24‏/01‏/2010

النبطي والفصيح

مقارنة بين الشعر الفصيح والنبطي

برع العرب في الإبحار في بحور الشعر الشاسعة والعميقة والغنية بالمفردات والكلمات وسبروا من خلال شعرهم أعماق النفس البشرية وبرعوا في الوصف والتحليل وتفرعت المواضيع التي تطرقوا لها فمن الحكمة إلى المدح والهجاء إلى الفخر إلى الغزل وفي كل هذه المجالات وغيرها برعوا في توضيف الكلمات وتركيب الجمل لتوضيح المعنى والوصول إلى عقل المتلقي فاستعملوا  الوصف والتشبيه والطباق والجناس والتورية وأباحوا للشاعر مالا يباح لغيره في تجاوز بعض قوانين اللغة فبرع شعراء العربية ونظموا أروع الأبيات في شتى المجالات ذهبت بعض أبياتها حكمة تردد مدى الدهر وقد نظمت أجمل القصائد باللهجتين الفصحى ووريثتها العامية وفي هذا الموضوع نقارن بين بعض شعراء الفصحى والنبط وهو مايطلق على الشعر في نجد في العصر الحديث ومن الأقرب لجزالة التعبير وسهولة الوصول للمقصد في واحد من مجالات الشعر وهو شعر الحكمة
وقد إخترت إثنان من شعراء الفصحى وثلاثة من شعراء النبط في الجزيرة العربية للمقارنة بينهم وهم :
من شعراء الفصحى
1-المتنبي
2-زهير بن ابي سلمى

ومن شعراء النبط
1-ابن لعبون
2-حميدان
3-ابن مزيد

وفيما يلي نبذة عن كلاً منهم


المتنبي
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق، وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. و هو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ويقولون عنه بانه شاعر اناني ويظهر ذلك في اشعاره . ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره و عمره 9 سنوات . إشتهر بحدة الذكاء وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره إعتزاز بالعروبة، وتشاؤم، وإفتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه
يقول في إحدى قصائده عن العبيد المملوكين والمقصود ليس لون البشرة فهو لا يقدم ولا يؤخر في أخلاق الشخص فالجميع الآن سواسية مهما كان لونهم وجميعهم نفوسهم أبية ولكن المقصود العبيد المملوكين اللذين أثًر الرق على نفوسهم وعلمهم رذائل الأخلاق بسبب كثرة ما يحتالون به من الحيل وما يسلكونه من الطرق الملتوية نظراً لضروفهم القاهرة ووضعهم الذي يعيشونه يقول المتنبي :
لا تشتري العبد إلا والعصى معه
إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
وقد بشمن وما تفنى العناقيد
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم
إلا وفي يده من نتنها عود
من علم الأسود المخصي مكرمة
أجداده الصيد أم آباؤه السود
أم أذنه في يد النخاس دامية
أم قدره وهو بالفلسين مردود
ويقول :
كفى بك داء أن ترى الموتَ شافيًا
وحسبُ المنايا أن يكنّ أمانيا

إذا غامرت في شرفٍ مروم ٍ
فلا تقنع بما دونِ النجــــــــومِ
فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيـــرٍ
كطعم الموت في أمرٍ عظيـــــمِ

إذا اعتاد الفتى خوضَ المنايا
فأهونُ ما يمرُّ به الوحـــــــول

إذا رأيت نيوبَ الليّثِ بارزةً
فلا تظننّ أنَّ الليّث يبتـــــــــــسمُ

ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ
وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ

ومن عرف الأيام معرفتي بها
وبالناسِ روى رمحه غير راحم

لا يخدعنّك من عدوٍ دمعــــــة
وارحـــم شبابك من عدوٍ ترحم

لولا العقولُ لكان أدنى ضيغم
أدنى إلى شرفٍ من الإنســـــانِ

ما كلُ ما يتمنى المرء يدركهُ
تجري الرياحُ بما لاتشتهي السفنُ

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه
وصدّقَ ما يعتادهُ من توهّـــــمِ

إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته
وإن أنت أكرمت اللئــــيمَ تمّردا

وما الحياة ونفسي بعدما علمتْ
أن الحياةَ كما لاتشتهـــــي طبعُ

من يُهنْ يسهُلْ الهــــــوانُ عليه
ما لجرح ٍبميِّتٍ إيـــــــــلامُ

زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر.
حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام.قيل كان ينظم القصيدة في شهر, ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات.
إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنابغة الذبياني.
وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب العباس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله: فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّما       توارثه آباء آبائهم قبْل
وكان عمر بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عباس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين؟" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك؟ قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه".
وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، و عبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت".
فالأمدح قوله:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا
كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
والأصدق قوله:
ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ
وإنْ خَالَها تَخْفي على الناس تُعْلَمِ
وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:
فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ
يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ
قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره". وسنورد لاحقاً جملة أخرى في مثل هذه الخصائص التي تطالعنا بها أشعاره والتي تكشف عن أهمية شعره وقيمته.
ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما. بينما عاش زهير حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام. يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من شيطانه" قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن الوحي نزل على الرسول بالقرآن، وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين. يضاف أنه بعد نصيحة الرسول لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية.
يقول في معلقته
 سَـئِـمــتُ تَـكـالـيـفَ الـحَـيــاةِ وَمَــــن يَــعِــش
ثَــمــانـــيـــنَ حَــــــــــولاً لا أَبـــــــــــا لَـــــــــــكَ يَـــــســــــأَمِ
رَأَيـتُ المَنايـا خَبـطَ عَشـواءَ مَـن تُـصِـب
تُـــمِـــتـــهُ وَمَـــــــــن تُـــخـــطِـــئ يُـــعَـــمَّـــر فَـــيَـــهــــرَمِ
وَأَعـــلَــــمُ عِـــلــــمَ الـــيَــــومِ وَالأَمـــــــسِ قَــبــلَـــهُ
وَلَـكِـنَّـنـي عَــــن عِــلــمِ مـــــا فـــــي غَـــــدٍ عَــمـــي
وَمَـــــن لا يُـصــانِــع فــــــي أُمــــــورٍ كَــثــيــرَةٍ
يُـــــضَــــــرَّس بِــــأَنــــيــــابٍ وَيــــــوطَــــــأ بِـــمَـــنـــسِـــمِ
وَمَــــن يَــــكُ ذا فَــضـــلٍ فَـيَـبـخَــل بِـفَـضـلِــهِ
عَــــلـــــى قَــــومِـــــهِ يُــســتَــغـــنَ عَـــــنـــــهُ وَيُـــــذمَـــــمِ
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَـــــفِـــــرهُ وَمَــــــــــن لا يَـــــتَّـــــقِ الـــشَـــتــــمَ يُـــشـــتَــــمِ
وَمَــــن لا يَــــذُد عَــــن حَــوضِــهِ بِـسِـلاحِــهِ
يُــــهَــــدَّم وَمَــــــــن لا يَــظـــلِـــمِ الــــنــــاسَ يُـــظـــلَـــمِ
وَمَــــــن هــــــابَ أَســـبـــابَ الـمَـنِــيَّــةِ يَـلـقَــهــا
وَلَــــــــــــو رامَ أَســــــبـــــــابَ الــــسَــــمـــــاءِ بِــــسُــــلَّـــــمِ
وَمَــــن يَــعــصِ أَطـــــرافَ الــزُجـــاجِ فَــإِنَّـــهُ
يُـــطـــيـــعُ الـــعَـــوالـــي رُكِّــــبَـــــت كُــــــــــلَّ لَـــــهـــــذَمِ
وَمَــن يــوفِ لا يُـذمَـم وَمَــن يُـفـضِ قَـلـبُـهُ
إِلــــــــــــى مُـــطـــمَـــئِـــنِّ الــــــبِـــــــرِّ لا يَــتَــجَـــمـــجَـــمِ
وَمَـــن يَـغـتَــرِب يَـحـسِــب عَــــدُوّاً صَـديـقَــهُ
وَمَــــــــــــــن لا يُـــــــكَـــــــرِّم نَــــفـــــسَـــــهُ لا يُـــــــكَـــــــرَّمِ
ـوَمَـهـمـا تَـكُــن عِـنــدَ اِمــــرِئٍ مِــــن خَـلـيـقَـةٍ
وَإِن خــالَــهــا تَــخــفــى عَـــلـــى الـــنـــاسِ تُــعــلَــمِ
وَمَـــن لا يَـــزَل يَستَـحـمِـلُ الـنــاسَ نَـفـسَــهُ
وَلا يُــغــنِــهــا يَــــومــــاً مِـــــــــنَ الــــدَهـــــرِ يُــــســـــأَمِ

ابن لعبون
محمد بن حمد بن لعبون من أشهر أعلام الشعر النبطي في الجزيرة العربية. عاش في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري). وله شعر غنائي جميل أشتهر باللعبونيات
ولد عام 1205هـ وتوفي عام 1247هـ. ولد في بلدة حرمة في منطقة سدير بنجد ثم رحل مع أهله إلى بلدة ثادق، ثم رحل لوحده إلى الزبير قرب البصرة في العراق. ثم ترك الزبير في إثر حادثة له مع حاكمها إلى البحرين ثم الكويت وبها توفي بالطاعون. نشأ محمد بن لعبون في بيت علم وأدب، ووالده الشيخ حمد بن محمد بن لعبون كان مشهوراً بمعرفته بالأنساب والتاريخ. ويدل شعر محمد بن لعبون على إطلاعه الأدبي وثقافته وتأثره بقصائد الأولين . له القصيدة المشهوره المسماة (المهملة) وهي عبارة عن حوالي 30 بيت كلها دون نقط وذلك لاشك بأنه دليل قاطع على تمكن الشاعر وقدرته على الابداع وفيما يلي جزء من قصيدته:
أحمد المحمود مادمع همــل
أو عدد ماحال واد له وسـال
أو عدد ماورد وراد الدحل
أو رمى دلوه وماصدر ومــال
أو حدا حاد لسلمى أو رحل
سار هاك الدار أو داس المحال
أحمده دوم على حلو العمـل
سامع الدعوى ومعط للســؤال
ويقول في واحدة من قصائده المشهورة :
ذا حِـــــس طـــــارٍ او ضــمــيــرك خــفــوقــهْ
يــــــــدقّ بــــــــه مــــــــن نــــــــازح الـــبـــيـــن دَقَّـــــــــاق
الـــحــــيّ هُـــــــو حـــيــــك وطـــابــــت وفــــوقــــهْ
والـــــدار هـــــي دارك وهــذيـــك الاســـــواق
يـــــا عـبــيــد خـــــل الـــلـــي تــشــكــل بــســوقــهْ
شـــيــــخٍ وهـــــــو عــــبــــدٍ يــــذكــــر بــالاعـــمـــاق
يـــا قـلــب وان كـانــت عـلـومـك صـدوقــهْ
بــيـــنـــك وبــــيــــن الـــــــــدار عــــهـــــدٍ ومـــيـــثـــاق
شــــــرواك يــنــشــد عـــــــن مــغــانـــي تـــروقــــهْ
حـــيـــثـــك مـــــحـــــبٍّ لــلــمــغــانــي ومـــشـــتــــاق
تــذكــر بــهــا عــيــش مــضـــى مـــــا تــذوقـــهْ
يــــــــا عــــونــــة الله يــــــــوم تــقــســيـــم الارزاق
إلا ولـــــــــــــــك فـــــيـــــهـــــا مـــــــقــــــــامٍ طــــــــروقــــــــهْ
يـــا عـبـيـد لـبـسـك نـاعــم الـشــاش ورقـــاق
الـــــعـــــبــــــد عــــــــبــــــــدٍ هـــــافـــــيــــــاتٍ عـــــمـــــوقــــــهْ
ان جـاع بـاق عمومتـه وان شبـع مــاق
والــــــــحــــــــرّ حــــــــــــــــرٍّ يــــرفــــعــــنــــه ســـــبـــــوقــــــهْ
والـــبـــوم يــلــعــي بـــيـــن الاَســــــواقْ خـــفـــاق
بــــــع بـالـهـجـيــر وصــــــال حـــــــيٍّ تــشــوقـــهْ
دارٍ عـــــــســـــــاهـــــــا لـــــــلـــــــرزايـــــــا بـــــتـــــيــــــفــــــاق
دار الــــثـــــنـــــا لـــــــلـــــــي بـــــــهـــــــا والـــمـــعــــوقــــهْ
لو هي عن الدولـة علـى سبعة أحـواق
دارٍ بـــــــهـــــــا الـــــــوالـــــــد كــــثـــــيـــــرٍ عـــــقـــــوقـــــهْ
والــــلـــــي يــعــقــونـــه مــصــلــيـــن الاشــــــــــراق
راعــــــــي الــــوفــــا مــنـــهـــم عــمــيــلــه يــبـــوقـــهْ
تــــلــــقـــــاه حــــــــــــــلافٍ مــــهـــــيـــــنٍ و مــــــــــــــلاق
بـاركـانـهــا الـمـسـتــور ضـــاعـــت حــقــوقــهْ
وحقوق داني الجـد جـت لـه بالاوفـاق
يـمـســي عــريــب الــخـــال فـيــهــا و نــوقـــهْ
تـرعـى مــن الـوجـلا بـهـا نــور الاشـفـاق
يــغـــدي صـبــوحــه فـــــي جــبــاهــا غــبــوقــهْ
فـــــي نـــــازح الـبــيــدا مـــــن الـــــلال رقــــــراق
كــــــم جـــــــر مــصــقـــول الـنــمــايــم بــســوقـــهْ
عـــلـــيــــك لـــــبــــــقٍ فـــــــــــي مـــنــــابــــاه ورقـــــــــــاق
دون الـــعـــشــــايــــر هـــــافـــــيـــــاتٍ عـــــــروقــــــــهْ
والـفـعـل مـــا يـعـتـاض بــــه طــيــرة الــغــاق
مــــــــــا بـــــيـــــن شـــــقــــــاقٍ ورافـــــــــــي شـــقــــوقــــهْ
وشـــمـــات مــخــلــوقٍ وعــصــيــان خـــــــلاق
تـــلـــقـــى بــــهـــــا هـــــــــذا عــــلـــــى ذا يـــســـوقـــهْ
الله يــــــعــــــزك و الــــخــــوانــــدات بــــــزحـــــــاق
يــــــامــــــال هــــــطــــــالٍ صـــــــــــــدُوقٍ حــــقــــوقـــــهْ
يـشـبــه كــمــا لــيــلٍ عــلــى صــبــحٍ انــســـاق
يـــاضــــي كـــمــــا حـــــــرب الـنـصــارى بــروقــهْ
يــطـــرب لــــــه الـبـهــلــول مــنــهــم ويــشــتــاق
يـــفـــتـــل نـــــــــداف الـــطـــهـــا مــــــــــن طـــبـــوقــــهْ
مـــثــــل الــنــعـــام ان ذارهـــــــن زول تــــفــــاق
تــــــرفــــــا مــــريــــضــــات الـــنـــســـايـــم فــــتــــوقـــــهْ
لــجـــبٍ عــســـى مـــــا فـــــي نـــوِيـــه بـتـيــفــاق
تـــســـوقـــه الـــغـــربـــي والأخـــــــــرى تـــعـــوقــــهْ
مـــتــــرادفٍ مــبـــنـــاه طــــــــاقٍ عــــلــــى طــــــــاق
يــفـــتـــر عــــــــن مــــثــــل الـــدحـــاريـــج مــــوقـــــهْ
أربــــــــع لــــيــــالٍ مــدلـــجـــاتٍ عــــلــــى ســــــــاق
وخامـس تشـوف الــدار و الثـلـج فـوقـهْ
مـــثــــل الــســـريـــر مــجـــلـــلٍ عــــــــاد بــــــــرواق

حميدان
حميدان الشويعر أحد أشهر أعلام الشعر النبطي في منطقة نجد في الجزيرة العربية. ولد في بلدة القصب في إقليم الوشم، شمال غرب الرياض، وعاش في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي). يقال إنه توفي عام 1188 هـ، وقيل قبل ذلك أو بعده. وإسمه الحقيقي حمد بن ناصر السياري، من أسرة السيايرة من بني خالد، وإنما "الشويعر" (تصغير شاعر) لقب لحق به أو ربما لقّب به نفسه، و"كان قصيراً ذكياً وحاداً، وفقيراً أيضاً كما يتضح في شعره، ومن شعره أيضاً يتضح انه قرأ في أشعار العرب وأخبارهم، وكان له رحلة مشهورة إلى العراق." واشتهر حميدان بالهجاء فهجا الكثير من أعلام وبلدان نجد في زمانه، كما هجا بلدته وجماعته وأبناءه وحتى نفسه حتى شبّهه البعض بالحطيئة، لكنه أُشتهر أيضاً بقصائد النصح والحكمة. ولا زالت أشعاره تتردد على ألسنة الناس في نجد إلى اليوم.
يقول في قصائده :
يـاذا استمـع منـي جـواب يشـتـرى
مـثـل اللـوالـو مــن عـقـود يـنـثـرا
أو هو مثل شمس منيرة في الضحى
لا قال مـن هـو فـي زمانـه مبصـرا
من جاد فـي سمتـه جـاد فـي هذا وذا
والمرجلـه مـاهـي بــورث تحـجـرا
تسلسـلـوا مــن نــوح جــد واحـــد
حـــر وعـبــد والـــردي البـيـسـرا
تلقـى الجماعـة مـن شجـرة وحــدة
وطـبـوعـهـم مخـتـلـفـة الله قــــدرا
يطلـع بهـم خطـوا الكـذوب المـارج
غـوج ولــو جــود عنـانـه يطـمـرا
ومــن الجمـاعـة شـايــخ متـشـيـخ
والنايـبـه كـــم يـتـقـي عـنـهـا ورا
إلـى مشـى بالسـوق الـيـه مـلـوذع
عن خاطر يقضب قضابـه مـن ورا
ومــن الجـمـاعـة حـامــل متـحـمـل
مـا فـات يـوم مـا لضيـف مـا قـرى
ان مــا يــدور الضـيـف دور بيـتـه
وهــو ســواة الـعـد يــرد ويـذكـرا
ومنـهـم ســواة الـديـك رزة عنـقـه
والمرجلـة عنهـا يصـيـر الــى ورا
وفيهـم مــن كـنـه ضبـيـب منتـفـخ
متبختـر يسـحـب ثوبـيـه مــن ورا
كـن الضعيـف شايـل سبـع الطـبـق
هو ما درى انه خف ريش الحمـرا
ومـن الجـاعـة مــن يـنـط بمرتـبـه
بالديـن لــو هــو مايـخـط ولا قــرا
يـــدرق بـديــن الله ديـــن غــــادر
والله عـــلام بمــــا هــــو أضــمــرا
ومـنـهـم مـــلاق عـلـومــه بــرقــه
سـمـلـق مـــا لـــه مـكــان يـخـبـرا
إلــى حـلـف وإلــى يمـيـنـه قـاطــع
ولسـيـنـه باللطـلـطـة مـــا يـســدرا
ومنـهـم هميـلـة صغـيـر حـوضـهـا
لا هـيــب لا تـثـمـر ولا فـيـهـا ذرا
وفيـهـم مـــن كـنــه دقـيـلـة قـنـعـة
دب الليـالـي حوضـهـا مــا يحـفـرا
يـدعــون لـلـكـرمـه ولا يـدعـونــه
والـى حصـل شـور فعنهـم يقصـرا
وان جا الخسارة فهـو الاول منهـم
غصب علـى ذقنـه ومـا لـه يعشـرا
ويمـد الــى مــن حـربـوا جماعـتـه
يــم القطـيـف او الـحـسـا يتـيـجـرا
لـولا رجـالـه راح مــا لــه صلـحـه
ودقـــوه دق مـثــل دق ام الــجــرا
لـقـيـت بـالـعـبـدان عــبــد هـيـلــع
كــل المـراجـل فــي يميـنـه تـذكـرا
ولـقـيـت بـالاحــرار حـــر بــاطــل
بنصيـف ملـح لـو يبـاع ويشـتـرى
ولقـيـت حــي القـلـب فـيـه مـــروه
والخبل ما يسقيك من رطب الثـرى
لــو بالتمـنـي مـــا يـمــوت ثـلاثــة
وباقي الجماعـة موتهـم حـق تـرى
الـظـفـر بفـعـلـه والـكـريـم بـمـالــه
ومن هو يخلص مشكل بين الورى
وباقي الجماعة هم ضيـوف القريـه
وكسر العرافي فـي الجماعـة أكثـرا

ويقول :
يا صبـي استمـع مـن عويـد فهيـم
وفـي كـل غبـه مـن الفـكـر عـايـم
اعسـف القوافـي بسبـك المعـانـي
واصـخـر صعـبـهـا بـلـيـا شـكـايـم
أقـول النصـايـح واعــد الفضـايـح
عـن اللـي فعلهـا ولا اخـاف لايــم
واعرف الـدروس وكـل الرمـوس
وادل الــمــوارد بـلــيــا عــلايـــم
واعرف الهوى والغوى من زمان
قطـفـنـا زهـرهــا لـيـالــي قــدايــم
سبحـنـا ببـحـر بــه الـغـي مـتـرع
سهـرنـا بلـيـل بــه الــواش نـايـم
ضربـنـا تـــلاع وفـيـهـن ضـبــاع
وضربـنـا حــزوم وفيـهـن وهـايـم
جمـعـنـا دنـانـيـر نـــاس بــنــاس
ولقيـنـا خـيـر الأصــول الـدراهــم
فلا تـحـسـب المال ردن طــويــل
ونكـس المعاصـب وكسـع العمايـم
ترى المال فـي راسيـات الجـذوع
إلـى مـا ادبحـن السنيـن الحطـايـم
تـرى بالعـذارى ســواة المـهـارى
جنـان تجـاري علـى الشـوق دايـم
وفيـهـن مـلايـح وفـيـهـن كـنـايـح
نسمهن بوجهـك يشـادي السمايـم
وانا حرت يا ابـوك بيـن العـذارى
وغديت بينهـن مثـل بايـع وسايـم
ذي مـا تبيـنـي وذي مــا أبيـهـا
وذي مـا تـوافـق وذي مــا تـلايـم
إلـى صـار ذي حالتـي يــا مجـلـي
فخـذ عـلـم عــود لـمـا قــال عـالـم
أيــا عـاشـقٍ كــل عــذرا ملـيـحـه
هـنــوف غـنــوج بـخــده رقــايــم
نـظـرهـا كـحـيـل وقـــرن طـويــل
وخصـر نحـيـل لــه الــردف قـايـم
ومزيـت ريـقـه عـسـى مــا تفـيـد
وأغضبـت ربــك بهـتـك المـحـارم
تـفـوت الـلـذاذة وتبـقـى الـنـدامـه
سـريـع تـكـشـف أمـــور عـظـايـم
فلا تحسـب الخيـر درب الفسـاد
وولـف البواغـي وركـب الجـرايـم
وصف المحابـس وزيـن الملابـس
وركـب العصايـب وكسـع العمـايـم
ترى الخير فـي راسيـات الجـذوع
إلــى دلبـحـن السـنـيـن الحـطـايـم
بريدٍ ظلـيـلـه ويـطــرب مقـيـلـه
وسمعـك يمـتـع بـصـوت الحمـايـم
تـوفـر حـلالــك وتـفــرح عـيـالـك
ويكـثـر نـوالـك بـيــوم الـصـرايـم
وجـنـاي الارطــى يـقـلـب يـديـنـه
إلـى شـاف ورد علـى الجـو حايـم
بـهـذا الـزمــان يـبـيـن الـصـديـق
إلــى جـــار فـيـهـا ردي الـعـزايـم
وانـا اذخـر رفيـقـي لـهـذا ومثـلـه
إلـى جــا نـهـار يشـيـب اللمـايـم
صديقـي عرفتـه إلـى مــا لحظـتـه
وامـيـز عــدوي وفـيـهـم وسـايــم
حـجـاجـه وعـيـنـه لمـثـلـي دلـيــل
وغبـي المعرفـة فـلا هــوب فـاهـم
ومــن لا يمـيـز صديـقـه وضـــده
فهـو ثـور هـور يـبـي لــه ردايــم
ولا فـاتـنـي كــــل أمــــر بـغـيـتـه
مــا احـلـى تعـلـي مـتـون النعـايـم
لقـيـت الأصــول وجـبـر الكـسـور
وجــود المـراهـم تـراهـا الـدراهـم
واصلي واسلم على اشرف رسول
عـدد مـا تهلـهـل حـقـوق الغمـايـم

ابن مزيد
 هو إبراهيم بن مزيد من أهالي حوطة سدير شاعر عاش حياة التنقل والترحال ، سافر للعديد من البلدان الكويت، العراق، وغيرهما.
صاحب القصيدة المشهورة التي منها:
ألا يـــا لــيــت ربــــي يــــوم ســــوى
عـبـيــده حــــط لـلـطـيــب عــلامـــة
على شان الذي بالناس جاهل
يعرف الحر من بـرق الجهامـه
من أشهر قصائده قصيدة يقول منها:
ياهل الهوى حذرا تمرون خيطان
الـــمـــوت فـــيـــه مـــركـــزات خــيــامـــه
ذهب إلى العراق وعاش حالة الإغتراب فشعر بالحنين عندما ضاقت به الحال
يقال إنه نام عند أحد أصدقائه فكانت ليلته عامرة بالأحلام المتواصلة والمزعجة ، التي لفتت إنتباه جاره إليه وسأله في الصباح عنها فكان رده شعراً هذه القصيدة المشهورة التي يقول فيها :
غـريـب الــدار لا تبـحـث كنـيـنـه
عـلـى مــا فـيـه جـعـل الله يعـيـنـه
عــلــى مــــا فــيــه خــلــوه مـتـدامــل
يـكـفـيـكـم عــــــن ابــحــاثــه ونــيــنــه
أقـــول ان الـفـتـى يـمـشـي مــدبــر
ولا لـه غيـر مـا كـتـب بجبيـنـه
ولانـــيـــب أفــتــخــر فــيــمــا أقـــولـــه
كــلامــي كـــــل ابــوكـــم خـابـريـنــه
تــعــرفــون الــغــريـــب إلى تـــعــــدى
بـــــلا ديــــــنه وربــــــع عـارفـيــنــه
وهـــو فـــي دار قـــوم مـــا تـعـرفــه
كـلامــه عـنـدهـم مــثــل الـرطـيـنـه
  يقول في إحدى قصائده من الحكمة :
لقيت الناس ما منهم سلامـه
لزوم يلحقـك منهـم ملامـه
ولا تحسب حلالك لـو تبيـده
يبي يحماك عن هرج الفدامـه
بذرت الجود في من لا جزاني
سـوى ذم إلى هبـت ولامـه
حقود القلـب نقـال الوشايـا
هذور سهمتـه نقـل النمامـه
إلى منه طرى له ما طرى لـه
تكلم مـا يثمـن وش كلامـه
يقوله يزعم إنـه مـازح بـه
وهو ينقض ويفتل في عدامـه
دخيل الله من خطـو السملـق
إلى بالهيذوان أطلـق لجامـه
ألا ياليت ربـي يـوم سـوى
عبيده حـط للطيـب علامـه
على شان الذي بالناس جاهـل
يعرف الحر من برق الجهامـه
لأجل بالناس شيطـان ملبـس
ولو لوى على راسـه عمامـه
يغـرك بالسـلام وبالتحـفـي
وهو شيح وجثجـاث طمامـه
مثل هـذا تحـذر منـه جـداً
ولا تدني منامك مـن منامـه
وبعض الناس في ممشاه رافق
يختل الناس في قل إهتمامـه
وبعض الناس يبدي لك نصيحه
ولكن ما تعرفـه وش مرامـه
وهو ما مقصده نصـح ولكـن
يبي يلبسك للحاجـه خطامـه
وإلى منه قضى بك ما يريـده
أخذ سدك وضربـك المهامـه
وبعض الناس يوري لك محبه
وأرق من البريسم في تمامـه
إلى قـام يتمسكـن بالتلفـظ
تقول أطهر وأصح من الحمامه
وهو بولـة حمـار عـزك الله
ينجس من مشى حوله رشامه
وبعض الناس محمود السجايا
رقى العليا بعزمـه والتزامـه
إلى منه بـدى لـك فيـه لازم
قضى لازمك ما ثمن حطامـه
كمنه وافي فـي كـل خصلـه
عريب الجد خاله من عمامـه
أسـال الله يرفـع كـا خيـر
عن الخذلان لا يهفـي مقامـه
قضى نظمي وما لاق بضميري
حلات القيـل مبداتـه ختامـه
أقول الناس مشكاهم علـى الله
لزوم يلحقـك منهـم ملامـه


الخلاصة في حكمي المتواضع بأن الشعر النبطي أكثر رقة وأعمق تصويراً وأقوى تعبيراً والشعراء العاميين كانوا أكثر قدرة على سبر أعماق النفس البشرية ومعرفة دوافع التصرفات ومكامن الغرائز وكأنهم علماء في علم النفس وعلم الإجتماع وعلم السلوك البشري رغم قلة تعليمهم وقسوة الضروف التي عاشوا فيها ورغم كونهم في منطقة نجد شبه المغلقة وقليلة الإتصال بالعالم الخارجي إلا أنهم رغم ذلك كان عندهم مخيلة خصبة ورصيداً كبيراً من التعبيرات والصور وقدرة هائلة على سبك المعنى ورصيداً واسعاً من كنوز الحكمة .
فلو قارنًا بين أبيات المتنبي في وصف العبد حيث يقول :
لا تشتري العبد إلا والعصى معه
إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
من علم الأسود المخصي مكرمة
أجداده الصيد أم آباؤه السود
أم أذنه في يد النخاس دامية
أم قدره وهو بالفلسين مردود

وبين بيت واحد لمحمد بن لعبون حيث يقول :
العبد عبدٍ هافياتٍ عموقه
إن جاع باق عمومته وان شبع ماق
نجد إبن لعبون قد عبر عن المقصود بأقل قدر من الكلمات وبتعبير هو أشبه بالتحليل النفسي من عالم في علم النفس أو متخصص في علم الإجتماع والأخلاق كما أنه قد إستخدم مايسمى بالطباق والجناس بشكل جميل في كلمتين هما :
باق : وتعني سرق
وماق : وتعني إغتر
أي أصابه الغرور وتكبر
وفي رأيي بأن إبن لعبون أصاب كبد الحقيقة والهدف وأوصل المعنى بأقل قدر من الكلمات وبعمق أكثر وتميز نظمه بالجرس الموسيقي والوضوح وعمق التعبير.
وهكذا يستطيع القارئ المقارنة بين الأبيات المدرجة في هذا المقال ليتوصل إلى عمق وجزالة الشعر النبطي العامي وبأنه لا يقل بل ربما يتفوق على الشعر الفصيح كما وأن الشعراء العاميون في نجد قارعوا فطاحلة وفحول الشعراء في العصور القديمة من العصور الجاهلية وعصر صدر الإسلام بل ربما تفوقوا عليهم في بعض الأحيان وعبروا بأسلوب أكثر رقة وجزالة وعمق وغوص في النفس البشرية  وفي جوانب الحياة الأخرى .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم