كان هناك فريق من العجمان وأميرهم يقال له ابن فرثان، ويقال بأنه دوسري الأصل عجمي بالحلف وكان ذلك الفريق من البادية يجوبون مناطق سدير في وسط نجد فعزموا على أخذ بعض الإبل أوالغنم التي تعود لإحدى القرى التي يمرون بجوارها فحذرهم أحد العارفين من أخذ غنم أهل عودة سدير وقال لهم أن أهل تلك البلدة شجعان ولا يؤخذ لهم شيئ وأنهم يفكون حلالهم ويردون الزعيمة فحاولوا أن يتجنبوا مواشي أهل العودة ويغيرون على حلال غيرهم إلا أنهم أخذوا غنم أهل العودة حوالي ثمانمائة طرف في شعيب العتك وهم لايدرون أنها لهم وعندما علم أهل العودة بذلك عزموا على تعقب القوم وفك حلالهم فإجتمع منهم خمسون رجلاً إلا أنهم رأوا أن بعضهم من كبار السن وبعضهم من الصغار فانتقوا منهم ثلاثين من المجربين للمعارك وركبوا على ثلاثين مطيه ولحقوا القوم وعندما مروا الخفس رأهم السهول فقالوا سنأخذهم فعرف أمير السهول في ذلك الوقت أنهم أهل العودة فأشار عليهم بأن لايواجهونهم وقال هذولا أهل العودة لابسين أكفانهم ولاحقين القوم بيفكون حلالهم فتجنبوهم وعندما وصل أهل العودة شعيب الطوقي وجدوا العجمان وهم مضحين والقدور تطبخ من لحم الغنم اللي نهبوها وهم يضنون أن الحضر لن يطلبونهم كل هذه المسافة الطويلة المهم أنهم رأوا أهل العودة مقبلين من بعيد فأخذوا يرمونهم فلما سمع أهل العودة الرمي ورأوا دخان البنادق من بعيد نصوها والعجمان مستمرين في الرمي وأهل العودة مقبلين عليهم فلما قرب منهم أهل العودة عقلوا ابلهم محاجي وكان معهم بنادق صمع فاتفقوا على أن يطلقونها في وقت واحد حتى إذا ثار الغبار ودخان البارود هجموا هجمة رجل واحد وهذا ماحصل فعندما أطلقوا النار وتبادلوا الرمي بالبنادق وكان الخد اللي كانوا فيه العجمان مستوي مثل راحة اليد فتراجعوا فقام أهل العودة وتركوا المحاجي وبدأ الرمي من قريب وقتل أهل العودة زعيم العجمان ابن فرثان عندها تزعزعوا فوردوا عليهم أهل العودة وبدأ الضرب بالسيوف والشلف والخناجر وكان العجمان يردون أهل العودة الى إبلهم ثم يتزاهمون أهل العودة ويردونهم لقدورهم حتى كثر القتل في العجمان فانهزموا فلحقهم أهل العودة حتى غابت الشمس ثم رجعوا وعطبوا المصوبين وحملوهم على اللي بقي من الركايب حي ودفنوا الميتين ورجعوا للعودة..
وبعد هذه الوقعة صدف أن الملك عبد العزيز كان عائداً من إحدى غزواته فمر بالمكان الذي جرت فيه المعركة فأخذ يتبع أثر القوم فتارة يمشي مع أثر أهل العودة حتى يصل لمكان قدور العجمان ثم يعود مع الأثر مرة ثانية حتى يصل إلى إبل أهل العودة اللي صوبت في المعركة وهو يتعجب من ذلك حيث أن الأثر يبين أن المعركة شديدة والقتلى كثر والقوم متقاربين والخد مستوي فسأل الملك عن هؤلاء القوم وقال انا أعرف وسوم كل القبايل الا هالوسم ماعرفته فصدف أن أحد أهالي عودة سدير وهو الشجاع الشاعر حمد بن علي الفواز مرافقاً له في تلك الغزوة فأخبره بالذي حدث فتعجب حسب قول الرواة من فعل أهل العودة ومن مسيرهم هذه المسافة الطويلة في طلب حلالهم وخاصة عندما علم بأن عددهم ثلاثين رجال على ثلاثين مطية وأن عدد العجمان أكثر من مائة وخمسين رجال وكيف أنهم لحقوهم كل هذه المسافة ثم واجهوهم في خد مستوي ليس فيه مكان لإتقاء الرصاص ثم تغلبوا عليهم وهم أضعافهم وافتكوا حلالهم ورجعوا إلى بلدهم ويروى أنه قال ليت معي ميه والا خمسين من أصحاب هالجيش المذبح يقصد ابل أهل العودة اللي عقلوها محاجي ويكفونني عن حضركم وبدوكم وقال الملك عبدالعزيز لن نبرح هذا المكان إلا بعد أن نعرض فيه فتقدم حمد بن فواز وقد كان نظم قصيدة بهذه المناسبة وأدوا العرضة..
يقول حمد بن فواز :
الرقيبه قام ينخى ويومي
قال يالصبيان ياهل الحميه
قال دنوا كل حمراً ردوم
ونقوا اللي عالجوا كل هيه
لارموا باكوارهن الهدوم
وكل قرمٍ بدا ينخى خويه
بشروا طيرٍعلينا يحوم
ولد ابن فرثان ساحت دميه
وضبعة الطوقي وذيب الحزوم
عيدوا له في نهار الضحيه
والقصة الثانية كان الملك عبدالعزيز في الحجاز وكان الوقت بعد موسم الحج وعندما عزم حجاج نجد على العودة طلب منهم الملك عبد العزيز البقاء لحاجته لهم في الغزو ولم يسمح بالمغادرة إلا لمن أبدى عذره بأن معه نساء لإيصالهن فرغب بعض الذين ليس معهم مرافقين الإعتذار عن الغزوا والعودة لديارهم حيث أنهم مرهقين من الحج ومن الطريق والجو حار..
فقال حمد بن فواز هذه القصيدة
يوم ان ابوتركي ومر بالجهاد
افكرت بوجيه النشاما غدت سود
اللي تعذر صار عذره سداد
وش عذرنا ياللي على ضمر قود
حيل الى اوحت حس صوت الطراد
لكن يطردها من الحشو مفرود
والثانيه للحرب صاح المنادي
حرايب فيها ابيض السيف مجرود
حرايب فيها ابيض السيف مجرود
حرايبٍ فيها يضيع العداد
لو كثروا فيها البيارق تبي زود
لو كثروا فيها البيارق تبي زود
وطيورً يطيرن كنهن الحنادي
وسبع الدول الي ترى لبسهم سود
قالوا لنا وش موجبة هالجهاد
قلنا لهم ندرا عن الدين منقود
يالله يا الخلاق رب العباد
يارافع الرايات يامبهل الجود
انك تعز الدين واهل الجهاد
ومن كان له في جنة الخلد مقصود
1 التعليقات:
يعطيك العافية .. القصة الاولى كانت بحدود اي سنة؟ هل المذكور هو الملك عبدالعزيز الاول اثناء الدولة السعودية الاولى في 1800م ام الملك عبدالعزيز الثاني .. و شكرا
إرسال تعليق
نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم