نظم/ محمد بن إبراهيم الحسين
آل شماس
من دوسر إلى شماس، ومن العودة إلى العودة
قصيدة من نظم/
محمد بن إبراهيم الحسين
عودة سدير
تَسَامى سُراةُ الأزدِ فخراً وعزةً
تَسَامى سُراةُ الأزدِ فخراً وعزةً
بأسمى صفات المجدِ بالبرهانِ
فهم في ذُرى الأنسابِ أصلُ عروبةٍ
وهم في رُبى الأمجادِ صرحٌ بانِ
وهم في لسانِ الضادِ مهدُ فصاحةٍ
فهم أهلُ فضلِ بلاغةٍ وبيانِ
لديهم بفضلِ الله شأنٌ وَرِفعةٌ
وهم أثبتُ الإسلامِ والإيمانِ
ووعدٌ وعهدٌ والأمانةُ والتقى
تقلدها الشيبانِ والشُبَّانِ
وهم أصدقُ المتحدثينَ روايةً
وهم أطيبُ الأفواهِ والأبدانِ
مجالسهم تسموا بسمتٍ وهيبةٍ
وحلمٍ وتوقيرٍ مع اطمئنانِ
أمانتهم والعدلُ فيهمِ سجيةٌ
شجاعتهم والجودُ يقترنانِ
أشاد بهم خيرُ البرايا محمدٌ
ويشهد لهم كُلُ القصي والداني
فضائلهم عمت على غيرِ منةٍ
فنالوا جزيلَ الشُكرِ والعرفانِ
وهم أفضل الآنام ديناً ومسلكاً
وأتقى قلوباً سرهم وعلاني
وهم عند حج البيت خيرُ ملبياً
جموعُهُموا تدعوا بغيرِ تواني
ومنهم بناةُ السدِ في أرضِ مأربٍ
فعم الرخاء والخيرُ في الأوطانِ
ومنهم عظيم الملك عمرو بن عامرٍ
ومنهم ملوكُ الأزدِ أزدِ عمانِ
ومنهم بعونِ اللهِ أنصارُ دينهِ
ومنهم ملوكُ الشامِ من غسانِ
ومنهم خليلٌ للعروضِ مؤسسٍ
ومنهم أبو صخرٍ روى التبيانِ
ومن صلبهم خطل الأيادي دواسرٌ
حلوا جموعاً في العقيقِ عيانِ
ومن حينها والأرضُ تحملُ اسمهم
ووسم العصا يحمي الدخيل الجاني
تداعوا بواديهم بسيفٍ ومِنْسَفٍ
ومثلوثةٍ للضيف والجيرانِ
يجودون جوداً لا يُجادُ بمثله
كراماً فلا تخبوا لهم نيرانِ
حموا غرسهم والإبلِ من كُلِ عائلٍ
حمتها سيوفٌ والقنا وسنانِ
وحدوا حدوداً لا يُجَاوَزُ حدُّها
وغرساً ولا يُبنى عليهِ مباني
وصالوا وجالوا في الميادينِ مُدةً
وحازوا من الأمجادِ خيرِ ثمانِ
ومن كلِ حُرٍ قد تناسل نسلهم
فهم من ملوكِ الأزدِ ينحدرانِ
فمن عامرِ الملطوم أُنجب دوسرٌ
وسُمي باسم الليث عبلُ يدانِ
فأصبح رمزاً للأصالة خالداً
وأضحى الندى والدوسري صنوانِ
ومن دوسرٍ زايد تزيدُ فعالهُ
على الناسِ في دينٍ وفي الميدانِ
ومن زايدٍ سالم من العيبِ سالماً
ومن سالمٍ أبناؤه الشُجعانِ
فمن سالمٍٍ ودعانُ نِعمَ وداعةٍ
به أودعت أمجادنا ومعاني
وودعانُ تاجُ المجدِ أنجبَ ناصرٌ
فيا نعم نسلِ الماجدِ الودعاني
ومن نسله سابق ولاحق وغانمٌ
ولاحق وغانم أنجبا النُجْبَانِ
فغانم وريثُ العزِّ نِعمَ غنيمةٌ
ومن نسل غانم سابقُ الفرسانِ
ومن سابقٍ يُشرق شِماسٌ بعزمهِ
فيبني بنجدٍ أشهرَ البُلدانِ
من الوادي المعروف أشمل جمعهم
يذودون ذوداً حلوةُ الألبانِ
تعلوا ظهورَ الخيلِ خيلٌ أصيلةٌ
وليس عليها أسرُجٌ وعِنانِ
خيولٌ على مر الزمان اعتنوا بها
تسلسل منها مُهرةٌ وحصانِ
ومعهم ردينيات سمرٌ من القنا
تلوى بأيديهم كَغُصنِ البانِ
ومن عودة الفرعة شمالاً توجهوا
إلى عودةٍ بِسُدَيْرِ ذاتَ جنانِ
فأُسميت العودة فعادت لمجدها
وكانت تُسمى قبلها النخلانِ
تولوا عليها إمرةً وإمامةً
وسادوا نواحيها بلا استئذانِ
وحلوا زماناً ثم أشمل بعضهم
لأرض القصيمِ الزرعِ والكثبانِ
أتوا واستقروا لا تُرامُ جموعهم
وليس لهم في العالمين مُداني
بها شيدوا مبنىً ومجداً وسؤدداً
ومنها إلى المحمل سرى الرُكبانِ
فبثوا نخيلاً واشمخرت قصورهم
صقورٌ تعلتها بلا جُنحانِ
وإمرتهم عمت دياراً زهت بِهِمْ
من المحملِ الأدنى إلى قُرَّانِ
شِماسٌ ودوسرُ خلد الدهرُ مجدهم
تُسمى بِهم ذُريةٌ ومكانِ
فوادي الدواسر والشماسيةٌ أُسميا
على اسميهما بالغرسِ والعمرانِ
وآلُ شِماسٍ أشرقت شمسُ مَجدِهِمْ
بنجدٍ فهم للمجدِ ذو عُنوانِ
نظم/ محمد بن إبراهيم الحسين
نظم/ محمد بن إبراهيم الحسين
ملاحظات:
١- آخر حرف من كل كلمة في آخر الشطر الثاني من كل بيت يجب كسره لينطق كـ الياء، مثال: "الفرسانِ" تنطق "الفرساني" و"الإيمانِ" تنطق "الإيماني" و"بيانِ" تنطق "بياني"..
ليستقيم الوزن وتتزن القافية.
٢- خليل: هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، أحد كبار علماء العربية، ومؤسس علم العروض.
٣- أبا صخر: هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي الأزدي، الملقب بـ"أبوهريرة" وهو أكبر رواة الحديث.
٤- جميع ما ورد في القصيدة من فضائل الأزد مستقى من أحاديث رسول الله، ولم أمدحهم إلا بما مدحهم به -عليه الصلاة والسلام.
روي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:
(الأزد جرثومة العرب).
وجرثومة الشيء أصله أو نواته.
وقال -عليه الصلاة والسلام:
(الأمانه في الأزد).
وقال -عليه الصلاة والسلام:
(الأزد أحسن الناس وجوهاً، وأعذبهم أفواهاً، وأعظمهم أمانةً، وأصدقهم لقاءً).
وقال -عليه الصلاة والسلام:
(نعم الأزد، طيبة أفواههم، نقية قلوبهم).
وقال -عليه الصلاة والسلام:
(القضاء في الأنصار، والأمانة في الأزد).
وقال -عليه الصلاة والسلام- عندما وفد عليه وفد الأزد وسمع قولهم: (هؤلاء الأزد، حكماء علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء).
وقال على بن أبي طالب -رضي الله عنه:
(للأزد أربع ليست لحي غيرهم، بذل لما ملكت أيديهم، ومنع لحوزتهم، وحي عمارة لا يحتاجون إلى غيرهم، وشجعان لا يجبنون).
وكتب "معاوية بن أبي سفيان" إلى واليه على مصر "عمرو بن العاص" ما يلي:
(لا تولِّ عملك إلا أزدياً أو حضرمياً، فإنهم أهل أمانة).
وصف الرحالة "ابن جبير" الأزد في حج عام (٥٧٩ﻫ) فقال:
(الأزد أهل صلاح، وصدق نية، واعتقاد صحيح، فلا تجد لديهم من أعمال العبادات سوى صدق النية، فهم إذا طافوا بالكعبة المقدسة يتطارحون عليها تطارح البنين على الأم المشفقة، لائذين بجوارها، متعلقين بأستارها، فحيثما علقت أيديهم منها تمزق لشدة اجتذابهم لها، وانكبابهم عليها، وفي أثناء ذلك تصدع ألسنتهم بأدعية تتصدع لها القلوب، وتتفجر لها الأعين الجوامد فتصُوب، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم مؤمنين على أدعيتهم، متلقنين لها من ألسنتهم. على أنهم طول مقامهم لا يتمكن معهم أحد من الطواف، ولا يوجد سبيل إلى استلام الحجر).
ووصفهم الرحالة "ابن بطوطة" بما يلي:
(الأزد شجعان أنجاد، ولباسهم الجلود. وإذا وردوا مكة هابت أعراب الطريق مقدمهم، وتجنبوا اعتراضهم، ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم. وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيراً، وقال: "علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء". وكفاهم شرفاً دخولهم في عموم قوله -عليه الصلاة والسلام: "الإِيمان يمان والحكمة يمانية". وذُكر أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يتحرى وقت طوافهم، ويدخل في جملتهم، تبركًا بدعائهم، وشأنهم عجيب كله، وقد جاء في الأثر: "زاحموهم في الطواف، فإن الرحمة تنصب عليهم صباً").
٥- "ثمان" هي الأفعال الثمان التي يشتهر بها الوداعين ويتميزون بها عن غيرهم.
٦- "عودة سدير" كانت تسمى النخلين، فلما حل آل شماس بها أسموها "العودة" على اسم بلدتهم التي رحلوا منها وهي "العودة" في الفرعة العليا بوادي الدواسر.
٧- بعد أن رحل آل شماس من وادي الدواسر في منتصف القرن الثامن الهجري -أي قبل حوالي (٧٠٠ عام) تقريباً- حلوا أولاً في عودة سدير، ثم رحل بعضهم إلى القصيم وبنوا بلدة "الشماس" قبل نشوء "بريدة" بمئتي عام تقريباً. وبعد أن استقروا في القصيم مدةً من الزمن شرعوا في بناء مدينة "الشماسية" وانتقل بعضهم إليها. ثم رحل فطاي بن سابق من الشماسية إلى "الصفرات"، ثم انتقل بعض ذريته منها إلى دقلة والقرينة.
٨- "قُرَّانِ" تقرأ بضم القاف وتشديد الراء وفتحها وكسر النون لتقرأ كالياء هكذا "قُرَّاني" وتعني بلدة القرينة المعروفة تاريخياً بمسمى وادي قُرَّان.
٩- آل شماس يشكلون عشيرة كبيرة من فخذ الوداعين من قبيلة الدواسر، وتبلغ أسر آل شماس حوالي ستين أسرة تقريباً، ويناهز عدد أفرادهم العشرين ألف شخص، وينتشرون في أربع مناطق وأقاليم من نجد وهي: (القصيم وسدير والمحمل والشعيب).
١٠- آل شماس من ذرية جدهم شماس الودعاني، وهو: شماس بن سابق بن غانم بن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد الدوسري.
١١- برز من عشيرة آل شماس عدد من رجال الدين والقضاة والعلماء والفرسان والسفراء والأدباء والمؤرخين والصحفيين..
ومن مشاهير آل شماس:
الفارس/ حسين بن سعيد الحسين آل شماس
أمير عودة سدير ورئيس غزو سدير..
وهو من عودة سدير.
القاضي/ محمد بن مقرن بن سند آل شماس
من كبار القضاة في نجد، وأول قاضي من الجزيرة العربية يتولى القضاء في عمان..
وهو من القرينة.
السفير/ فوزان بن سابق العثمان آل شماس
وكيل الملك عبدالعزيز في الشام ثم في مصر، وأول سفير سعودي..
وهو من بريدة.
الإمام/ عبدالله بن محمد الحسين آل شماس
إمام عودة سدير وعالمها، وأحد كبار علماء نجد في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، تولى إمامة جامع عودة سدير والإشراف على التعليم الديني في البلدة بأمر من الملك عبدالعزيز..
وهو من عودة سدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم