إقرأ
قال تعالى :
{إقْرَأْ بِإسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*إقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ}
صدق الله العظيم
هناك إحصائية تقول نتيجتها أن كل مليون عربي يقرأون 30 كتاباً فقط كل عام ، والمقصود جميع الكتب ، من كتب الطبخ ، إلى كتب التنجيم ،
فإن صحًت هذه الإحصائية ، أو قاربت الصحة ، فهي كارثة بكل المقاييس ، فالقراءة ليست ترفاً في عالم اليوم ، بل أنها مسألة حياة أو موت ، فبالعلم والإطلاع والثقافة تحيا الشعوب ، وبالجهل تموت ، فلا نهضة ولا رخاء ولا تطور ، إلا بالعلم ، والعلم بين دفتي الكتب ، فلا يمكن الوصول للعلم إلا بالقراءة ، فالكتب مخازن تضم إنتاج أعظم العقول ، على إمتداد تاريخ البشرية ، ولا تقاس حضارة شعب من الشعوب إلا بحجم ونوعية قراءة أفراده ،
وقد أمر الله رسوله بالقراءة ، فأول آية نزلت على رسول الهدى كانت آية ((إقرأ)) ، وأول طلب طلبه منه جبريل كان ((القراءة)) ،
قال تعالى :
{إقْرَأْ بِإسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*إقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ}
وقال تعالى :
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
وقال تعالى :
{وَقُل ربِّ زِدني عِلمَاً}
وقال تعالى :
{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
وقال تعالى :
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور}
صدق الله العظيم
كما حث الرسول عليه الصلاة والسلام على العلم
قال (ص) :
(إطلبوا العلم ولو في الصين)
وقال (ص) :
(إطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)
وقال (ص) :
(من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، وما إجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده)
وقال (ص) :
(من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)
صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
كما إهتم المسلمون بالعلم ، فقد حرص الخلفاء عليه ، ومنهم الخليفة أبو جعفر المنصور الذي عرف عنه عنايته بنشر العلوم المختلفة ، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم ، وتشجيعه للترجمة إلى اللغة العربية ، ومساهمته في إنشاء(بيت الحكمة) في قصر الخلافة ببغداد ، وإشرافه عليه بنفسه ، ليكون مركزاً للترجمة إلى اللغة العربية ، وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان ، فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك ، فكلف نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية ،
ومن الخلفاء الذين ساعدوا على الرفع من مستوى العلم ، الخليفة هارون الرشيد ، الذي ساهم في تطوير (بيت الحكمة) كأول جامعة في التاريخ في بغداد ، وزوده بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض ، وكان يضم غرفاً عديدة ، تمتد بينها أروقة طويلة ، خُصصت بعضها للكتب ، وبعضها للمحاضرات ، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين ، وكانت تضم مساكن للطلاب والمعلمين وساحة جامعية بالإضافة إلى مطعم لتزويد رواد الجامعة بالغذاء ، وغدت هذه الجامعة بشكل خاص وبغداد بشكل عام ، قبلة طلاب العلم من جميع البلاد ، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين ، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية ، التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا ، من حيث غزارة العلم ، ودقة التخصص ، وحرية الرأى والمناقشة ، وثراء الجدل والحوار ، كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع ، وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم ، حتى ذاع صيته ، وطبق الآفاق ذكره ، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده ، وتطلب صداقته ،
وقد إنتشرت في بغداد صناعة الورق ، وأول مصنع لهذا الغرض أنشيء في عام 795م ، مما أدى إلى إزدهار الإنتاج العلمي ، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تستخدم جلود الحيوانات للكتابة ،
وفي عهد هارون الرشيد ورد إلي (دار الحكمة) دفعة كبيرة من الكتب ، بعد فتح هرقلة وأقليم بيزنطة ، وقد أوكل إلى يوحنا بن ماسويه مهمة ترجمة الكتب ، فلم يعد يقتصر على حفظ الكتب فقط ، بل ضم عدد من المترجمين والنسًاخ والخزنة الذين يتولون تخزين الكتب والمحافضة عليها ، والمجلدين وغيرهم من العاملين ،
أما الخليفة العباسي السابع المأمون (813-838 للميلاد) ، فقد كان مهتماً بالعلم ، ومحباً للعلماء ، وقد بلغ نشاط (بيت الحكمة) قمة ذروته في عهده ، وأولاه عناية فائقة ، ووهبهُ كثيراً من المال والوقت ، وكان يشرف عليه بنفسه ، ويـختار العلماء المتمكنين من اللغات للعمل فيه ، وقد جلب المامون عدداً من كتب اليونان والروم ،وكان حاد الذهن ، بصيراً بكل أصناف العلوم ، جمعت بغداد في عصره كل علوم الكون التي تشمل علوم الهند واليونان والسريان والفرس والبيزنطيين ، إضافة إلى ما بدأ أبناء الحضارة العربية بإبداعه ، وبذلك فقد كان بيت الحكمة خزانة للكتب ، ومركزاً للترجمة ومقراً التاليف ، ومركزاً للأبحاث ورصد النجوم ، ومن أهم ما ميز بيت الحكمة هو تنوع الكتب التي يحتويها ، فقد ضم الكتب القديمة ، والمترجمة ، والكتب التي أُلِفت للخلفاء ، والكتب التي نسخت ، مما جعلها مجمعاً علمياً عالمياً بكل ما تعنيه الكلمة ،وقد ساعد على جمع و ترجمة الكثير من الآثار اليونانية ، وقدم المكافآت للعلماء لقاء نشرهم للكتب العلمية ، وكان يتعاون مع المعتصم من أجل جلب العلماء من بلدان الإمبراطورية الإسلامية ، ومن شتى أصقاع الأرض ، وإستمالتهم للبقاء في بغداد ، بغية الاستفادة منهم ،
أما الخليفة المتوكل (847-861 للميلاد) ، فقد كان يشجع على الترجمة ، ويكافئ المترجمين والعلماء بمكافآت مادية مجزية ، إذ أنه كان يعطي المترجم قدر وزن الكتاب الذي تُرجمه ذهباً ، و كانت الترجمة بصورة عامة تتم تحت إشراف عدد من العلماء ومنهم حنين بن إسحق ،وقد ظل بيت الحكمة قائماً حتى إجتاح المغول بغداد سنة (656هـ/1258م)، حيث تم تدمير معظم محتوياته في ذلك الوقت ،
وعلى إمتداد 150 عاماً بهذا النشاط ، ترجم العرب كل كتب العلم والفلسفة اليونانية ، وحلت العربية مكان اليونانية كلغة للبحث العلمي ، وأصبح التعليم العالي أكثر تنظيماً ، وإنتشرت الجامعات في أغلب المدن الإسلامية ،
فما أحوجنا للتمسك بهذه الأوامر الإلهية ، والتأسي بالهدي النبوي ، والإقتداء بسيرة الخلفاء المسلمين ، وتقدير العلم والعلماء ، وتنشيط التأليف ، وتشجيع الترجمة ، والحث على القراءة ،
فالعلم والثقافة يجب أن تكون ركن من أركان شخصية المسلم ، وصفة من صفاته ، وميزة من مميزاته .
وقد أمر الله رسوله بالقراءة ، فأول آية نزلت على رسول الهدى كانت آية ((إقرأ)) ، وأول طلب طلبه منه جبريل كان ((القراءة)) ،
قال تعالى :
{إقْرَأْ بِإسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*إقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ}
وقال تعالى :
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
وقال تعالى :
{وَقُل ربِّ زِدني عِلمَاً}
وقال تعالى :
{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
وقال تعالى :
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور}
صدق الله العظيم
كما حث الرسول عليه الصلاة والسلام على العلم
قال (ص) :
(إطلبوا العلم ولو في الصين)
وقال (ص) :
(إطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)
وقال (ص) :
(من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، وما إجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده)
وقال (ص) :
(من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)
صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
كما إهتم المسلمون بالعلم ، فقد حرص الخلفاء عليه ، ومنهم الخليفة أبو جعفر المنصور الذي عرف عنه عنايته بنشر العلوم المختلفة ، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم ، وتشجيعه للترجمة إلى اللغة العربية ، ومساهمته في إنشاء(بيت الحكمة) في قصر الخلافة ببغداد ، وإشرافه عليه بنفسه ، ليكون مركزاً للترجمة إلى اللغة العربية ، وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان ، فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك ، فكلف نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية ،
ومن الخلفاء الذين ساعدوا على الرفع من مستوى العلم ، الخليفة هارون الرشيد ، الذي ساهم في تطوير (بيت الحكمة) كأول جامعة في التاريخ في بغداد ، وزوده بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض ، وكان يضم غرفاً عديدة ، تمتد بينها أروقة طويلة ، خُصصت بعضها للكتب ، وبعضها للمحاضرات ، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين ، وكانت تضم مساكن للطلاب والمعلمين وساحة جامعية بالإضافة إلى مطعم لتزويد رواد الجامعة بالغذاء ، وغدت هذه الجامعة بشكل خاص وبغداد بشكل عام ، قبلة طلاب العلم من جميع البلاد ، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين ، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية ، التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا ، من حيث غزارة العلم ، ودقة التخصص ، وحرية الرأى والمناقشة ، وثراء الجدل والحوار ، كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع ، وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم ، حتى ذاع صيته ، وطبق الآفاق ذكره ، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده ، وتطلب صداقته ،
وقد إنتشرت في بغداد صناعة الورق ، وأول مصنع لهذا الغرض أنشيء في عام 795م ، مما أدى إلى إزدهار الإنتاج العلمي ، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تستخدم جلود الحيوانات للكتابة ،
وفي عهد هارون الرشيد ورد إلي (دار الحكمة) دفعة كبيرة من الكتب ، بعد فتح هرقلة وأقليم بيزنطة ، وقد أوكل إلى يوحنا بن ماسويه مهمة ترجمة الكتب ، فلم يعد يقتصر على حفظ الكتب فقط ، بل ضم عدد من المترجمين والنسًاخ والخزنة الذين يتولون تخزين الكتب والمحافضة عليها ، والمجلدين وغيرهم من العاملين ،
أما الخليفة العباسي السابع المأمون (813-838 للميلاد) ، فقد كان مهتماً بالعلم ، ومحباً للعلماء ، وقد بلغ نشاط (بيت الحكمة) قمة ذروته في عهده ، وأولاه عناية فائقة ، ووهبهُ كثيراً من المال والوقت ، وكان يشرف عليه بنفسه ، ويـختار العلماء المتمكنين من اللغات للعمل فيه ، وقد جلب المامون عدداً من كتب اليونان والروم ،وكان حاد الذهن ، بصيراً بكل أصناف العلوم ، جمعت بغداد في عصره كل علوم الكون التي تشمل علوم الهند واليونان والسريان والفرس والبيزنطيين ، إضافة إلى ما بدأ أبناء الحضارة العربية بإبداعه ، وبذلك فقد كان بيت الحكمة خزانة للكتب ، ومركزاً للترجمة ومقراً التاليف ، ومركزاً للأبحاث ورصد النجوم ، ومن أهم ما ميز بيت الحكمة هو تنوع الكتب التي يحتويها ، فقد ضم الكتب القديمة ، والمترجمة ، والكتب التي أُلِفت للخلفاء ، والكتب التي نسخت ، مما جعلها مجمعاً علمياً عالمياً بكل ما تعنيه الكلمة ،وقد ساعد على جمع و ترجمة الكثير من الآثار اليونانية ، وقدم المكافآت للعلماء لقاء نشرهم للكتب العلمية ، وكان يتعاون مع المعتصم من أجل جلب العلماء من بلدان الإمبراطورية الإسلامية ، ومن شتى أصقاع الأرض ، وإستمالتهم للبقاء في بغداد ، بغية الاستفادة منهم ،
أما الخليفة المتوكل (847-861 للميلاد) ، فقد كان يشجع على الترجمة ، ويكافئ المترجمين والعلماء بمكافآت مادية مجزية ، إذ أنه كان يعطي المترجم قدر وزن الكتاب الذي تُرجمه ذهباً ، و كانت الترجمة بصورة عامة تتم تحت إشراف عدد من العلماء ومنهم حنين بن إسحق ،وقد ظل بيت الحكمة قائماً حتى إجتاح المغول بغداد سنة (656هـ/1258م)، حيث تم تدمير معظم محتوياته في ذلك الوقت ،
وعلى إمتداد 150 عاماً بهذا النشاط ، ترجم العرب كل كتب العلم والفلسفة اليونانية ، وحلت العربية مكان اليونانية كلغة للبحث العلمي ، وأصبح التعليم العالي أكثر تنظيماً ، وإنتشرت الجامعات في أغلب المدن الإسلامية ،
فما أحوجنا للتمسك بهذه الأوامر الإلهية ، والتأسي بالهدي النبوي ، والإقتداء بسيرة الخلفاء المسلمين ، وتقدير العلم والعلماء ، وتنشيط التأليف ، وتشجيع الترجمة ، والحث على القراءة ،
فالعلم والثقافة يجب أن تكون ركن من أركان شخصية المسلم ، وصفة من صفاته ، وميزة من مميزاته .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم