تأنيث محلات الملابس الداخلية النسائية
صدر أخيراً بعد طول إنتظار قرار تأنيث
محلات الملابس الداخلية النسائية،
ثم صدر بعده قرار تأنيث محلات المستلزمات
النسائية بشكلٍ عام،
وأعقبه صدور قرار تأنيث محلات أدوات التجميل،
وكان الذي يعمل
في تلك المحلات قبل هذه القرارات فئة من الرجال،
من الشباب العزاب الأجانب،
يتعاملون
مع النساء مباشرةً، ويحتكون بهن عن قرب، ويختلون بهن خلوةً كاملةً، وهؤلاء الباعة
أغلبهم من متدنيي التعليم، ضعاف الإيمان، ضعفاء الأنفس،
ومن الحاقدين على البلد
وأهله لعدة أسباب، ف
استبشر الناس خيراً بهذه القرارات التي تأخرت كثيراً،
إلا أنهم
فوجئوا باعتراض بعض المنتسبين للعلم الشرعي، والدعوة، والحسبة،
بلا أي سبب،
سوى أعذاراً واهية، وغير مقنعة،
وأفكاراً غير منطقية،
ومنها العذر المعلب،
الذي يلجأون إليه لتحريم
أي شيء، وفي أي وقت، وبلا أي سبب،
وهو : (سد باب الذريعة)
فيجب على كل من وقف
معارضاً لهذا الأمر، ممن يصدق في دعوته، ويخلص النية في مواقفه، أن يربأ بنفسه عن
هذا الموقف،
الذي أفقد بعض من إتخذ موقفاً معارضاً له المصداقية والثقة،
يكفي من
بعض رجال الدين هذا الوقوف المشين ضد عمل المرأة في محلات لا يرتادها إلا النساء،
وجميع مافيها من بضائع تتعلق بخصوصياتهن،
لقد وصل الأمر إلى إتهام من وقف ضد تأنيث
محلات المستلزمات النسائية بعدم الغيرة،
إن جميع ما في هذا القرار من سلبيات إن
وجدت لا تمثل نقطة في بحر مما يفعله ضعاف النفوس من أفعال مشينة،
خاصةً وأن أكثر من
يعمل في هذا المجال هم من الشعوب التي تكن لنا كرهاً شديداً وحقداً دفيناً، يغذيه
جهلهم، وما جبلت عليه أنفسهم الضعيفة من الحقد على ذي النعمة، والكل يعلم ما
يفعلونه من أفعال يندى لها الجبين،
فإن كان المعارضين يقصدون قرار تأنيث محلات
المستلزمات النسائية، فآمل أن يتقبلوا كلامي، وأن يعتبر من باب إهداء النصيحة لهم،
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
(رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي)،
وليعلم الجميع
أن بقاء الباعة الفاسدين أسوأ ألف مرة من عمل المرأة في تلك المحلات،
علاوةً على أن المجتمع ليس طبقةً واحدةً،
فهناك من النساء من تحتاج العمل، بل أنه بالنسبة لها من أمس الضرورات،
أما إن كان القصد الإختلاط فيما سوى ذلك من أعمال،
أو تكليف النساء بأعمال تمس كرامتهن، أوتؤذي أنوثتنهن،
فهنا يختلف الأمر،
ويجب تصحيح القرار لا محاربته،
فالمفروض أن لا يستعجل الحكم،
فالقضية شائكة وليست سهلة، وعميقة وليست سطحية،
ولم يعد من المقبول أو المعقول أن نخدع أو نستدرج لإقرار ما يضر بالمجتمع،
ويهدم الأخلاق، ويجرح الحياء،
مثل الوقوف ضد قرار تأنيث محلات الملابس الداخلية للنساء بحجة البعض بأن ذلك سداً للذرائع،
لقد إنتهى زمن الجهل، وانحصار العلم في فئة قليلة، وأصبح اليوم أصغر فرداً في المجتمع لديه من الثقافة ما يفوق ما لدى بعض المنتسبين للعلم،
ولم يعد الناس يحتاجون للوصاية فيما يخص شؤون حياتهم،
وما يتعلق بصون أعراضهم،
وليس من حق أحد كائناً من كان أن يحجر على عقول المجتمع،
بحجة أنه الأعلم بما ينفعهم،
والأدرى بما يضرهم،
إستفت قلبك،
فلا رهبانية في الإسلام،
لقد تكون لدينا طبقتين هما الغالبتين على نسيج المجتمع،
إما دعاةً متشددين،
أو طغمةً متحررين،
علاوةً على أن المجتمع ليس طبقةً واحدةً،
فهناك من النساء من تحتاج العمل، بل أنه بالنسبة لها من أمس الضرورات،
أما إن كان القصد الإختلاط فيما سوى ذلك من أعمال،
أو تكليف النساء بأعمال تمس كرامتهن، أوتؤذي أنوثتنهن،
فهنا يختلف الأمر،
ويجب تصحيح القرار لا محاربته،
فالمفروض أن لا يستعجل الحكم،
فالقضية شائكة وليست سهلة، وعميقة وليست سطحية،
ولم يعد من المقبول أو المعقول أن نخدع أو نستدرج لإقرار ما يضر بالمجتمع،
ويهدم الأخلاق، ويجرح الحياء،
مثل الوقوف ضد قرار تأنيث محلات الملابس الداخلية للنساء بحجة البعض بأن ذلك سداً للذرائع،
لقد إنتهى زمن الجهل، وانحصار العلم في فئة قليلة، وأصبح اليوم أصغر فرداً في المجتمع لديه من الثقافة ما يفوق ما لدى بعض المنتسبين للعلم،
ولم يعد الناس يحتاجون للوصاية فيما يخص شؤون حياتهم،
وما يتعلق بصون أعراضهم،
وليس من حق أحد كائناً من كان أن يحجر على عقول المجتمع،
بحجة أنه الأعلم بما ينفعهم،
والأدرى بما يضرهم،
إستفت قلبك،
فلا رهبانية في الإسلام،
لقد تكون لدينا طبقتين هما الغالبتين على نسيج المجتمع،
إما دعاةً متشددين،
أو طغمةً متحررين،
الأولى طبقة
الدعاة المتشددين، الذين لا يأخذون في الحسبان تطور المجتمع، الذي يعتبر سنة من سنن
الحياة، ولا يضعون في الإعتبار إختلاف تفكير أفراده، في ضل تغير أنماط المعيشة،
واختلاف أساليب الحياة، ونسوا أو تناسوا مقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث
يقول :
(لا تربوا أبنائكم على ما ربيتم عليه فقد خلقوا لزمان غير زمانكم)،
(لا تربوا أبنائكم على ما ربيتم عليه فقد خلقوا لزمان غير زمانكم)،
والثانية طبقة
الطغمةً المتحررين، وهم من يسعى لتغريب المجتمع، وإفساد أفراده، دون الأخذ في
الإعتبار لتعليمات الدين، ودون الوضع في الحسبان لمحاسن الأخلاق، وقد نسوا أو
تناسوا قوله تعالى :
بسم الله الرحمن
الرحيم
(إن الذين يحبون
أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم
لا تعلمون).
صدق الله
العظيم
فالمجتمع في
الحقيقة ليس بحاجة إلى دعاة غلاة متشددين،
وليس بحاجةً إلى طغمة متحررين متهتكين،
وليس بحاجةً إلى طغمة متحررين متهتكين،
لسنا بحاجة إلى
نموذج وعظي مثالي متحجر،
لا يراعي أمور الحياة، ولا يقدر حاجات البشر،
لا يراعي أمور الحياة، ولا يقدر حاجات البشر،
ولا إلى نموذج
مادي خيالي متحرر،
لا يحفظ ديناً، ولا يراعي أخلاقاً،
لا يحفظ ديناً، ولا يراعي أخلاقاً،
بل نحن في حاجة
إلى دعاة ربانيين،
يعتقدون ويعملون بالآية الكريمة في قوله تعالى :
يعتقدون ويعملون بالآية الكريمة في قوله تعالى :
بسم الله الرحمن
الرحيم
(وَابْتَغِ
فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
صدق الله
العظيم
مشكلتنا أن بعض
الدعاة ليسوا في مستوى تطور المجتمع، ولا النمو الفكري لأفراده،
ومشكلتهم أنهم
يخافون من كل جديد فيحاربونه بتحريمه،
أما حين يرون في
أمر ما مصلحةً لهم، فإن حكمهم عليه يتغير حتى يصبح أحل من الماء الزلال،
حرموا الصور،
وهاهي صورهم في كل جريدة ومجلة وحتى في شبكات التواصل الإجتماعي مثل (فيس بوك) و
(تويتر)،
وحرموا الرائي،
وهاهم يظهرون فيه بالساعات الطوال، بل أن المقاطع التي يظهرون فيها تملأ (يوتيوب)
مثلاً،
وحرموا السفر
لغير حاجة، وهاهم في ربوع أغلب بلدان العالم،
وحرموا الربا،
وهاهم في اللجان الشرعية في البنوك الربوية، يأكلون ما حرموه وتركه الناس،
المشكلة أنهم
يسحبون مشاعرهم الشخصية، ومخاوفهم الناتجة عن إنغلاقهم الفكري على المجتمع، في
الأمور التي لا مصلحة لهم فيها،
ويحرمون كل ما لا يرون فيه مصلحةً لهم،
إلى أن يتعارض الأمر مع مصالحهم الشخصية،
حينها يصبح حلالاً زلالاً،
ويحرمون كل ما لا يرون فيه مصلحةً لهم،
إلى أن يتعارض الأمر مع مصالحهم الشخصية،
حينها يصبح حلالاً زلالاً،
يمارسون الوصاية
على الناس، مستغلين بعض خصائص المجتمع،
ومنها أن مجتمعنا
مجتمعاً أبوياً مبنياً على التسلط،
تسلط الأب على أبنائه،
والأخ الأكبر على إخوته،
والذكر على الأنثى،
تسلط الأب على أبنائه،
والأخ الأكبر على إخوته،
والذكر على الأنثى،
واحترامنا الذي
ربما نبالغ فيه لكبار السن،
وتقديسنا الغير
مبرر لكل من أطلق لحيته وخلع عقاله،
فمارسوا تسلطهم،
وفرضوا وصايتهم،
ولكن الأمر اتضح
للجميع،
وبانت دوافع بعض
من ينسبون أنفسهم للعلم الشرعي، والدعوة، والحسبة،
وعلم الجميع بحقيقتها،
وعلم الجميع بحقيقتها،
إن المسألة أصبحت
جليةً،
وأنها مجرد صراع
بين طبقات المجتمع من أجل البقاء والتميز،
وأن أغلب هذه
الأنشطة لا تعدوا كونها طمعاً في الحصول على أكبر قطعةً من الكعكة،
وصراعاً للمصالح،
تستغل فيه طيبة
الناس في هذا المجتمع، وبحثهم عن صالح الأعمال، ومن يدلهم على الخير، وحبهم المتأصل
في نفوسهم للدين وأهله،
إن أكثر ما فضح
زيف هذه الفئة القليلة من المنتسبين للعلم والدعوة هو وقوفهم ضد قرار تأنيث محلات
المستلزمات النسائية،
لأن هذا القرار
حال تنفيذه يقطع الطريق على كل مفسد،
ويسد باباً
مشرعاً للفساد والإفساد،
ويصبح المجتمع
مجتمعاً سوياً نقياً،
وهذا ما لا
يريدونه،
لأنهم عند ذلك
يصبحون جيشاً بلا عدو،
وفارساً لا يجول
في ميدان،
وغمداً ليس
بداخله سيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم