08‏/12‏/2019

مدينة غيلان في عودة سدير



صورة قديمة ونادرة -من تصويري- لمرقب عودة سدير فوق جبل الهدف

حصن أو مدينة غيلان في عودة سدير
إحدى المراكز الرئيسية لطريق البخور








مدينة غيلان في عودة سدير بناها الملك القتباني "يدع أب غيلان" في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، وكانت إحدى المحطات الرئيسية على طريق البخور الذي يربط مملكة  قتبان بمملكة دادان في العلا..
وهذا اكتشاف حصري توصلت إليه بمجهودي الشخصي ولم يسبقني إليه أحد منذ حوالي الفي عام!

فيما يلي مقتطفات من مقال كتبته ونشرته في جريدة الجزيرة، يرد في المقال معلومات غير مسبوقة وفقني الله بفضله للوصول إليها باجتهادي الشخصي، ولم يسبقني لتلك المعلومات أحداً من المختصين من المؤرخين والباحثين ومن العامة خلال ما يقارب ألفي عام!!

بنيت مدينة غيلان على رأس هضبة مرتفعة تقع جنوب بلدة عودة سدير، وتعتبر من أقدم الآثار الموجودة في منطقة نجد، وتشتمل على بقايا مباني تدل على عمارة متطورة، وتتكون المباني من حصن أو قصر كبير يبلغ طوله مئة متر وعرضه سبعين متر، ويحوي غرف داخلية، وله ملحقات خارجية، ولا زالت أجزاء من جدرانه المبنية بالحجر شامخة، وتحيط بالحصن أسوار تتكون من جدارين مزدوجين بنيا بآلاف الأحجار الكبيرة المشذبة المصفوفة على شكل مداميك منتظمة وصب بينهما أطنان من الطين، ويبلغ ارتفاع الأسوار خمسة أمتار وعرضها مترين، ولا زالت بعض أجزاء الأسوار قائمة، أما أساسات غرف الحصن فمبنية من الحجارة الكبيرة الحجم، وتبلغ سماكة الأساسات حوالي متر، وتمثل تقسيمات لغرف متعددة الأستخدام داخل الحصن، ويتوسط الحصن بئرين حفرا في الصخور الصلبة..
يتداول أهل البلدة حول قصر غيلان عدداً من الأساطير منها: أن أحد آباره تحتوي على كنوز تحرسها الجن، وأن كل مَن حاول حفرها وإخراج الكنوز منها تصدى له الجن فمنعوه من ذلك، وأن الجن أخوال غيلان، وأنه أوصى الجن بحراسة قصره وكنوزه، وأنه صاحب أسفار لا تنقطع حتى اشتهر عنه أنه يبحث عن نهاية الأرض وأطرافها، فأطلق المثل القائل: (مات غيلان ما لحق للدنيا طرف). وأنه رزق بابنة وهو مسافر فلما عاد عرفها فقتلها..
وغير ذلك من الأساطير التي تتسم بالجهل والسذاجة ويتناقلها العامة البسطاء في إطار محاولاتهم تفسير وجود تلك المدينة المشيدة التي تضرب جذورها في عمق التاريخ..

ولكشف أسرار تلك المدينة وتحديد زمن بنائها ومعرفة هوية بانيها يجب البحث عن الظروف التي كانت سائدة في منطقة نجد وعموم الجزيرة العربية في الزمن المفترض لبنائها والذي يتناقل العامة بأنه كان قبل ظهور الإسلام، حيث كانت الممالك في جنوب الجزيرة العربية في أوج قوتها واتساع نفوذها، وكانت تزدهر العلاقات التجارية بين ممالك سبأ وحمير وقتبان ومعين وحضرموت من جهة وبين حضارات ما بين النهرين والهلال الخصيب كالآشوريين والكنعانيين والفينيقيين والإغريق والمصريين من جهة أخرى، وكانت الجزيرة العربية نقطة اتصال بين حضارات الشرق والغرب، وممر تجاري لنقل البضائع بين الهند واليونان وروما؛ ولذلك أقامت الممالك القديمة في جنوب الجزيرة العربية عدداً من المراكز والمستوطنات والقلاع والحصون والحاميات العسكرية لتأمين القوافل التجارية وحماية حركة التجارة على طول الطرق التي تربط جنوب جزيرة العرب بشمالها، ومنها طريق التجارة القديم المسمى "طريق البخور" وهو معبر تجاري دولي يربط بين الشرق والغرب، يمتد من سواحل بحر العرب إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط مروراً بالجزيرة العربية، وتستخدم الجمال لنقل البضائع على ذلك الطريق وتفرعاته..
ومن المحطات الرئيسية لطريق البخور مدينة "نجران" حيث يتفرع منها إلى ثلاثة فروع ومدينة "العلا" حيث يتفرع منها إلى ثلاثة فروع..
وينقسم طريق البخور إلي طريقين رئيسيين: أحدها يتجه عبر نجد إلى العراق وفارس وشمال الجزيرة العربية، والآخر يتجه عبر الحجاز إلى منطقة العلا شمال غرب الجزيرة العربية ومنها إلى مدينة البترا ثم إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط..
وتنقل القوافل العابرة عبر طريق البخور عدداً من المنتجات والبضائع ومنها البخور واللبان والتوابل وشتى منتجات الشرق لإيصالها إلى الغرب..
يبدأ طريق البخور من موانئ "قِنا" و"عدن" على ساحل بحر العرب مروراً بعاصمة قتبان "تمنع" ومنها إلى "مأرب" ثم إلى "نجران"..
ومن نجران يتفرع إلى ثلاثة فروع:
فرع يتجه إلى "هجر" وسواحل الخليج العربي شرق الجزيرة العربية..
فرع يتجه إلى "مكة" غرب الجزيرة العربية ومنها إلى "يثرب" ثم إلى "العلا" شمال غرب الجزيرة العربية..
فرع يتجه إلى مدينة "الفاو" في "وادي الدواسر" جنوب نجد ثم إلى "مدينة غيلان" في سدير وسط نجد..
ثم يتفرع إلى فرعين:
فرع يتجه إلى مدينة القرناء في بلاد الرافدين..
وفرع يتجه إلى مدينة ددن عاصمة مملكة دادان في تيماء والعلا شمال غرب الجزيرة العربية ليلتقي فيها بالفرع القادم عبر الحجاز..
ومن العلا يتفرع طريق البخور إلى ثلاثة أفرع:
فرع يتجه إلى المدن الفينيقية في الشام على سواحل البحر الأبيض المتوسط عبر البتراء..
فرع يتجه إلى المدن الكنعانية في فلسطين على سواحل البحر الأبيض المتوسط عبر البتراء..
فرع يتجه إلى مصر عبر سينا..
وعلى طول تلك الطرق التي تمتد آلاف الكيلومترات بنيت الحاميات التي أصبحت مستوطنات ثم تحولت بعض الحاميات والمستوطنات إلى نواة لممالك مزدهرة كمملكتي دادان ولحيان، بينما ازدهر بعضها لمدة محدودة ثم تحولت إلى أنقاض أثرية كمدينة غيلان في عودة سدير..
وعرب الجزيرة العربية هم رواد التجارة عالمياً وأقدم ممارسيها تاريخياً؛ حيث استأنسوا الجمال قبل آلاف السنين وكان ذلك كصناعة سفن وقطارات الشحن في العصر الحديث، وقبل آلاف السنين كان يوجد في الجزيرة العربية مئات الطرق التجارية منها ١٧ طريق تجاري رئيسي أشهرها طريق البخور..
والقتبانيين والمعينيين من أشهر المشتغلين بالتجارة باستخدام الجمال التي كانت عماد النقل البري، وكانت مراكزهم وحامياتهم التجارية تنتشر على امتداد طريق البخور الطويل..
ومدينة تمنع عاصمة مملكة قتبان كانت مركزاً مهماً للقوافل على طريق البخور التجاري القديم الذي كان يمتد من الهند حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى روما واليونان مروراً باليمن ونجد والحجاز والعلا والبتراء.. 
وفي تمنع عاصمة مملكة قتبان لا تزال بقايا مسلة قتبانية نقشت على جوانبها أحكام التجارة تنتصب في سوق المدينة كشاهد على ازدهار تلك العاصمة التجارية..
ومن أشهر ملوك مملكة قتبان:
- شهر غيلان بن أبشبم.
- بعم بن شهر غيلان.
- ورويل غيلان بن يهنعم.
- يدع أب غيلان..
حكم في النصف الأول من القرن الثاني قبل الميلاد، وهو أول من سك العملة الذهبية، وبنى مدينتي غيلان في جنوب ووسط الجزيرة العربية..
وتدل عدد من الدلائل على أن مدينة غيلان في عودة سدير كانت إحدى المحطات الرئيسية على طريق البخور، بناها الملك القتباني "يدع أب غيلان" في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، وطريق البخور إحدى طرق التجارة التي تربط جنوب الجزيرة العربية بشمال الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر..
ويطلق على أطلال قصر غيلان وما حوله مدينة غيلان، ويتناقل أهل عودة سدير منذ القديم أن مدينة غيلان بنيت في العصور الجاهلية، وأن بها معبداً لا يتجه محرابه إلى مكة، وأن القصر بناه شخص يدعى غيلان، وأن غيلان كان كثير الأسفار بعيد النجعة..
ويتضح من حجم القصر وموقعه أنه كان مركزاً يهيمن على إقليم سدير..
وقد أورد ياقوت الحموي في معرض حديثه عن الفقي وهو اسم العودة القديم قول السكوني: (من خرج من القريتين متياسراً -يعني القريتين اللتين عند النباج- فأول منزل يلقاه الفقي، وبها منبر، وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم، ومنبرها أكبر منابر اليمامة).
مما يعني أن العودة كانت من أكبر بلدات نجد، وأنها كانت عامرة ومزدهرة، وأن ذلك القصر كان محطةً تجارية هامة ومركزاً رئيسياً على إحدى طرق التجارة ومقراً محورياً لإدارة شؤون المنطقة..
وقد عثر في مدينة غيلان على جرار فخارية متقنة الصنع عليها رسومات جميلة ذات ألوان زاهية، وتعبر تلك الجرار حسب وصفها على صناعة متقنة وقيمة فنية ومادية تدل على تأثر من صنعها وانتماء من امتلكها لحضارة راقية ومتطورة ومزدهرة، ونتيجةً لجهل أبناء البلدة الصغار بقيمة تلك الآثار فقد تم تكسير بعضها برميها بالحجارة وهي فوق الرفوف الحجرية، فيما نهب ما تبقى منها، مع الأمل أن تكون الجهات المختصة قد عثرت على بعضها أو أجزاء منها لما لها من قيمة أثرية وتاريخية مهمة..
وبناءً على تلك الحقائق التاريخية والمكتشفات الأثرية فمن الراجح حسب اجتهادي الشخصي أن "مدينة غيلان" في عودة سدير قد بنيت في حدود منتصف القرن الثاني قبل الميلاد  -قبل حوالي ٢٢٠٠ عام- كمركز للمنطقة وكمحطة رئيسية على طريق التجارة بين مملكتي قتبان ودادان. وأرجح بأن مدينة غيلان حملت اسم الملك الذي بناها وهو الملك "يدع أب غيلان" الذي ورد في النقوش القديمة بأنه رمم كذلك مدينته "ذغلين" أو "ذو غيلان"، ومدينة "ذغيلن" أو"غيلان" هي مدينة أخرى بنفس الاسم أنشئت في عهد "يدع أب غيلان" في حدود القرن الثاني قبل الميلاد..
و"يدع أب غيلان" ملك من ملوك قتبان وهي مملكة قديمة قامت في جنوب الجزيرة العربية في حدود العام ٥٠٠ قبل الميلاد، وعاصمتها مدينة تمنع، وكانت لها علاقات تجارية بممالك دادان ولحيان شمال الجزيرة العربية. ويدع أب غيلان هو أحد أعظم ملوك مملكة قتبان، وهو أول من سك العملة الذهبية، وتم العثور على نقش ورد فيه أن الملك غيلان أجرى كذلك ترميمات في مدينة "ذو غيلان" "غيلان"، وكانت مدينة "ذغيلم" "غيلن" أو"غيلان" من المدن التي أنشئت في عهد الملك "يدع أب غيلان"، بناها في القرن الثاني قبل الميلاد عند معبد "عم ذي لبخ" الشهير الكائن في موضع "ذغيلم" بالقرب من مدينة "تمنع" عاصمة "قتبان"..
ويردد أهل العودة مثل قديم عن "غيلان" باني "مدينة غيلان" يقول: (مات غيلان ما لقى للدنيا طرف).
مما يعني أن غيلان المقصود كان ملكاً عظيماً ذا ملك شاسع ونفوذ واسع ويقوم برحلات طويلة ويقود غزوات بعيدة..
ومن الدلائل على أن "مدينة غيلان" في "عودة سدير" كانت محطة بناها القتبانيين على طريق البخور لخدمة وحماية قوافلهم التجارية ما يلي:
١- الآثار المكتشفة في المدينة ومنها جرار فخارية تعبر عن حرفية متقنة وفن راقي ينبثق من حضارة متطورة ومزدهرة.
٢- الزمن التقديري الذي بنيت فيه تلك المدينة والذي يتوافق مع العصر الذي ازدهرت فيه التجارة على طول "طريق البخور" الشهير في عصور أوج ازدهار الممالك المعينية والقتبانية في جنوب الجزيرة العربية والدادانية واللحيانية في شمال الجزيرة العربية.
٣- وقوع المدينة في قلب نجد وسط الجزيرة العربية على طريق البخور الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها وبالعراق والشام ومصر.
٤- سيطرة الملك "يدع أب غيلان" خلال تلك الفترة على جميع طرق التجارة في الجزيرة العربية من اليمن إلى العراق والشام.
٥- اكتشاف نقش قديم يرد فيه بناء الملك "يدع أب غيلان" لمدينة أخرى في مملكة قتبان تحمل نفس الاسم "ذو غيلان" قبل حوالي (٢٢٠٠) عام.
٦- تناقل أهل عودة سدير منذ القديم أن في مدينة غيلان معبداً لا يتجه محرابه إلى مكة، وأن المدينة بنيت في العصور الجاهلية ما قبل الإسلام، وأن القصر بناه شخص يدعى غيلان.
٧- ترديد أهالي العودة مثل قديم عن "غيلان" باني "مدينة غيلان" يقول: (مات غيلان ما لقى للدنيا طرف).
مما يعني أن غيلان المقصود كان ملكاً عظيماً ذا نفوذ واسع ويقوم برحلات طويلة ويقود غزوات بعيدة.
٨- حجم القصر وموقعه الذي يدل على أنه كان مركزاً يهيمن على إقليمي سدير والوشم، ففي العودة مدينة غيلان وفي أشيقر صندوق غيلان وهو أثر لبناء فوق جبل مشرف على أشيقر، ولم ينتشر ذلك الاسم إلا وغيلان شخصية ذات نفوذ كبير وله سلطة واسعة على تلك المناطق.
٩- أورد ياقوت الحموي في معرض حديثه عن الفقي وهو اسم العودة القديم حيث أورد قول السكوني: (من خرج من القريتين متياسراً -يعني القريتين اللتين عند النباج- فأول منزل يلقاه الفقي، وبها منبر، وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم، ومنبرها أكبر منابر اليمامة). مما يعني أن العودة كانت من أكبر بلدان نجد، وأن البلدة كانت مزدهرة، وأن ذلك القصر كان محطةً تجارية هامة ومركزاً رئيسياً على إحدى طرق التجارة المزدهرة ومقراً محورياً لإدارة شؤون المنطقة.
١٠- تقع بلدة عودة سدير إحدى بلدات إقليم سدير في وسط منطقة نجد على وادي سدير المعروف قديماً بـ"الفقي". وعرفت العودة قديماً باسم جماز، حيث ورد ذلك الاسم في عدد من المصادر القديمة. ذكر الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب: (ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط تستند في عارض الفقي فأول قراه جمَّاز). إلى أن يقول: (ثم تمضي في بطن الفقي وهو وادٍ كثير النخل والآبار). ويسترسل الهمداني في وصف قرى هذا الوادي إلى أن يقول: (وكذلك جماز سوقٌ في قرية عظيمة أيضاً).
ووقوع عودة سدير في قلب نجد، وفي موقع عامر تتخلله الأودية التي تنتشر على ضفافها القرى والنخيل والمزارع والآبار؛ يجعلها الممر الأمثل للقوافل المتجهة من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها، حيث تمر القوافل عبر الممر الأمثل بين القرى العامرة والمزارع وموارد المياه التي تحيط بجوانبها الصحاري القاحلة والرمال المهلكة والجبال الوعرة.
١١- تشتمل عودة سدير على أحياء قديمة منها: مدينة غيلان، وجمَّاز، والقرناء، ومسافر..
والقرناء أقدم الأحياء وتشتمل على آثار مطمورة تحت الأرض، ويلي القرناء في القدم جمَّاز وهو عبارة عن أساسات من الحجارة لأبنية متهدمة..
ولتلك المسميات دلائل توحي باشتقاقها من المدن التي تقع في بداية ونهاية طريق الحرير كتشابه:
مسمى مدينة غيلان في عودة سدير "وسط طريق البخور"
بمسمى مدينة ذو غيلان في اليمن "بداية طريق البخور"
ومسمى حي القرناء في عودة سدير "وسط طريق البخور"
بمسمى مدينة القرناء في العراق "نهاية طريق البخور"
كما أن لمسمى حي مسافر دلالة توحي بأن البلدة كانت ممراً للقوافل ومحطةً للمسافرين..
١٢- التشابه الملحوظ بين حصن غيلان في عودة سدير وحصن الرضم في تيماء، والحصنين من المحطات الرئيسية على طريق البخور، ومن أوجه الشبه البارزة والشواهد الدالة:
أ- موقع الحصنين المشيدين فوق رابيتين متوسطتي الارتفاع.
ب- تشابه أسلوب البناء ونوعية المواد المستخدمة كما يبدو من بقايا الأسوار المبنية بالحجر.
ج- تشابه فوهتي البئرين الذين حفرا في الصخر بداخل كل حصن.
د- تزامن بناء الحصنين المقدر بمنتصف القرن الثاني قبل الميلاد.
هـ- تزامن بناء الحصنين مع زمن بناء مدينة وحصن غيلان في قتبان.
و- وقوع الحصنين على طريق البخور الذي يمتد من قنا وعدن على ساحل بحر العرب، إلى مأرب وكاهل جنوب جزيرة العرب، ثم إلى غيلان وسط جزيرة العرب، وصولاً إلى ددن والرضم شمال جزيرة العرب، ثم إلى البتراء ومنها إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
ز- تزامن بناء الحصنين بعهد دولة قتبان التي سيطرت على طرق التجارة في شتى أنحاء الجزيرة العربية، وهيمنت على مملكة دادان في منطقة العلا.
ح- تزامن بناء الحصنين بعهد الملك القتباني "يدع أب غيلان". 

تلك الحقائق والدلائل والشواهد والآثار تؤكد صحة ما سبق أن توصلت إليه حول مدينة غيلان في عودة سدير من أنها كانت محطة من المحطات المحورية على طريق البخور، ومركز من المراكز الرئيسية على طريق التجارة بين مملكة قتبان جنوب الجزيرة العربية ومملكة دادان في تيماء والعلا شمال الجزيرة العربية..
وأن مدينة غيلان في عودة سدير، ومدينة ذوغيلان في قتبان، وحصن الرضم في تيماء؛ بنيت لغرض واحد وخلال عصر محدد وفي وقت متزامن..
وأن بانيها هو: يدع أب غيلان الذي بنى مدينة غيلان في قتبان، وأنها بنيت في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد عام (١٥٠ق ب)
أي قبل حوالي (٢٢٠٠) عام..

إن الحقائق والملاحظات المذكورة لا يمكن إهمالها وليس لها بديلاً أكثر منطقيةً وإقناعاً، وهي استنتاجات أرى أنها أقرب للواقع من استنتاجات بعض المؤرخين وروايات العامة التي تزعم أن الذي شيد تلك القلعة الحصينة ذات المحتويات القيمة هو مجرد بدوي فقير وراعي أغنام بسيط يتنقل في قفار صحراء الدهناء التي ولد وعاش ومات بين كثبانها، وشاعر ينظم القصائد في مدح ولاة الدولة الأموية لينال أعطياتهم، ومجرد فرد ضئيل الجسم بائس الحال فقير المال؛ فقط لأن اسمه "غيلان" الملقب بـ"ذو الرمة"؛ وهو استنتاج ضعيف يعتمد على توظيف لدلالة الاسم فقط!.

"هذه الاكتشافات الحصرية توصلت إليها بمجهوداتي الشخصية ولم يسبقني إليها أحد منذ قرابة ألفي عام"!
محمد بن إبراهيم الحسين


0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم