الصفحات

11‏/12‏/2019

الأزد: أنسابهم وهجراتهم وديارهم عبر التاريخ






الأزد: أنسابهم وهجراتهم وديارهم عبر التاريخ

انهيار سد مأرب وهجرة الأزد إلى السراة وتهامة:
يجمع المؤرخين والباحثين بأن مأرب كانت موطن الأزد الأقدم، ويختلفون حول تحديد زمن انهيار سد مأرب، فمنهم من يحدد زمن انهياره بحدود العام (٤٠٠) قبل الميلاد، ومنهم من يرى أن تلك الحادثة وقعت في العام (١٠٠) قبل الميلاد. ويختلفون كذلك في تحديد زمن هجرات الأزد من مأرب، وهل حدثت إثر انهيار السد أم بدأت قبل انهياره؛ فمنهم من يرجح أن هجرات الأزد من مأرب وانتشارهم في البلاد يسبق حادثة انهيار السد التي حددها بعض المؤرخين في العام (٤٠٠) قبل الميلاد. بينما يرى البعض أن الهجرات بدأت في عهد عمرو بن عامر في حدود العام (١٥٠) قبل الميلاد على إثر علامات ظهرت لهم تنذر بخرابه. بينما يؤكد الغالبية أن نزوح الأزد حدث بعد انهيار السد في حدود العام (١٠٠) قبل الميلاد أي قبل حوالي (٢١٠٠) عام. ويرى بعض المؤرخين والباحثين ومنهم حمد الجاسر أن هجرات الأزد سبقت انهيار السد، وأنها كانت متقطعة وعلى مدى عصور طويلة، وأنها حدثت بسبب زيادة أعدادهم وليس بسبب انهيار السد، حيث انتشروا بعد هجراتهم المبكرة في أرجاء واسعة من البلدان. يقول حمد الجاسر: (وانتقال تلك القبائل أو جلها من اليمن أمر معقول ومقبول، ولكن كونها انتقلت إثر خراب السد أمر مشكوك فيه، ذلك أن المتقدمين يؤرخون حادثة الخراب بأنها كانت في عصر الملك الفارسي دارا بن بهمن، ودارا هذا هو الذي غزاه الإسكندر الكبير في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، والأدلة التاريخية والنقوش التي عثر عليها في أمكنة كثيرة في جنوب الجزيرة وشمالها وفي أمكنة أخرى خارجها تدل على انتشار كثير من تلك القبائل التي ورد ذكرها خارج اليمن قبل سيل العرم، والأمر الذي لا ريب فيه أن انتقال تلك القبائل كان في فترات متفرقة، وفي أزمان متباعدة، فعندما تضيق البلاد بسكانها ينتقل قسم منهم بحثاً عن بلادٍ أخرى).

انتشار قبائل الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر في السراة:
ورد ذكر قبائل الأسد الملقب بـ"الدوسر" بن عمران في معجم صفة جزيرة العرب للحسن الهمداني المتوفى عام ٣٣٦هـ، حيث حدد أماكن إقامة قبائل الأزد كما يلي: (سراة الحجر نجدهم خثعم وغورهم بارق، ثم سراة ناه من الأزد وبنو القرن وبنو الخالد نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد، ثم سراة الخال لشكر نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران).
توضيح النص: (سراة الحجر -يقصد النماص- نجدهم خثعم -يقصد بيشة- وغورهم بارق -يقصد بلاد بارق-، ثم سراة ناه من الأزد وبنو القرن -يقصد بلقرن- وبنو الخالد نجدهم خثعم -يقصد بيشة- وغورهم قبائل من الأزد -يقصد بلاد بارق-، ثم سراة الخال لشكر نجدهم خثعم -يقصد بيشة- وغورهم قبائل من الأسد بن عمران -يقصد العتيك-).
ويتفق ذلك مع ما ذكره الحموي من أن شكر مجاورة لبارق.
وقوله: (ثم سراة الخال لشكر، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران). يعني أن ذرية الأسد بن عمران كانوا في العام ٣٠٠هـ قبائل متعددة، ومن المرجح أنهم كانوا عند ظهور الإسلام يستقرون في ذلك الموقع القريب من سراة الخال بين بيشة وبارق، يجاورهم بنو عمهم قبيلة شكر ومساكنهم بين سراة الحجر وسراة شنؤة، وأقرب القبائل لشكر نسباً: بارق ثم الأنصار ثم العتيك، مما يعني أن ذلك الموقع الممتد من سراة الخال إلى بارق كان دياراً لقبائل الأسد بن عمران وشكر وبارق وجميعهم من أزد مازن من ذرية عمرو بن عامر، ومن الأسد بن عمران تنحدر قبائل العتيك ومن العتيك تنحدر قبيلة الدواسر.

نزول قبائل العتيك بن الأسد في جبال القهر:
في القرن الأول الهجري نزل أبناء العتيك بن الأسد "الدوسر" بن عمران بن عمرو بن عامر في وحاف القهر أو وحفة القهر كما يسميها العامة وتسمى حالياً القهرة على حدود الربع الخالي، والربع الخالي يسمى أرض الجحيم لصعوبة السكن فيه لشدة حرارة رمالة، حيث ورد وصف صحراء الأحقاف "الربع الخالي" في قصيدة لثابت بن كعب العتكي الأزدي نظمها بعد نصرة الدواسر لمدرك بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي يقول فيها في وصف خيل الدواسر:
وخيلٍ كـالقداح مسوماتٍ
لدى أرضٍ مغانيها الجحيمُ
عليها كل أصيدٍ دوسريٍ
عزيـزٌ لايفـرُ ولايريـمُ
وكان يجاور قبيلة الدواسر العتكيين الأزديين في ذلك الموقع قبائل زبيد ونهد وهمدان وغيرهم، ونشبت عدد من الحروب بين العتيك وقبيلة نهد القضاعية، منها ماذكره الهجري في كتابه التعليقات والنوادر، حيث أورد قصيدة للزهيري النهدي موجهة للمستنير العتكي الأزدي يقول فيها:
يا طول ليلك بالنخيل فباقمِ
فصدور صالة فالمسيل الأجوفِ
منع الرقاد به الهموم فحشوتي
تصل الأنين بزفرةٍ وتلهفِ
لهفي بقلتنا وكثرة جمعكم
يوم البراق واننا لم نضعفِ
وقد تضمنت قصيدة النهدي ذكر أسماء عدد من المواضع حول جبال القهر، كما تضمنت الإشارة إلى كثرة قوم المستنير العتكي الأزدي بقوله؛ (لهفي بقلتنا وكثرةِ جمعكم). وعلق هارون الهجري، المتوفى عام ٣٠٠هـ، في التعليقات والنوادر على ذلك بقوله: (العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر، إلى مازن الأزدي، وهم أهل وحفة القهر إخوة الأنصار). ثم أردف قائلاً: (وتسمى وحفة العتيك). وذكر هارون الهجري في موضع آخر ما يلي: (قشير ونهد والعتيك هم أهل وحفة القهر). مما يدل على أن قبائل نهد وجرم وعقيل وقشير نزلت في تلك المنطقة قبل أن تنزلها قبيلة الدواسر العتكية..
وتتجاور قبيلة الدواسر الأزدية وقبيلة زبيد المذحجية في منطقة وحفة القهر التي كانت تسمى اليمن في تلك الفترة عرفاً واتجاهاً. وورد ذكر قبيلة زبيد في كتاب العبر لابن خلدون كما يلي: (تمتد ديار زبيد قديماً من نجران إلى وادي الدواسر) وهذا دليل على مجاورتهم للعتيك بن الأسد "الدوسر" بن عمران في وحفة القهر. وورد ذكر قبيلتي الدواسر وزبيد في كتاب التعريف بالمصطلح الشريف لأحمد بن فضل الله العمري كما يلي: (وممن يكاتب من عرب اليمن الدواسر وزبيد، كان يكتب إلى رجال منهم بسبب خيل تسمى للسلطان عندهم). ويدل ذلك على امتلاكهم لأفضل مرابط الخيل وأحسن أنواعها وأكثرها أصالة..

مسمى قبيلة الدواسر:
عرفت قبيلة الدواسر بمسماها قبل أكثر من (١٣٠٠) عام، وورد مسمى الدواسر صريحاً في عام (١٠١هـ) في قصيدة ثابت بن كعب بن جابر العتكي الأزدي، من العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر من الأزد، وقال قصيدته بمناسبة نصرة قبيلة الدواسر لـ مدرك بن المهلب العتكي الأزدي الذي همت بنو تميم بقتله فنصرته الأزد وعلى رأسهم الدواسر، حيث يقول:
ألم ترى دوسراً منعت أخاها
وقد حشدت لتقتله تميم 
رأوا من دونه الزرق العوالي 
وحياً ما يباح لهم حريم 
شنوءتها وعمران بن عمرو
هناك المجد والحسب الصميم 
فما حملوا ولكن نهنهتم
رماح الأزد والعز القديم
وخيل كالقداح مسومات 
لدى أرض مغانيها الجحيم 
عليها كل أصيد دوسري 
عزيز لا يفر ولا يريم
ورد في نسب معد واليمن الكبير لهشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى عام ٢٠٤هـ ما يلي: (وولد عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن أمرى القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الأسد والحجر، أمهما عوذة بنت مالك بن أهيب بن كلدة بن كلب بن وبرة، فولد الأسد بن عمران العتيك بطن وشهميل بطن والحارث وهو أبو وائل وثعبة وسلمة، هؤلاء بنو الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء يقال للأسد الدوسر).

ذكر الدواسر بعد نزولهم في وادي العقيق وتسميته وادي الدواسر:
أورد حمد الجاسر في كتاب جمهرة الأسر المتحضرة في نجد ما يلي: (وفي عصور مجهولة في العهد الاسلامي نزحت فروع من الأزد ومن همدان من اليمن فحلت في الوادي منها همدان من مرهبة الدوسر واحدهم دوسري وكان لهؤلاء ذكر وشهرة على ماجاء في كتاب الإكليل للهمداني، أما الأزديون فإن خبر عامر الملطوم الذي لازال بعض سكان الوادي من الدواسر يتناقلونه من الأخبار المشهورة عند قدماء المؤرخين).
وورد ذكر نزول قبيلة الدواسر في الوادي في مقال كتبه حمد الجاسر ونشره في جريدة الرياض، تحدث فيه عن قدوم الدواسر الأزديين إلى وادي العقيق بقوله: (أتت موجة من القبائل القحطانية من الأزد من جنوب الجزيرة العربية عرفوا باسم الدواسر، وأستولوا على البلاد وفيها بقايا من بني عقيل وغيرهم، فاندمجت هذه البقايا الضعيفة بالقبيلة القوية التي انتشرت في البلاد).
ووادي الدواسر قبل نزول قبيلة الدواسر الأزدية فيه يطلق عليه مسمى العقيق اليماني، والنسبة إلى اليمن لا تعني اليمن بحدوده الحالية وإنما تعني جنوب الجزيرة العربية ومن ضمنها بعض مناطق نجد الجنوبية كوادي العقيق..
يقول جرير:
إذا ما جعلتُ السبيَ بيني وبينها
وحرة ليلى والعقيق اليمانيا
ويقول الفرزدق:
قفي ودعينا ياهُنَيد فإنني
أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا
ذكر أحمد القلقشندي المتوفى عام ٨٢١هـ في كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ما يلي: (الدواسر بطن من العرب باليمن).
وذكر أحمد بن فضل الله العمري فى كتاب التعريف بالمصطلح الشريف ما يلي: (وكان السلطان يكتب لزبيد والدواسر من عرب اليمن بشأن خيل تذكر للسلطان لديهم).

ذكر قبيلة الدواسر على مر العصور:
ورد ذكر قبيلة الدواسر في عدد من النصوص على مدى أزمنة مختلفة..
ذكرهم هشام بن الكلبي المتوفى عام ٢٠٤هـ في كتاب نسب معد واليمن الكبير بقوله: (هؤلاء بنو الأسد بن عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء يقال للأسد الدوسر).
وذكرهم نشوان الحميري المتوفى عام ٥٧٣هـ في كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم بقوله: (الدوسر أسم رجل والدواسر حي من العرب).
وذكرهم علي الهمداني السخاوي المتوفى عام ٦٤٣هـ في كتاب سفر السعادة وسفير الإفادة بقوله: (الدواسر قبيلة).
وذكرهم يوسف بن المجاور المتوفى عام ٦٩٠هـ في كتاب تاريخ المستبصر بقوله: (الدواسر أهل إبل وخيل).

ذكر الدواسر في وسط نجد:
في منتصف القرن الثامن الهجري في حدود العام ٧٥٠هـ، أي قبل حوالي ٧٠٠ عام؛ رحل آل شماس بن سابق من الوداعين الدواسر من وادي الدواسر واستقروا في وسط نجد، حيث كان نزولهم في عودة سدير ومنها انتشروا في مناطق القصيم والمحمل والشعيب، حيث أسسوا وأحيوا عدد من البلدات ومنها بلدة الشماس التي بدأ تأسيسها في منتصف القرن الثامن الهجري..
كما رحل البدارين من وادي الدواسر واستقروا في مناطق المحمل وسدير والقصيم..
وهناك فروع أخرى من قبيلة الدواسر رحلت من الوادي واستقرت في وسط نجد بجوار قبيلة عائذ، حيث أورد أحمد بن فضل الله العمري المتوفى عام ٧٤٩هـ في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ما يلي: (الدواسر وشيخهم رواء بن بدران). 
وقد يكون البدارين هم المقصودين في النص، وكلمة الدواسر في ذلك النص لا تعني عموم القبيلة بكاملها وإنما جزء أو فخذ من القبيلة، وإطلاق مسمى القبيلة على جزء منها أمر معروف وشائع ومألوف.

ومما ورد نستنتج ما يلي:
أن قبيلة الأزد كانت تستقر في مأرب إلى حدود العام ٤٠٠ قبل الميلاد..
منذ العام ٤٠٠ قبل الميلاد انطلقت موجات من الهجرات المتتالية من مأرب إلى السراة وتهامة كانت أكبرها وأشهرها هجرة أزد مازن ذرية عمرو بن عامر من مأرب واستقرارهم في السراة في حدود العام ١٥٠ قبل الميلاد، ومن السراة انطلقت هجرات القبائل الأزدية إلى شتى أرجاء الجزيرة العربية وما جاورها، حيث انتشر أزد مازن في مكة ويثرب والشام وعمان، بينما بقي أزد شنوءة والهنو وغيرهم في السراة..
قبل ظهور الإسلام كانت قبائل الأسد بن عمران تستقر بين سراة الخال وجبال وحاف القهر..
مع ظهور الإسلام انتقلت قبائل العتيك من ذرية الأسد بن عمران من السراة فرحل قسم منها إلى عمان ونزل قسم منها في جبال القهر..
في نهاية القرن الأول الهجري تسمى ذلك الفرع من العتيك بمسمى الدواسر وانتقل جزء منهم إلى العراق كما انتقل بعض عتيك عمان ومنهم المهالبة كذلك إلى العراق..
خلال نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري في حدود العام ٣٠٠هـ انتقلت قبيلة الدواسر العتكية من وحاف القهر إلى وادي العقيق واستقروا به وسمي على إثر ذلك وادي الدواسر..
في منتصف القرن الثامن الهجري في حدود العام ٧٥٠هـ رحل آل شماس الوداعين من وادي الدواسر واستقروا في مناطق سدير والقصيم والمحمل، وخرج البدارين كذلك من الوادي واستقروا في تلك المناطق..

وما ورد من ذكر لقبيلة الدواسر في اليمن في حدود العام ٥٩٤هـ، في مخطوط السيرة المنصورية لأبي فراس بن دعثم الصنعاني، المتوفى عام ٦١٤هـ، قد يكون المقصود به قبيلة آل ذوي التي تسكن رغوان قرب مأرب، والذين تحدث عنهم المستشرق أوبنهايم وعدهم من ذرية محمد بن زايد، ومحمد هو الأخ الثالث لسالم وصهيب أبناء زايد، وقد تكون تلك القبيلة عادت من جبال القهر أو من وادي الدواسر إلى مأرب في هجرة عكسية.

أما ما أورده أحمد بن فضل الله العمري المتوفى عام ٧٤٩هـ في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار كما يلي: (وفرقة من عائذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس، والمزايدة وشيخهم كليب بن أبي محمد، وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي، والدواسر وشيخهم رواء ابن بدران، وأمير القوم أحمد بن مهنا... بن فضل بن ربيعة، وديارهم من حمص إلى قلعة جعبر...). فإن ذلك النص لم يحقق بالشكل المطلوب إلى الآن، وقد يدل على أن هناك فرع من قبيلة الدواسر –قد يكون فرع البدارين- رحل من الوادي واستقر في وسط وشمال نجد؛ فمن غير المعقول أن تنتقل قبيلة بكاملها من ديارها ومواطنها، ولم يعهد ذلك من أي قبيلة سواءً كانت مستوطنة أو حتى غير مستقرة، ولم يروى أن قبيلة الدواسر بكاملها تركت مدنها وقراها ومزارعها وأخذت تجوب الصحاري والقفار، سيما وأن قبيلة الدواسر قبيلة متحضرة وليست متبدية، ومن المؤكد أن مسمى الدواسر في ذلك النص لا يعني عموم القبيلة بكاملها وإنما جزء أو فخذ من القبيلة، وإطلاق مسمى القبيلة على جزء منها أمر معروف وشائع ومألوف.

محمد بن إبراهيم الحسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم