعمق ستة أمتار ويعتقد أن هذا الحي تأثر كثيراً بسببهزيمة مسيلمة في موقعة اليمامة، فقد ذكر ياقوت الحموي ما يؤيد هذا الرأي حيث قال: (والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية وقيل هو لبني العنبر بن عمر بن تميم نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها وكانوا قتلوا مع مسيلمة). وبعد القرناء في القدم جماز وهو الآن أطلال وأبنية متهدمة وأحجار متناثرة وعلى مسافة ألف متر من جماز من الناحية الغربية تقع مدينة غيلان ومدينة غيلان الآن ما تزال أبنيتها شامخة وهي تشتمل على قصر كبير يبلغ طوله مائة متر تقريباً وعرضه سبعون متراً ويتبعه ملحقات خارج القصر وموقع القصر ينبئ عن اختيار دقيق فهو قد بني على سفح جبل قد برز في الوادي وكون تلاَّ معترضاً في وادي سدير بحيث يشرف هذا القصر علىالرائح والغادي في الوادي ويشرف أيضاً على السفوح الجنوبية والشمالية للجبال المطلة على الوادي ويشتمل هذا القصر على بئر محفورة في الصخر ويقال إنها تحتفظ بكنوز صاحب القصر وجدران القصر الجنوبية والشرقية ما تزال سليمة إلا أنه قد تهدم أجزاء كثيرة منها والباقي منها يبلغ ارتفاعه خمس عشرة ذراعاً وسمك الجدار ذراعان أو ثلاث وهو مبني من الطين والحجارة وإذا سألت الآن عن صاحب هذا القصر فإن الجواب سيكون سريعاً أي أن صاحب القصر غيلان، ولكن من هو غيلان؟
غيلان:
يقال إن القصر لغيلان بن عقبة بن مسعود الملكاني العدوي، وما يؤيد ذلك أن لغدة الأصفهاني حديث عن وادي الفقي في آخر القرن الثالث ويذكر من سكانه حمان وعكل وضبة وعدي وتميم . والهمداني عندما يتحدث عن جماز في آخر القرن الثالث وأول القرن الرابع ذكر أنها ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة. وما يؤيد ذلك أيضاً هو أن القبائل المذكورة في العصر الجاهلي والإسلامي منها بادية وحاضرة وربما كان للبادية بساتين تقيم فيها في الصيف وتذهب في الشتاء إلى مرابعها في حزوى واللهابة وغيرهما من متربعاتها في الدهناء والصمان. ومن تلك القبائل التي تسير على هذا النهج قبائل حمان وضبة وبالعنبر، فبني عون بنمالك يسكنون الفقي ومنزلهم في جلاجل ولهم بادية في الدهناء والصمان، وسند آخر يؤيد ذلك وهو كون الشاعر ذي الرمة يقرأ ويكتب فقد ورد عن الأغاني ما يثبت قراءةوكتابة ذي الرمة وهو: (قال عيسى بن عمر قال لي ذو الرمة ارفع هذا الحرف، فقلت له أتكتب؟ فقال: بيده على فيه اكتم علي فإنه عندنا عيب). وقد يضعف هذا الرأي عندما نستقرئ شعر ذي الرمة متتبعين المواضع التي ذكرها فيشعره، حيث نجد أنه ذكر حزوى تسع عشرة مرة، والدخل مرتين ورماح مرتين، والدهناءسبع مرات والدومرة واحدة والصمان خمس مرات والشماليل مرة، وفتاخ مرتين ومعقلة خمس مرات وهذه المواضع هي مرابع الشاعر فحزوى مقره الدائم وهي نقا الدهناء وهذا النقا يطل على الصمان. فالمواضع التي ذكرها قريبة من حزوى فرماح في جنوبها ومعقلة والشماليل وفتاخ في شمالها. وأما الدهناء فهي رمال واسعة منها حزوى والصمان تجاور الدهناء وتشمل فتاخ ومعقلة والشماليل. أما منطقة جماز فإننا لا نجد لها ذكراً يؤيد افتراضنا المتقدم .وقد ذكر الشاعر العتك في قوله:
فليت ثنايا العتك قبل احتمالها
شواهق يبلغن السحاب صعاب
كما يضعف الرأي السابق ما يتناقله أهل عودة سدير من الأساطير والقصص عن جماز وغيلان ولو كان الشاعر مقيماً في جماز لذكرها أو ذكر ما حولها كما ذكر حزوى في مواضع كثيرة من شعره.
أساطير جماز وغيلان:
يروى في القصص الشعبية أن غيلان أخ لجماز وأنهما تنازعا السلطة فحدثت بينهما حرب طويلة لأن غيلان تحصن في مدينته وجماز تحصن في قصره فتهدمت الأحياء الواقعة بين القصرين والقصران بينهما ألف متر وإذا كان غيلان أخا لجماز فليس بغيلان الشاعر لأن جماز الذي سميت باسمه البلدة من بني العنبر .
أساطير جماز وغيلان:
يروى في القصص الشعبية أن غيلان أخ لجماز وأنهما تنازعا السلطة فحدثت بينهما حرب طويلة لأن غيلان تحصن في مدينته وجماز تحصن في قصره فتهدمت الأحياء الواقعة بين القصرين والقصران بينهما ألف متر وإذا كان غيلان أخا لجماز فليس بغيلان الشاعر لأن جماز الذي سميت باسمه البلدة من بني العنبر .
آثار غيلان:
لما تحوي مدينة غيلان من الآثار المهمة قامت مصلحة الآثار بوضع حراسات عليها ولو بحث في آثار هذه المدينة لكشفت لنا عن حقب زمنية وحقائق تاريخية مجهولة . ومدينة غيلان وجماز من الأحياء المهجورة قديماً ولكنهما متأخران عن حي القرناء ولعل إندثارهما مرتبط بالأحداث التي وقعت في اليمامة في أيام الدولة الأخيضرية التي قامتسنة 252هـ وسقطت سنة 450هـ، وقد اضطر سكان عدد من قرى اليمامة للنزوح إلى البصرة في أيام هذه الدولة إما بسبب الانهزام في الحرب أو بسبب الاختلاف في العقيدة.
حي مسافر:
حي مسافر من الأحياء المندثرة ويعتقد أن هذا الحي لم يهجر إلا منذ ثلاثمائة سنة أو مايقارب ذلك، وربما كان النزوح عنه بسبب القحط والجدب الذي أصاب العودة في سنة مائة وخمس وثلاثين وألف هجرية ، لأن أسس البيوت وأحواض المياه ما تزال بادية وقد جمعت الحجارة من هذا الحي ونقلت إلى البلدان المجاورة، فمنذ عشرين سنة أقبل سكان وادي سدير على البناء بالحجارة بدل الطين وكانت الحجارة في العودة أصلح من غيرها فتوجهت لها الشاحنات لحمل الحجارة منها، وقد وجد العاملون في قطع الحجارةصالحة وسهلة الجمع فأخذوا يجمعونها من أسس البيوت ويعدلون بعضها ويبيعونها لأصحاب الشاحنات ومن أحياء جماز القديمة العودة الحالية وهي المعمورة الآن أما الأحياء الأخرى فكلها آثار وأطلال منها ما قد اندثر بسبب عوامل التعرية وقد بقي منه مايدل على وجود حياة نشيطة في الماضي . وتضم عودة سدير كذلك العديد من المعالم التاريخية التي تظهر ماضيها القديم ومن هذه المعالم:
1-الحوامي: وهي الأسوار المحيطة بالبلدة، تتكون من أربعة أسوار كبيرة أحدها السورالمحيط بالبيوت، والثلاثة أسوار الأخرى تحيط بالبساتين والنخيل.
2 - المرقب: برج على جبل جنوب البلدة، بني من الطين والحجارة.
3 - مدينة غيلان: مشهورة منذ القدم وتشتمل على قصر كبير فيه بئر محفورة في الصخر ومازالت جدرانه الجنوبية والشرقية سليمة.
4 - الشطيط: سد قديم مازالت آثاره قائمة في وسط الوادي.
5 - دريب الشريف: درب ضيق وسط أحد الجبال.
وبقدر ما تحتوي عليه عودة سدير من الأماكن الأثرية فهي تشمل أيضاً عدداً من المواضع الطبيعية والتي يقصدها الناس في بعض فصول السنة للتنزه ومنها غار الجوفاء وغار الودي وغار أم غار وغار المحدد وغار المغارف وغار أباثليمة والقطاطير وأراط كل هذه الأماكن تجتمع مع غيرها لتكون حزاما طبيعيا يحيط بالعودة من مختلف الجهات ووادي أراط من أودية اليمامة الكبيرة ، يقع إلى الجنوب من بلدة العودة ويعتمد عليه سكان العودة في رعي الماشية ، وجلب الحشيش للماشية ، كما يعتمدون عليه في الاحتطاب، ولذلك تعددت الطرق من العودة إلى أراط ، فهناك درب الزمل ، ودرب الرجيلة ، ودرب مخارق ، ودرب مصيليت ، فهو جزء من بر العودة ، وقد حمل هذا الاسم منذ القديم فقد ورد في معلقة عمرو بن كلثوم بهذا اللفظ الذي ينطق به اليوم، ولا شك أنه معروف بهذا الاسم قبل عمرو بن كلثوم، وقد حدد موقع أراط غير قليل من أصحاب كتب البلدان، فقد قال الهمداني في صفة جزيرة العرب:
(تقفز من العتك في بطن ذي أراط ثم تسند في عارض الفقي فأول قراه جماز وهي ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة). وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان:
(وأراط باليمامة). وقال محمد بن بليهد في صحيح الأخبار:
(وأراط واد معروف بهذا الاسم إلى هذا العهد يأتي من جهة غربي اليمامة الشمالي، ويصب في جهتها الجنوبية الشرقية ويفيض في العتك في جريانه جاعلا وادي سدير على شماله). وقال في موضع آخر:
(وذو أراط موضع معروف عند جميع أهل نجد بهذا الاسم إلى هذا العهد، وهو واد يصب من جبل طويق متجها إلى جهة مطلع الشمس، جاعلا وادي سدير على شماله).
وقد ورد اسم أراط في الشعر الشعبي ، فوادي أراط معروف لشعراء سدير، فابن جعيثن يقول:
ووراط يحيا به حلالٍ مهازيل
حيثه هو اللي ينطح السيل جاله
وإلى انحدر يضفي على العودة السيل
وتمير ومجزل تملا هجاله
وشعراء العودة يذكرون أراط في أشعارهم ، يقول الشاعر المعروف عبد الله بن شويش:
من نزل بوراط يومٍ فهو داس الخطر
ندهشه والمحارم تضيع أفكارها
وكان أراط في العصر الجاهلي محمية لتغلب من ربيعة فإذا شخصت القبيلة لغزو جمعت إبلها في وادي أراط ووضعت على مداخله حراسا، يقول عمرو بن كلثوم:
ونحن الحابسون بذي أراط
تسفُ الجلَّة الخور الدرينا
وقد ربط أراط بالعودة عن طريق ضاحك وطريق العبادية وعُبِّد الطريقان فسهل الوصول إليه، ويبلغ طوله سبعين كيلا وله روافد كثيرة من الناحية الشمالية والجنوبية، وأهم روافده الجنوبية وادي الركية الذي يبلغ طوله خمسة وعشرين كيلا وتقرب مزارعه من بلدة القصب ووادي الكلب ويقترب طوله من عشرين كيلا، أما روافده الشمالية فهي قصيرة لأن الجبل الذي يفصل وادي أراط عن وادي سدير لايتجاوز عرضه سبعة أكيال وسيل أراط يفضي إلى العتك الواقع في الجنوب الشرقي من أراط ثم ينعطف في اتجاه الشمال الشرقي عبر وادي العتك حتى يلتقي سيله بسيل وادي سدير في المشراة، ثم يندفع سيل الواديين إلى روضة ابن فوزان حيث يلتقي ماء الواديين (أراط وسدير) بسيل وادي (أبا لمياه) فيندفع سيل الأودية الثلاثة إلى روضة الحقاقة فإذا امتلأت اندفع السيل إلى روضة نورة ثم يندفع السيل، بعد ذلك عبر العتك الصغير إلى التنهاة، حيث تحجز رمال الدهناء سيول جبل طويق مع سيول الشوكي وأودية العرمة ، وهذه الأماكن في وقت الربيع تغص بالمتنزهين من مناطق سدير ومن الرياض لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة.
غار الودي: غار الودي في أعلى شعيب الودي من الناحية الغربية. وشعيب الودي من روافد وادي العودة الجنوبية وهو أسفل وادي العودة، وسيله يفضي إلى وادي العودة ثم يدفع جزءاً منه إلى روضة المشراة المشتملة على بعول أهل العودة، وقد عرف غار الوادي في القديم بأنه مأوى اللصوص وقطاع الطرق، فإذا فقدت ناقة أو شاة وجدت في الغالب في هذا الغار والذي جعل لهذا الغار منزلة ومكانة عند قطاع الطرق في الماضي، قربه من العتك الذي يمثل مفترق طرق لسدير والمحمل والوشم بالإضافة إلى أنه المعبر المعروف في جبل طويق لقاصد الجنوب أو قاصد الشمال ويقصد هذا الغار في الوقت الحاضر المتنزهون، فيتميز بحجمه الكبير ومساحته الواسعة.
غار المغارف: غار المغارف في أسفل العودة، يطل على الساحبة من الناحية الشمالية فهو في الجبل الشمالي، ويقابل شعيب أبا ثليمة الواقع في الجبل الجنوبي وسمي الغار بغار المغارف لوجود قلات تشبه المغارف بجانبه، والمغارف جمع مغرفة، والمغرفة التي يغرف بها، أو أن تلك القلات إذا امتلأت من مياه الأمطار تمكن الشارب من غرف الماء باليد. قال ابن منظور: (المغرفة ما غرف به وبئر غروف يغرف ماؤها باليد). ويتمتع هذا الغار بشعبية كبيرة حيث يتوجه إليه أهل العودة ويسمرون فيه.
غار أبا ثليمة: غار أبا ثليمة كهف في أعلى شعيب (أبا ثليمة) في أسفل وادي العودة، وسمي أبا ثليمة لوجود ثلمة بارزة في الجبل الذي يوجد فيه الغار، والثلمة الخلل في الجدار أو الجبل، وقد وردت الثلمة في قول شريح بن أوفى العبسي:
قد علمت جارية عبسية
ناعمة في أهلها مكفية
أني سأحمي ثلمتي العشية
ويرتاد غار أبا ثليمة شباب العودة في العطلات والأعياد لسعته، وسهولته الوصول إليه. وهذا الغار أشهر غيران العودة تقريباً.
غار أم غار: غار أم غار كهف في أسفل العودة في جنوبي الجبل الفاصل بين العتيقية ووادي العودة، وتمر دروب العتيقية القديمة بجانب هذا الغار، وغار أم غار مقابل جماز، فهو في ناحية الوادي الشمالية، وجماز من ناحية الوادي الجنوبية وقد يكون هذا الغار سمي بهذا الاسم نسبة إلى الموضع (أم غار) مع أن هذا الموضع لم يشتهر بهذا الاسم ومن المحتمل أن يكون معروفا بهذا الإسم في القديم فنسي إسم الموضع وبقي إسم الغار دالا عليه.
غار الجوفاء: غار الجوفاء كهف في وادي الجوفاء، ووادي الجوفاء يسقي قسما كبيراً من نخيل العودة، فنخيل العلاوة تعتمد على شعب الجوفاء، والغار منسوب إلى الجوفاء، وهذا الغار له شهرة في العودة والعطار والجنيفي والجنوبية والحوطة، لأنه المنتدى الشعبي الذي يجمع شباب بلدان أسفل سدير، فكانوا يجتمعون فيه من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل، فيحفز إليه شعراء الرد، وهواة غناء السامري، فيحيون ليلهم في مرح، وإنشاء قصائد، وإبداع في فنون السامري وإذا نقضت ليلة بهزيمة شاعر في الرد جاء في الليلة التالية وهو مستعد لخصمه في المبارزة الشعرية والمشجعون يتابعون الشاعرين، برفع أصواتهم كلما جاء الشاعر بمعنى جديد، فتبقى حلبة الشعر متجددة في امتداد الليالي المقبلة، وهكذا تقضى ليالي السمر في نشاط شعري وإبداع فني.وقد تراخى النشاط الفني في غار الجوفاء بعد انتشار التعليم في بلدان سدير، أي منذ سنة 1380هـ فلم تعد للغار مكانته السابقة في استنهاض همم الشعراء على الإبداع في فنون الشعر، من شعر رد، وشعر سامري ولو جمع الشعر الذي قيل في هذا الغار لكوَّن مجلداً.
غار المحدد: غار المحدد في أراط من الناحية الجنوبية، يمر به المسافر من العودة إلى ثادق، ولكثرة الجواد التي تمر بالقرب من هذا الغار سمي غار المحدد، فهنا جادة تمر من يمينه وهناك جادة تمر من عن يساره، فكأن الجواد تحدده بالإضافة إلى الجواد التي تقصده ، فالغار في القديم يقصده من يحتمي به من المطر، ويقصده من يستظل به من الشمس، ولذلك فإن الجواد تكتنفه من كل جانب، وفي القديم كانت الروضات التي حوله تزرع بعلا في الشتاء، مثل روضة المزيرعة، روضة العراقيب، فكان مقصدا لحراس البعول، بالإضافة إلى المار الذي يبحث عن جمل أو شاة وكذلك من يحش الحشيش فهو بحاجة إلى الظل أو الإحتماء من المطر، والحطَّاب أيضاً يحتاج إلى هذا الغار فهو مستراح لكثيرٍ من الناس، والمارة الذين يقصدون الطرق التي تمر بهذا الغار.
الهوامل : الهوامل بفتح الهاء والواو ثم ألف بعدها ميم مكسورة فلام . شعب من روافد وادي العودة الجنوبية، ويقع في أسفل وادي العودة، وسمي هذا الشعب بالهوامل لأن الإبل الهوامل والتي لا راعي لها، تترك في هذا الشعب حتى يأتي إليها أصحابها، فحمل الشعب اسم الهوامل من الإبل لأنها ترعى فيه، فكانوا يقولون شعب الإبل الهوامل ، ثم أطلقوا على الشعب الهوامل ، من باب التخفيف على المستمع ، والهوامل من أشهر الأماكن التي يقصدها شباب العودة للترفيه عن أنفسهم هذه الأيام ، وبالتحديد في العطل وفي أيام نهاية الأسبوع، فله شعبية كبيرة عندهم.
ضاحك : ضاحك درب يربط أسفل العودة بأراط ، وهو بين الدبابية والهوامل ، ويقابل هذا الدرب من الناحية الشمالية الشرقية قارة الزبير، وقد عُبِّد هذا الدرب وتحول من درب إلى طريق، وسمي هذا الدرب بضاحك لوضوحه. قال ابن منظور: (والضاحك حجر أبيض يبدو في الجبل والضحوك الطريق الواسع وطريق ضاحك مستبين، قال الفرزدق :
إذا هي بالركب العجال تردفت
نحائز ضحاك المطالع في نقب
وضاحك يطلق على أماكن كثيرة منها ضاحك درب في العرمة يربط وادي الشوكي بقرى مجزل، وضاحك وضويحك جبلان بينهما واد في ضواحي المدينة قال كُثَيِّرْ:
إذا هي بالركب العجال تردفت
نحائز ضحاك المطالع في نقب
وضاحك يطلق على أماكن كثيرة منها ضاحك درب في العرمة يربط وادي الشوكي بقرى مجزل، وضاحك وضويحك جبلان بينهما واد في ضواحي المدينة قال كُثَيِّرْ:
سقى أم كلثوم على نأي دارها
ونسوتها جون الحيا ثم باكر
بذي هيدب جون تنجزه الصبا
وتدفعه دفع الطلا وهو حاسر
وسيًل أكناف المرابد غدوة
وسيِّل عنه ضاحك والعواقر .
قليب غيلان: قليب غيلان بئر محفورة في الجبل في وسط قصر غيلان المعروف عند أهل العودة بمدينة غيلان، والقصر يقع على جبل منبسط والبئر محفورة في الصخر، ويعتقد أهل العودة أن هذه البئر تحتوي على كنوز، وتقول الأساطير إن الجن يمنع من الوصول إليها ولا تزال البئر لم تحفر حتى الآن وهي من ضمن الآثار التي أحاطتها وزارة المعارف بسياج، وأهل العودة ينتظرون حفر هذه البئر لعلها تكشف شيئا عن تاريخ القصر وصاحبه ، فالبئر يسقط فيها الخاتم والعملة المتداولة في ذلك الزمن والحذاء وغطاء الرأس وغير ذلك، فهي مهيأة للكشف عن تاريخ مدينة غيلان وعن تاريخ العودة.
خشم الزاوية: خشم الزاوية في أسفل أراط من الناحية الشمالية الشرقية، والزاوية إسم موضع حصرته الجبال ، ويطل على الزاوية أنف جبل بارز، ولذلك سمي أنف الجبل خشم الزاوية ، وفي اللغة : الخيشوم جزء من قصبة الأنف ، خياشيم الجبال أنوفها ، وخشم الزاوية مرعى لأهل العودة ، فالإبل والأغنام ترعى في هذا المكان ، وفي فصل الربيع تخضر الأرض ويطيب المرعى ، فيحدث النزاع بين أهل العودة والبادية ، وقد سجل الشعر بعض ما جرى بين أهل العودة وأعدائهم ، يقول الشاعر المعروف محمد بن صالح :
هاضني يوم بالابرق يشيب إليَّ حضر
عند خشم الزاوية مثل زلزال الرعود
والثميدي بيننا مثل هملول المطر
كل قرمٍ أرخص العمر نجاه الودود
كم صبيٍ بالمعارة تعشاه النسر
دايمٍ تلقى الضواري لمنداته ترود
القطاطير: وهي في أعلى الشعبة حيث يتحدر السيل إلى الوادي، ففي هذا الموضع، ماء يتحلب من الصخر على هيئة قطرات متتابعة، لا تتوقف القطرات على مدار العام، بل تستمر ويجتمع الماء في الصخر فيشرب منه الطير والحيوان والإنسان.وعلى أثر وجود الماء الذي لا ينضب نمت أشجار مختلفة في الموضع ومن أهمها التين البري، وقد عرف الشعب بشعيب القطاطير لوجود قطرات الماء وهذا المكان لا يكاد يكون خاليا أبدا فأهل البلدة من الشباب وغيرهم يتجهون إليه ، ويستمتعون بالمنظر الخلاب ويشربون من هذا الماء الزلال.
العودة في الكتب القديمة :
لقد ذكرت عودة سدير في كتب التراث قديماً وحديثاً وذكرت الأحداث التي مرت عليها بالتفصيل وذلك في تاريخ ابن بشر وتاريخ الشيخ حسين بن غنام وقد ذكرها ابن بشر في سنة 1135هـ حيث قال :
( أن مياهها وآبارها قد نضبت وأصبح سكان البلدة يعتمدون في سقياهم على بئرين فقط ) .ومن ذلك الأحداث السياسية التي مرت على العودة منذ إنضمامها تحت لواء دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وصارت جزءًا من أجزاء الدولة السعودية الأولى وما أورده ابن بشر في تاريخه ينبئ عن مؤازرة سكان العودة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وللدولة السعودية الأولى. كما ذكر الشيخ عثمان بن بشر في ( عنوان المجد في تاريخ نجد ) مقتل أميرها حسين بن سعيد من أسرة الحسين الحالية الذي كان رئيساً لغزو سدير في ذكره لأحداث سنة 1194هـ .
وقد كتب (لويمر) عن منطقة سدير منذ ثمانين سنة وأورد احصائيات دقيقة نستنتج منها أهمية العودة وازدهارها وتقدمها على كثير من البلدان التي سبقتها الآن عمراناً فقط ومن إحصاءاته المتعلقة بالعودة أن مجموع البيوت تصل فيها إلى 200 منزل ويقول: (ومزارع النخيل كبيرة ويوجد فيها العنب والليمون والرمان) . وقد أورد كذلك في إحصائيات عن العودة في دليل الخليج القسم الجغرافي ما نصه:
(والقرويون يوصفون بأنهم قساة أقوياء البنية وبشرتهم حمراء ومنازلهم تؤسس من الحجر ولكن الحوطات من الطين والمنطقة معرضة لغارات القبائل العربية وتتكون العودةمن 200 منزل).
الموقع :
وقد أورد (الهمداني) في ((صفة جزيرة العرب )) وصف موقع عودة سدير من قوله: (ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط تستند في عارض الفقي فأول قراه جمّاز وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمّة ثم تمضي في بطن الفقي وهو واد كثير النخل والآبار ) .
وربما يكون اسم جمّاز مأخوذاً من جمّاز بن العنبر بن عمرو التميمي وقد سكن بنو عنبر وادي الفقي بعد هزيمة مسيلمة في اليمامة. قال الهمداني :
(وكذلك جماز سوق في قرية عظيمة أيضاً) .
وجماز هو حي من أحياء العودة القديمة تقع عودة سدير في السفوح الشرقية من طويق وفي الجانب الغربي من العتك الكبير وتشغل مساحات واسعة من وادي سدير (الفقي قديماً) وهي تبعد عن مدينة الرياض 160 كيلو متر تقريباً من الناحية الشمالية الغربية وموقعها في أسفل الوادي أتاح لها وجود مساحات صالحة للزراعة والرعي سواء كان ذلك في الوادي نفسه أو في الروضات القريبة منها فالعتك الكبير الذي تطل عليه العودة من الناحية الغربية يشتمل على مراعجيدة وفي الناحية الجنوبية يتاخمها وادي أراط الغني بمراعيه المتوافرة هذا الموقع الذي تتميز به العودة بالنسبة لجاراتها من وادي الفقي وقراه له سلبيات لا تنكر فخصوبة المراعي المجاورة للعودة تغري البدو بالحلول فيها في أيام الربيع فيحدث النزاع بين سكان البلدة والبدو وفي العصور الماضية عندما كان الأمن مفقوداً في الجزيرة العربية كانت هجمات البدو على العودة أمراً مألوفاً لأن العتك معبر معروف في جبل طويق تسلكه البادية القادمة من جنوب نجد والمتجهة إلى الدهناء والصمان أو القادمة من الصمان والدهناء والمتجهة إلى جنوبي نجد وهذه الهجمات المستمرة هي التي جعلت سكان البلد يحصنونها بالحوامي والأسوار العظيمة التي لا تزال شامخة توحي بصد المهاجمين ورد المعتدين كما حصلت معارك كبيرة بين أهل العودة وبعض القبائل البدويةإنتصر أهل العودة فيها وردوا إبلهم أو أغنامهم ومنها ماحصل عندما أخذ العجمان غنم لأهل العودة فلحقوهم وأدركوهم في شعيب الطوقي فجر عيد الأضحى وحصل معركةعظيمة إمتدت من الصباح الى قريب المغرب وأستطاع أهل العودة قتل عدد من العجمان وقتلوا زعيمهم بن فرثان وقد قال في هذه المناسبة الشاعر حمد بن فواز من أهل العودة قصيدة مشهورة بين أهل سدير يقول فيها :
الرقيبه قام ينخى ويومي
قال يالصبيان ياهل الحمية
قربوا لي كل حمراً ردوم
وانقوا الي عالجوا كل هيه
بشروا طيرٍ علينا يحوم
يوم ابن فرثان سالت دميه
وضبعة الطوقي وذيب الحزوم
عيدوا له في نهار الضحيه
وكان ذلك قبل توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز طيَّب الله ثراه.
تحديدها في الكتب القديمة :
وإذا رجعنا إلى تحديد هذه البلدة في كتب التاريخ فإننا نجد ( لغدة الأصفهاني ) يقول:( والفقء بالكرمة ) فالكرمة عند لغدة الأصفهاني هي الجزء الشمالي الشرقي من اليمامةووادي الفقي الذي هو وادي سدير يقع في هذا الجزء من اليمامة والعودة في أسفل هذا الوادي ولغدة حدد وادي الفقي ولم يذكر العودة. أما (الحسن بن أحمد الهمداني) فقد حدد العودة وذكرها بما تعرف به في ذلك الوقت حيث كانت تسمى جمازاً فهو يقول :
(ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط ثم تسند في عارض الفقي، فأول قراه جماز وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة ثم تمضي في بطن الفقي وهو وادٍ كثير النخلوالآبار).
ويمضي (الهمداني) في وصف قرى هذا الوادي إلى أن يقول :
(وكذلك جماز سوق في قرية عظيمة أيضاً).
وقد ذكرالشاعر الشعبي إبراهيم بن جعيثن العودة وما حولها ووادي الفقي في قصيدته التي قالها في مدح أهل سدير ومنها :
ووراط يحيا به حلال مهازيل
حيثه هو اللي ينطح السيل جاله
وإلى انحدر يضفي على العودة السيل
وتمير ومجزل تملا هجاله
ووادي الفقي زين البساتين ونخيل
في القيظ يسقي صافي من زلاله
كدادهم كنه على ساحل النيل
تسمن معاويده ويكثر رياله
يرجع سدير ويكثرن المحاصيل
تلقى به التاجر ينمي حلاله
غرايسٍ يازينها طلعة سهيل
يفرح بها اللي جايعينٍ عياله .
النشاط التجاري والزراعي والإجتماعي :
يعتمد النشاط الاقتصادي لعودة سدير على الزراعة منذ العصور القديمة حتى الوقت الحالي حيث ينتج المزارعون أجود الأنواع من القمح والذرة والشعير كما ينتشر النخيل في البلدة لتنتج أنواعاً متعددة من التمور من أهمها الخضري والمقفزي والدخيني والحلوة والصقعي والمسكاني . وتعكس الحياة الاجتماعية في عودة سدير تقاليد ومأثورات أهل نجد حيث تتوارث فيها ومنذ القدم العرضة النجدية ويحرص الأهالي على إقامة العرضة في المناسبات السعيدة خاصة يوم العيد وبعد الإنتصارات في المعارك ومن المأثورات أيضاً السامري وهي من الفنون الشعبية التي يُقبل عليها الشباب ويؤدونها وهم جلوس والشعر وغناء الحصاد ويؤديه المزارعون خاصة عند سنابل القمح وفن الشعر المعروف بالرد والشعر الشعبي.وقد امتدت مظاهر النهضة والعمران إلى عودة سدير مثلها مثل مدن وقرى المملكةحيثشيدت فيها المساكن الحديثة والمؤسسات التجارية والمنشآت التعليمية والصحية وتم تزويدها بكافة المرافق العامة .
جغرافيتها :
تقع عودة سدير في منطقة جبلية فالجبال تحيط بها من الناحية الشمالية، والجنوبيةوالبلدة تشغل مساحات واسعة من ضفتي الوادي وإن كانت الضفة الجنوبية تحتضنمعظم النخيل والبساتين المعمورة الآن وتعتمد البلدة على السيول الجارية في واديسدير المعروف عند أهل البلدة بالباطن فإذا سال هذا الوادي امتلأت الآبار بالماء وارتوتالنخيل في جميع انحاء البلدة، وهناك أودية صغيرة تروي البلدة بسيولها وهذه الأودية هي :1- وادي الجوفاء ويسقي أعلى البلدة.2- وادي الشعبة ويسقي أسفل البلدة.3- وادي الداخلة ويسقي أسفل البلدة.الطرق والطرق المسلوكة من وإلى البلدة طرق سهلة تسير في بطن الوادي وطرق جبلية فالطرق السهلة هي الصاعدة إلى قرى وادي سدير حيث تتجه غرباً مسندة الوادي حيث يمر خط الرياض القصيم القديم والطرق المنحدرة مع الوادي إلى الرياضأما الطرق الجبلية فتتجه جنوباً حيث تربط البلدة بمنطقة الوشم والمحمل، والطرق هنا مسالك جبلية معروفة بأسمائها ومنها : درب الزمل ، درب الرجيلة ، درب داحس ، درب مخارق ، درب مصيليت ، درب الشريف.وهذه الطرق وعرة وربما هلك سالكها عندما ينحرف عن الدرب يميناً أو شمالاً كما حصل لرجل إسمه داحس وكما جرى بجيش زيد الشريف وأما الطرق الجبلية المتجهة شمالاً فهي أقل وعورة وهذه الطرق تربط البلدة بالقرى المجاورة مثل الخطامة وعشيرة سدير وتمير كما تربط البلدة بالدهناء والصمان .
العمران :
العودة بلدة قديمة والعمران فيها مربوط بأطوار مختلفة يصعب وصفها وإن أقدم الآثار والمراحل العمرانية المشاهدة هي (الحوامي) أو قصر غيلان أما بيوت البلدة فلا يتجاوز أقدمها ثمانين ومائة عام.أسوار البلدة القديمة الأسوار مبنية من الطين على الرغم من ارتفاعها وهي مكونة من جدران متلاصقة تصل إلى العشرة في بعض الأسوار والبناء بالطين الخالص أي بدون لبن تشتمل على بروج خادعة فإذا نظرت إلى السور من خارجه فإنك ترى البرج بارزاً في السور وإذا نظرت إليهمن الداخل وجدته كتلة من الطين أما البروج الحقيقية فهي في وسط الحامي ولا يلاحظها المار لا من خارج السور ولا من داخله مع أن من بداخلها يرصد حركة المار بكلدقة ويستطيع إطلاق النار عليه وتتكوَّن تلك البروج من خمسة طوابق.أما أسوار النخيل والبساتين فإنها تبنى بالطين بدون لبن فيؤتى بالزنبيل المملوء بالطين ويطرح فوق الجدار وبعد أن تجففه الشمس يطرح عليه الطين من جديد وهكذا حتى يكمل البناء.
صفة بناء البيوت تؤسس البيوت بالحجارة بحيث ترتفع مقدار ذراعين وبعد ذلك تبنى الجدران بالطين واللبن وبعض أجزاء البيت تبنى بالحجارة والجص والسقف يتكون من خشب الأثل والجريد والطين أو يتكون من خشب الأثل والحجارة الرقيقة ومرافق البيت هي :1- مجلس القهوة: ويشتمل على (الوجار) وهو مشب النار وبيوت صغيرة بجانبه تحفظ فيها أدوات القهوة، ورأس الوجار وهو مكان يتسع لشخص واحد، وفي العادة يجلس فيه كبير القوم ويفرش مجلس القهوة بالحصر وفوقها (الزوالي) السجاد وسقف مجلس القهوة يكون مرتفعاً. 2- المصباح: وهو ساحة واسعة مسقوفة.3- الحجرات الأرضية: وهي إما لحفظ المؤن أو حفظ الأعشاب وتخصيص واحدة من الحجر الأرضية لحفظ التمر حيث تشتمل على (الجصة) وهي بناء صغير يُبنى بالجصوالحجارة ويُملأ بالتمر و(الرميلة) وهي حجرة صغيرة غير مسقوفة تملأ بالتمر المعد للبيع أو ما شابهه و(المنقولة) وهي إناء كبير يصنع من الفخار ويوضع فيه أجود التمر ثميسكب عليه الدبس الذي يخرج من (الجصة) وتمر المنقولة مخصص للضيوف.أما الطابق الثاني من المنزل فيشتمل على: 1- مصباح الطاية: وهو ساحة مفتوحة للهواء من ناحية الشمال، وهو مخصص لجلوس النساء .2- غرف النوم: وتشتمل الغرفة على صناديق حفظ الملابس وتلك الصناديق من خشب الساج.3- غرفة حفظ الحبوب : وهي مقسمة إلى أحواض ومطلية بالجص فيوضع في كل حوض نوع من الحبوب . 4- الطاية وجمعها طوايا: وهي السطوح فإذا كانت فوق الطابق الثاني فهي الطاية العليا وإن كانت فوق الطابق الأول فهي الطاية السفلى.ومن مرافق البيت المطبخ وهو إما في البناء الأرضي أو في الطابق الثاني ومن مرافق البيت الحمامات أعزكم الله وتكون في البناء الأرضي وفي الطابق الثاني .بناء المساجد أما المساجد فلا يختلف بناؤها عن البيوت كثيراً لأن مادة البناء واحدة وإذا وجد اختلاف فهو في استعمال الزوايا الموصلة بين العمد حيث يوصل العمود بالعمود الآخر عن طريقحجرين مستطيلين يشكلان زاوية، يظهر الاختلاف في ارتفاع السقف وكثرة النوافذ وسعتها، ويشتمل المسجد على خلوة محفورة في الأرض لا تؤثر فيها برودة الجو أو حرارته، فهي باردة في الصيف دافئة في الشتاء وتبنى المنائر على شكل دائري .
الثقافة الدينية والعربية :
ثقافة سكان البلدة في عمومها ثقافة دينية، فالبلدة منذ القديم تشتهر بمدرستها المجاورة للمسجد الجامع، فتلك المدرسة يتعلم فيها الفتيان القراءة والكتابة وقراءة القرآن وحفظه بالإضافة إلى تعلم شيء من علوم الدين مثل التفسير والتوحيد والفقه، مما يدل على إقبال سكان البلدة على التعليم الديني وأن عامة الناس يلزمون بقراءة رسالة تحتوي على المبادئ الدينية العامة وذلك في مساجد البلدة بعد صلاة الفجر وربما قرؤوا تلك الرسالة الدينية بعد صلاة العشاء، وقد ساعد انتشار الثقافة الدينية على التقليل من نسبة الأمية في البلدة فقد كان القارئون للقرآن الكريم في المصاحف يمثلون نسبة عالية من المصلين وذلك قبل ثلاثين سنة، أما الآن فقد عمَّ التعليم وفتحت المدارس ، ومن الذين كان لهم أثر في التعليم الديني في البلدة في تاريخها الحديث والمعاصر الشيخ عبد الله بن محمد بن حسين الحسين ، وهو مشهور بقراءته وخطه وهو من علماء النصف الأول من القرن الرابع عشر، وعثمان أبو حيمد وهو من علماء القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر، وعيسى بن خريف وهو يجمع بين الثقافة الدينية والأدبية، فبالإضافة إلى كونه مرجعاً في الفقه فهو شاعر رثى الملك عبدالعزيز بقصيدة طويلة، وقد طلب لمنصب القضاء لكنه آثر البقاء في بلدته مع أنه معروف لدى عدد كبير من قضاة عصره، وله أشعار نبطية وقد توفي منذ ربع قرن وكان يملك مكتبة صغيرة آلت إلى ورثته.
ومن العلماء الذين كان لهم مساهمة في التعليم الشيخ سعد بن محمد بن حسين الحسين وهو عالم جليل تخرج على يديه جيل وقد توفي رحمه الله.. وسعد بن عبد الرحمن أبو حيمد وقد تولى القضاء في عين قحطان وعبد العزيز بن إبراهيم العمران.وقد صدَّرت العودة العديد من العلماء في هذا العصر منهم: الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن محمد الحسين أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام ، وهو أديب وكاتب معروف ألَّف العشرات من المؤلفات في الأدب، وكان له إسهام في الحركة العلمية والثقافية ، والأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام، وكاتب وأديب معروف له العديد من المؤلفات الأدبية منها كتابان عن عودة سدير..
والثقافة العربية في البلدة تتمثَّل في الأمثال والحكم والقصص وأخبار البطولة ورواية التاريخ، فالأمثال الجاهلية ما زالت سائرة بين الناس في المجالس والمجتمعات والقصص التي تروى على امتداد التاريخ العربي ما زالت موجودة، وكتب الأدب والتاريخ عند بعض الأدباء لكن القراءة فيها قليلة، ونظم الشعر الفصيح موجود وإن كان قليلاً والثقافة العربية لا تقتصر على الأدب والتاريخ، فأجزاء من كتب الطب والحكمة توجد عند عبد الله بن عمار ويستفيد منها في علاج مرضاه، ومن الذين لهم صلة بالثقافة العربية عيسى بن خريف فهو شاعر مطلع، وعبد الله بن عمار واطلاعه مقصور على عمله في الطب وعدد من العلماء المعاصرين الذين تمَّ ذكرهم سابقاً أما الذين اقتصرت صلتهم بالثقافة العربية على النقل والحفظ والمشافهة فهم كثيرون.
والثقافة العربية في البلدة تتمثَّل في الأمثال والحكم والقصص وأخبار البطولة ورواية التاريخ، فالأمثال الجاهلية ما زالت سائرة بين الناس في المجالس والمجتمعات والقصص التي تروى على امتداد التاريخ العربي ما زالت موجودة، وكتب الأدب والتاريخ عند بعض الأدباء لكن القراءة فيها قليلة، ونظم الشعر الفصيح موجود وإن كان قليلاً والثقافة العربية لا تقتصر على الأدب والتاريخ، فأجزاء من كتب الطب والحكمة توجد عند عبد الله بن عمار ويستفيد منها في علاج مرضاه، ومن الذين لهم صلة بالثقافة العربية عيسى بن خريف فهو شاعر مطلع، وعبد الله بن عمار واطلاعه مقصور على عمله في الطب وعدد من العلماء المعاصرين الذين تمَّ ذكرهم سابقاً أما الذين اقتصرت صلتهم بالثقافة العربية على النقل والحفظ والمشافهة فهم كثيرون.
إمارتها:
ومن أمرائها الأمير الفارس حسين بن سعيد الحسين أمير عودة سدير ورئيس غزو سدير من أسرة آل حسين من ال شماس من الوداعين من قبيلة الدواسر العظيمة كان رحمه الله أميرا لعودة سدير في قلب نجد ورئيساً لغزو منطقة سدير كافة أي قائداً لجيوشها وكان رحمه الله في غاية الشجاعة والكرم والمروءة والحمية والفروسية بدليل تزعمه قيادة جيوش هذه المنطقة الواسعة المترامية الأطراف قتل رحمه الله عام 1194هـ ورد ذكره في عنوان المجد في تاريخ نجد وهو التاريخ الرسمي وشبه الوحيد للمملكة العربية السعودية في تلك الحقبة الممتدة من 1100 الى 1250 هـ تقريبا للمؤلف الشيخ الشهير عثمان بن بشر الحنبلي النجدي حيث قال في تاريخه النادر والعظيم مايلي:
في أحداث سنة 1194هـ (وفيها غزا عبدالله بن محمد بن سعود الزلفي أيضاً وحصل بينهم قتال ثم رجع فلما جاوز بلد رغبه رجع أهل سدير وأهل الوشم فلما وصلوا إلى العتك المعروف بين المحمل وسدير عارضهم سعدون بن عريعر في جموع بني خالد فثارت الخيالة وحصل بينهم ضرب بالبنادق والسيوف وممن قتل في هذه الوقعة حسين بن سعيد أمير العودة ورئيس غزو سدير وعبدالله بن سدحان رئيس غزو الوشم) . إنتهى.
وكان رحمه الله من بيت حسب ونسب ولم يتبقى من ذريته في الوقت الحاضر سوى أبناء وأحفاد محمد بن حسين وأخيه زيد بن حسين وهم زيد بن محمد رحمه الله وله أبناء وأحفاد وعبدالله بن محمد رحمه الله وسلطان بن محمد رحمه الله وله أبناء وأحفاد وعبد الرحمن بن محمد رحمه الله وله أبناء وأحفاد وسعد بن محمد رحمه الله وله أبناء وأحفاد وحسين بن محمد رحمه الله وله أبناء وأحفاد وعثمان بن محمد أطال الله عمره وله أبناء وأحفاد وكذلك أبناء عمهم زيد وهم عبد الرحمن بن زيد الحسين رحمه الله والد زيد بن عبدالرحمن رحمه الله وعبدالله بن عبدالرحمن رحمه الله ولهم أبناء وأحفاد وأبناء عبدالله بن عبدالرحمن رحمه الله وله أبناء وأحفاد رحم الله أمواتهم وأمد في أعمار أحيائهم على الدين والتقوى والصلاح وجميع المسلمين .
العودة في عنوان المجد في تاريخ نجد:
1195 هـ (وفيها قتل علي بن علي رئيس العودة في سدير وولده سند قتلهم إبن عمهم عبدالله بن سلطان).
1170هـ ( وفيها سار عبد العزيز رحمه الله بمن معه وقصد ناحية سدير ونازل جلاجل ووقع بينهم قتال في الموضع المعروف بالعميري شمالي البلد وقتل بينهم رجال وحصل جراحات ثم أن عبد العزيز رحل من البلد وأناخ في سدير وأرسل إلى قضاتهم وهم حمد بن غنام قاضي بلد الروضة ومحمد بن عضيب قاضي بلد الداخلة وأبراهيم المنقور قاضي بلد الحوطة وأمرهم يرحلون معه لمواجهة الشيخ فرحلوا معه ثم أن عبد العزيز أناخ في بلد العودة وأرسل إلى رجلين من رؤسائها وهم عثمان بن سعدون ومنصور بن حماد ورحلبهما إلى الدرعية وذلك خوفاً من منازعتهما لأمير العودة عبدالله بن سلطان، فلما وصلا الدرعية واستقر بهما المقام طلب عبدالله بن سلطان من الشيخ ومحمد بن سعود التخلية عنهما وأن يرجعا إلى بلدهما فلما رجعا وأقاما في البلد مدة يسيرة وثبا على عبدالله فقتلوه وقتلوا معه عبدالله بن حمد ومزيد بن سعيد وتولى بن سعدون في البلد وجاهر بعداوة المسلمين واستمر فيها عشر سنين حتى قتل سنة 1181 هـ بعدما خانه منصور بن حماد وأدخل أهل الذين قتلهم الى البلد فقتلوه ثم تولى منصور بن حماد الإمارة مكافأة له من أهلها على ذلك) وقد قتل على يد الأمير حسين بن سعيد الحسين المذكور الذي قتل كذلك علي بن علي وولده سند لأنه قتل بعض أبناء عمه.
1191هـ وفي عرض أحداث سنة 1191هـ يقول الشيخ بن بشر: (وفيها رحل عبدالله بن محمد بن سعود من بلد حرمة أناخ في سدير وأرسل إلى أمير الحوطة صعب بن محمد بن مهيدب وأمير العودة منصور بن عبدالله بن حماد ورحلبهما إلى الدرعية وذلك لأنه تحقق عنهم موالاة لأهل حرمة على ماهموا به من نقض العهد).
1194هـ ويتكلم الشيخ بن بشر عن أحداث سنة 1194هـ فيقول: (وفيها غزا عبدالله بن محمد بن سعود الزلفي أيضاً وحصل بينهم قتال ثم رجع فلما جاوز بلد رغبه رجع أهل سدير وأهل الوشم فلما وصلوا إلى العتك المعروف بين المحمل وسدير عارضهم سعدون بن عريعر في جموع بني خالد فثارت الخيالة وحصل بينهم ضرب بالبنادق والسيوف وممن قتل في هذه الوقعة حسين بن سعيد الحسين أمير العودة ورئيس غزو سدير وعبدالله بن سدحان رئيس غزو الوشم) وهو جد أسرة الحسين الحالية وقد تولى بعد حسين بن سعيد الحسين إبنه سلطان بن حسين وبقيت الإمارة فيهم وفي أبناء عمهم.
تسلسل من تولوا الإمارة في عودة سدير تقريباً كما يلي:
1 - حسين بن شماس
2 - سلطان بن حسين
3 - حسين بن سلطان
وهؤلاء تجتمع فيهم جميع أسر الوداعين الحالية في عودة سدير وهم:
(الحسين والشويش والفيصل والسعيد والزيد والراجح والضويحي والدباس).
4 - سعيد بن حسين
ويجتمع فيه (الحسين والشويش والزيد والفيصل والسعيد).
5 - شويش بن سعيد.
6 - علي بن علي (بعد قتله حمد ودباس أبناء سلطان).
7 - عبدالله بن سلطان (بعد قتله علي بن علي وولده سند إنتقاماً منه بسبب قتله أخويه حمد ودباس أبناء سلطان) إنقطع.
8 - عثمان بن سعدون من فرع آخر من وداعين العودة (بعد قتله لعبدالله بن سلطان و عبدالله بن حمد ومزيد بن سعيد سنة 1170هـ) عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ بن بشر وتحفة المشتاق وتاريخ بن عيسى وتاريخ بن عباد وجمهرة الأسر المتحضرة في نجد للعلامة الشيخ حمد الجاسر (قتله حسين بن سعيد كما سيرد ذكره).
9 - منصور بن عبدالله بن حماد (بعد إدخال أهل العودة في البلد على إبن سعدون الذي قتل بعضاً منهم حيث قتله حسين بن سعيد المذكور جد أسرة الحسين الحالية بسبب قتله أخيه مزيد بن سعيد وأبناء عمه عبدالله بن سلطان وعبدالله بن حمد في سطوة أهل العودة على إبن سعدون عام 1181هـ ونظراً لكون حسين بن سعيد رئيساً لغزو سدير ونظراً لإشتراط منصور بن حماد تولي الإمارة جزاءً له على الغدر بإبن سعدون فقد تولى الإمارة حتى حين).
10 - حسين بن سعيد جد أسرة الحسين الحالية (بعد عودته من الغزو وبعد أن أخذ الإمام عبدالله بن محمد بن سعود منصور بن حماد إلى الدرعية لموالاته لأهل حرمه في العام 1191هـ) وقتل حسين بن سعيد في معركة مع بني خالد بقيادة سعدون بن عريعر (عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر في أحداث سنة 1194هـ).
11 - سلطان بن حسين الحسين من أسرة الحسين الحالية (انتقلت له الإمارة من والده حسين بن سعيد أمير العودة ورئيس غزو سدير) (أشار له الشيخ عثمان بن بشر بسلطان الدوسري أمير عودة سدير).
12 - حسين بن سلطان الحسين من أسرة الحسين الحالية (انتقلت له الإمارة من والده) .
13 - محمد بن حسين الحسين من اسرة الحسين الحالية (انتقلت له الإمارة من والده).
14 - علي بن سعود الشويش من أسرة الشويش الحالية (انتقلت له الإمارة بعد وفاة محمد بن حسين الحسين).
15 - زيد بن محمد الحسين من أسرة الحسين الحالية (بعد وفاة علي بن سعود)
(أنظر كتاب عودة سدير لعبدالعزيز الفيصل).
(أنظر كتاب عودة سدير لعبدالعزيز الفيصل).
16 - محمد بن راشد الدباس من أسرة الدباس الحالية (بعد إنتقال زيد بن محمد الحسين من العودة).
17 - سلطان الضويحي من أسرة الضويحي الحالية (بعد وفاة محمد الدباس) .
18 - عبدالله بن سلطان الضويحي من أسرة الضويحي الحالية .
19 - سعد بن محمد الحسين من أسرة الحسين الحالية (رفض تولي الإمارة بعدما عرضت عليه بصفة رسمية ولكنه تولاها بصفة غير رسمية وأصبح يسير الأمور بالإضافة إلى كونه إماماً للعودة حتى إنتقل للرياض وتم تعيين أمير منصوب على عودة سدير ثم تم تغيير مسمى الإمارة إلى مركز وأنتهت إمارة أهلها من آل شماس الوداعين الدواسر مثلما هو حال أغلب الإمارات المتوارثة في مدن وقرى المملكة وكان ذلك في زمن المغفور له الملك فيصل رحمه الله) .
المصادر عودة سدير ( عبد العزيز الفيصل ) ، عنوان المجد في تاريخ نجد (الشيخ عثمان بن بشر ) ، جمهرة الأسر المتحضرة في نجد ( العلامة الشيخ حمد الجاسر ) ، تاريخ إبن بسام ، تاريخ إبن عيسى ، روايات شفهية لبعض كبار السن ، قراءات ومعلومات شخصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم