صخرة الأخلاق
بين تقلب البشر، وعواصف المغريات، وثبات المبدأ..
إنني أبحث في دنيا البشر
عن شعورٍ قد تسامى وغمر
لا يمل الفكر من فكرٍ به
لا يمل القلب من تقليبه
لا تمل النفس من تنفيسه
إنه طبع الوفاء
في دهاليز الجفاء
نحن نحيا في زمان الإدعاء
لا زمانُ الأوفياء
إنني أبحثُ عن صدقِ المشاعر
في دهاليز الشعور
وبإحساسٍ تبدى مرهفاً في قلبِ شاعر
إنني أبحث عن صدق المبادئ
عن مِثالٍ ثابتٍ لا يتغير
قد تكون المُثُلُ العليا لدى الإنسان يوماً
مثل جلمودٍ ثقيلٍ ومجنح
قاوم الجذب تعلق
وتبدى في جمودٍ
في إباءٍ في صمود
لكن الجذب قوياً
كان أكبر
وهو أثقل
فَشِلَ الجلمودُ أن يبقى رفيعاً
يتهادى فوق نسجٍ من ضياء
بينما حاول أن يفرِد جنحان الفضائل
ليحلق
فوق مرجٍ تحته من غير طائل
شعر الجلمودُ أن الشَّدَ من أسفله قد صار هائل
ثُمَّ أنَّ الريح كانت عكسه
قاومها من دونِ طائل
كسرت أجنحةً طار بها
أصبح الريشُ هباءً في الفضاء
قوةُ التيارِ كانت عكسه تعصِفُ عصفاً
والقوى من تحته تجذِبُ جذباً
لم يَعُد يملك شيئاً
غير صوتاً دافئاً يخرج من جوفٍ لشارِد
ضاع في جوٍ من التيارِ بارد
بينما يسقُطُ حراً في الفضاء
من أعالي الكبرياء
نحو قيعان الخِواء
سَقَطَ الجُلمودُ في صَوتٍ مدوي
غابَ عن بحرِ الضياء
نام في بحرِ الضلام
كان في جو الصفاء
صار في قاع الضياع
هل لجلمود المبادئ أن يطير
فهو أثقل
إنه يسقط أسفل
حيث يستلقي على الوحلِ مكبل
كان أجمل
قبل أن يَسْقُطَ أسفل
كان أنظف
قبل أن يكسوه وحلاً كان أنظف
غير أني أحمل القلب المجنح
ليس جلموداً مجنح
فهو لا يسقط كالجلمود من عالي السماء
نحو قيعان الظلام
بل يظل الدهرَ في العليا مُحلِق
إنه ينبضُ نبضاً دائماً
نبضَ المقاوم
إنني خاطبت قلبي
أيها القلب المُقَلَّبْ
لا تَقَلَّبْ
مثل موجٍ في شتاء
أيها الجلد المُغَضَّنْ
لا تَلَوَّنْ
مثل حرباء الخلاء
يا لساني
لا تُرَدِّدْ
كلسان الببغاء
يا عيوني
لا تكوني
مثل عين نَشَفَت من غيرِ ماء
أيها القلبُ الحزين
لا تلين
كُن كطودٍ من إباء
إنهُ إحساسُ شاعر
هام في دنيا الشعائر
يبتغي دفءُ المشاعر
ليتني ما كُنْتُ شاعر
إن إحساسي بهذا القول غائر
فالأحاسيسُ بقلبِ الشاعرِ المرهفِ جائر
ليتني ما كُنتُ شاعر.
محمد بن ابراهيم الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم