قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
{لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة} .
صدق الله العظيم .
الضمير هو أثمن ما يتصف به البشر
وهو (النفس اللوامة) التي أقسم بها الله عز وجل
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم
فهل سأل كل واحداً منا نفسه ما مدى درجة قوة الضمير لديه
هل لديك ضميراً حياً قوياً؟
وهل تتمتع بالقدرة على مقاومة الأطماع والصمود في وجه المغريات
مهما بلغت قوتها وبلا حدود للمقاومة؟
أم أن لديك حداً للمقاومة لا تستطيع بعده الصمود؟
ما هي درجة قوة ضميرك؟
وما هو الحد الذي تنكسر أو تضعف عنده مقاومتك؟
إن كنت طبيباً فإلى أي حد تقدم صحة المريض على مكاسبك المالية؟
وإن كنت مسؤلاً فما هو الحد الذي تهتز عنده نزاهتك؟
وإن كنت مؤتمناً فما هو المبلغ الذي يجعلك تخون أمانتك ؟
وإن كان معهوداً لديك بعهدة فما هو الثمن الذي تفرط مقابله عن عهدتك؟
وإن كنت صديقاً فتحت أي درجة من الضغوط تتخلى فيها عن صداقتك؟
وفي كل الأحوال وتحت كل الضغوط وأمام رياح كل المغريات
هل سألت نفسك يوماً
هل أنت جبلاً من الأخلاق وصخرةً من الضمير تتحطم عليها أمواج بحور المغريات؟
أم أنك ريشةً في مهب الريح تحركها الأطماع؟
إن العقل يمرن على التفكير السليم والحكيم بصقله بالقراءة
والنفس تطهر بالمحاسبة
مثلما يمرن الجسم بالرياضة
فعضلات الجسم تمرن بالرياضة
وعضلات العقل بالتفكير
وعضلات النفس بتنمية الضمير
إن العقل بالتعقل
والحلم بالتحلم
والطبع عموماً بالتطبع
فعليك بتعهد ضميرك وتنميته
بمحاسبة النفس في كل وقت
وهذا هو عمل النفس اللوامة العظيمة
التي أقسم بها العظيم
سبحانه وتعالى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم