المسنين كانوا في وقتٍ من الأوقات هم عماد المجتمع ، وقد أدوا رسالتهم في الحياة ، وساهموا في بناء مجتمعاتهم ، وأحسنوا تربية أبنائهم ، وقد بلغوا من السن ما أقعدهم عن خدمة أنفسهم وقضاء حاجاتهم دون مساعدة ،
وليس كل المسنين لديهم من الأبناء من يعولهم ، كما أن دور الرعاية الصحية ليست المكان المناسب لمن أفنى زهرة أيامه في خدمة مجتمعه ، كما أن طاقاتها الإستيعابية محدودة ، إضافةً إلى أنها تعزل المسن عن المجتمع ، وعن البيئة المحيطة ، وعن الحياة بشكل عام ، فمن حقهم على المجتمع أن يعيشوا بين الناس ، وأن تراعى متطلباتهم ، ويوفر لهم ما يسهل حياتهم اليومية ، ويعينهم على قضاء حاجاتهم ، وعلى سبيل المثال فمن المناسب عند إنشاء مشروع أو بناء مبنى عام أو خاص أن يخصص للمسنين بعض العوامل التي تساعدهم على التحرك والإعتماد على أنفسهم ما أمكن ، مثل المصاعد ، ورافعات الكراسي المتحركة للسلالم القليلة والمداخل المرتفعة ، وتطوير النقل العام الذي يساعدهم على قضاء حاجاتهم بأنفسهم ، كما يجب على الجميع مساعدتهم قدر الإمكان ، أما من لديه أبناء فقد أغناه الله عن الغير ، ومنح أبنائه ميداناً لمرضاته وسهل لهم به طريقاً إلى الجنة ، فالجهاد ليس بالحرب فقط ، بل بمجاهدة النفس عن إرتكاب المعاصي ، وبر الوالدين .
قال الرسول (ص) لمن أراد الذهاب للجهاد : هل لديك والدان ؟
قال : نعم .
فقال علية الصلاة والسلام : (ففيهما فجاهد).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم