الصفحات

22‏/12‏/2009

الفلاسفة عبر التاريخ / برجسون

هنري برجسون


هنري برغسون (18 أكتوبر 1859 - 4 يناير 1941)، فيلسوف فرنسي. حصل على جائزة نوبل للآداب عام1927.



قسم بيرغنسون الوقت إلى نوعين الوقت العلمي الذي يقسم الساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية وهو وقت ثابت لا يتغير والوقت النفسي وهو الوقت الذي يعيشة الإنسان ويستمتع به وهو بالنسبة لبيرغنسون الوقت الحقيقي.
أعمال هذا الفيلسوف المرتكزة أساسا على نقطة جوهرية الا وهي: الفكر والمتحرك والتي اعتبرت نوعا من إنقلاب أو ثورة فلسفية.



هذا الفيلسوف الذي حظي ابان حياته بشهرة منقطعة النظير لم تتوافر لاي فيلسوف من قبل حتى صارت فلسفته بدعاً واسعة الانتشار في فرنسا توثر في دوائر مختلفة: فلسفية ودينية وادبية حدث له العكس تماما بعد وفاته اذ حدث انصراف تام أو شبه تام عن فلسفته حتى صارت تقبع في ظلال النسيان ابتداء من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم خصوصا وقد اكتسحتها الوجودية تماما.‏
على انه لا بد ان نذكر من اسباب هذه الشهرة الهائلة لبرغسون ومؤلفاته أثناء تلك الفترة اسلوبه الرائع في الفرنسية مما جعله يعد من كبار كتاب هذه اللغة ومن اجل هذا الاسلوب خصوصا منح جائزة نوبل في الآداب فأسلوبه يتسم بالطلاوة والموسيقى وبتوافر الصور ا لشعرية والتشبيهات الموفقة مما يجعل لقراءة كتبه متعة تعادل الاعمال الادبية العظمى , هذا مع الدقة في التعبير الفلسفي وجمال اسلوبه هذا كان من اهداف خصومه في هجومهم عليه: اذ اتهموه بعدم التحديد, وضباب العبارة وعدم وضوح الفكرة لكن برغسون دافع عن اسلوبه هذا باضطراره إلى التعبير عن امور جديدة كل الجدة لم تألف معانيها اللغة الموروثة, بالصور والتشبيهات وبإعطاء الالفاظ الموروثة معاني جديدة غير مألوفة في اللغة الفلسفية والعلمية والتقليدية ويرجع هذا إلى طبيعة مذهبه القائم على التغير الدائم والحركة المستمرة وعدم ثبات اي شيء ونفوذ المدة في كل موجود بحيث يصعب بل يستحيل ادخاله في الاطارات الثابتة للغة من طبيعتها التثبيت والسكون.‏
كذلك يلاحظ انه لم يلجأ ابدا إلى اختراع كلمات جديدة للتعبير عن افكاره الجديدة هذه لكنه كان يرى ان (الفلسفة في أعلى تحليلاتها وتركيباتها ملزمة بأن تتكلم اللغة التي يتكلم بها الناس) والى جمال اسلوبه في الكتابة كان محاضرا جذابا من الطراز الأول ولهذا كان يؤم محاضراته في ( الكوليج دي فرانس)حشد هائل من الناس لم يشهد هذا المعهد مثيلا له عند اي استاذ , حشدا سحرته الكلمة أكثر مما جذبته الافكار بل ربما كان 99% من هذا الحشد لا يفهم شيئا في الفلسفة بعامة.. من مؤلفاته: ( محاولة في الوقائع المباشرة للوجدان ). ( المادة والذاكرة) ,( التطور الخلاق), ( الفكر والمتحرك)...‏



فلسفة الحياة عند برغسون فيها التطبيق الأكثر منطقية وتنظيما لعيانه للمدة الخالقة ويتساءل عن معنى الحياة فيقول:( بالنسبة إلى الوجود الواعي: ان يوجد هو ان يتغير , وان يتغير هو ان ينضج, وان ينضج هو ان يخلق نفسه باستمرار ) ( التطور الخالق). ان الكون يعاني المدة والمدة معناها الاختراع وخلق الاشكال والصنع المستمر لما هو جديد على وجه الإطلاق والمدة تقدم مستمر من الماضي الذي يعرض المستقبل وينتفخ وهو يتقدم.‏
(ان استمرار التغير والاحتفاظ بالماضي في الحاضر والمدة الحقة: هذه الصفات المشتركة بين الشعور والكائن الحي). ( ان الحياة تلوح كتيار يمضي من جرثومة إلى أخرى عن طريق كائن عضوي متطور ).‏
ويتحدث برغسون عن خصائص الحياة النفسية وكيف تتحقق في الحياة النامية فالكائن الحي ليس مجرد مركب من ( عناصر سابقة) الحياة شيء غير العناصر وشيء أكثر من العناصر ان الكائن الحي ( يدوم ) ديمومة حقة اذ انه يؤكد وينمو ويهرم ويموت وهذه ظواهر خاصة به لا تبدو بأي حال في المادة البحتة وليست الأنواع الحية ناشئة من اصول متجانسة نمت وتحولت بتأثير القوى الفيزيائية والكيميائية بطريقة الصدفة العمياء.‏
ويفسر برغسون النمو والتطور بالقول: ان كل نوع من الأنواع الحية قد صدر دفعة واحدة عن ( نزوة حية ) من وجدان شبيه بوجداننا وأعلى منه فهو في النبات سبات وجمود وفي الحيوان غريزة وفي الإنسان عقل وهذه طبقات مختلفة بالطبيعة لا بالدرجة فقط اما المادة فقد نشأت من وهن التيار الحيوي أو توقفه فما هي ا لا شيء نفسي تجمد وتمدد ويعطي برغسون تشبيها هو الاتي عن نشوء المادة:( ان الماء عندما يخرج من النافورة يرتفع خطا كثيفا , ثم يهبط على شكل مروحة فتنفصل نقط الماء المتراصة فتتباعد وتتساقط في مساحة اوسع )كذلك المادة فهي شيء نفسي متراخ صار متجانسا وهي امكانية محضة وحدا ادنى من الوجود والفعل والعالم اجمع ديمومة اي اختراع وتجديد وخلق وتقدم متصل.‏



ويتناول برغسون بعض الافكار السياسية الرئيسية. فنراه يشيد بالديمقراطية لانها من بين كل النظم السياسية هي التي تعلو - في مقاصدها على الاقل- على ظروف المجتمع المغلق. ويرى ان السلام محاولة لتجاوز حالة الطبيعة الموجودة في المجتمع المغلق اذ الاصل في الحروب هو الملكية سواء اكانت فردية ام جماعية.‏
ويشيد هاهنا , بقيام ( عصبة الامم ) لكنه يرى ان منظمة دولية تهدف إلى القضاء على الحروب يجب ان تعمل للقضاء على الاسباب المؤدية للحروب تلك الاسباب هي تضخم السكان وعدم توزيع الثروة توزيعا عادلا.‏



يعتبر هنري برغسون من أكبر الفلاسفة في العصر الحديث ولعله أكبر فيلسوف على الإطلاق في النصف الأول من القرن الماضي كان نفوذه واسعا وعميقا فقد اذاع لونا من التفكير واسلوبا من التعبير تركا بصماتهما على مجمل النتاج الفكري في مرحلة الخمسينيات ولقد حاول ان ينفذ ( القيم) التي اطاحها المذهب المادي , ويؤكد ايمانا لا يتزعزع بـ( الروح ).‏






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم