26‏/07‏/2012

الصيف الحار والعزل الحراري



الصيف الحار وأهمية العزل الحراري

يتميز الطقس في المملكة بشكل خاص، والجزيرة العربية بشكلٍ عام،
  بأنه شديد الحرارة،
وربما تكون هذه البقعة من الكرة الأرضية أشد الأماكن حرارةً على الإطلاق،
مما يستهلك طاقات هائلة للتبريد،
ويستلزم ذلك التقيد الصارم بالعزل الحراري،
ويجعله ضرورة لا يمكن الإستغناء عنها،
إلا أن الملاحظ أن أغلب المباني لا يوجد بها أي نوع من أنواع العزل،
مما يجعلها تلتهب تحت أشعة الشمس الحارقة لتصبح مثل الأفران،
‏إن عدم الإلتزام بنظام مناسب للعزل الحراري كان خطأً غير مبرر،
خاصةً أن جميع المباني لدينا حديثة الإنشاء،
فكان من الواجب البدء من حيث ما انتهى إليه الآخرين،
والإستفادة من آخر ما توصلت إليه أساليب البناء في مجال أنظمة العزل،
وعدم البدء من الصفر في هذا المجال، نحن أكثر الدول حاجةً للعزل،
والبناء دون عزل خطأ فادح،
وخسارة لمليارات الريالات لإنشاء المزيد من المحطات،
وإهدار لملايين الأطنان من الوقود لتشغيلها،
علاوةً على التلوث البيئي الناتج عن توليد هذه الكميات الضخمة من الطاقة،
فالإلتزام بنظام جيد ومحكم للعزل الحراري كان ضرورة قصوى،
وإهمال ذلك خطأ فادح،
سنظل ندفع ثمنه من مخزوننا البترولي الحيوي،
الذي كان يجب أن يتم توفيره للتصدير،
والدراسات تشير إلى أن المملكة في ظل هذا التزايد الكبير في إستهلاك البترول محلياً،
فإنه وبعد حوالي عقدين من الزمن، لن يكفي جميع ما ننتجه من النفط إلا لتغطية الإستهلاك المحلي فقط،
ولن يكون هناك فائض للتصدير،
الذي يوفر الإيرادات الرئيسية،
التي تعتمد عليها ميزانية الدولة بشكل شبه كامل، والتي تشكل رافداً حيوياً للإقتصاد الوطني .
وهناك بعض الأفكار التي يمكن أن تساهم في تقليل الطاقة اللازمة للتبريد،
فمثلاً يوجد عدد كبير من المساجد في المملكة،
تستهلك كماً هائلاً من الطاقة لتبريدها،
خاصةً وأن المكيفات تعمل بكامل طاقتها لمدة طويلة،
ليس لتبريد أجواء المساجد من الداخل فقط،
بل لتبريد الجدران الملتهبة التي لا يوجد بها أي نوع من العزل،
فلماذا لا يتم إعتماد نظام عزل فعال للجدران والنوافذ،
واستخدم مكيفات للتبريد تعمل على الطاقة الشمسية،
حيث تثبت ألواح الخلايا الشمسية على أسطح المساجد الغير مستغلة،
تستخدم لتشغيل أنظمة تكييف بسيطة تعمل على الطاقة الشمسية،
يمكن العمل على تصميمها بالتعاون مع الدول الرائدة في استغلال الطاقة الشمسية، ولديها الخبرة في تصميم أجهزة التكييف،
حيث تستمر هذه الأجهزة بالعمل طوال أوقات الصلاة،
ويمكن أن تستمر في التبريد أغلب ساعات اليوم دون تكلفة،
يعقب ذلك إستخدام تلك التقنية في المنازل، وإدخالها في كود البناء،
حيث سبقتنا بعض دول العالم في إستغلال تلك الطاقة،
ومنها الدول الأوروبية،
التي لا تظهر فيها الشمس خلاف فترة الصيف، إلا نادراً، وبشكل ضعيف،
ورغم ذلك فإنهم يستغلون تلك الطاقة الضئيلة، ويستفيدون منها،
أما في المملكة،
ورغم أن الشمس تسطع بقوة طوال أيام السنة،
دون أن يحجبها أي تكوينات للسحب،
وتشكل مصدراً هائلاً للطاقة المجانية، والمتجددة، والنظيفة،
فإننا لم نستغل هذه الطاقة نهائياً حتى الآن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم