02‏/10‏/2017

المهد الأول للبشرية



المهد الأول للبشرية..

الجزيرة العربية هي فردوس الأرض الأقدم، وهي مهد البشرية الأول، ومنها انطلقت الهجرات البشرية الأولى..
والعرب هم أسلاف الإنسان العاقل..
واللغة العربية هي أم اللغات.. 
وبلاد العرب هي موطن أولى الحضارات في التاريخ..

"وادي عدن" تحول إلى "الخليج العربي"..
و"مروج الأحقاف" دفنتها رمال "الربع الخالي"..

مكتشفات حديثة تثبت:
أن الجزيرة العربية كانت أنسب البيئات للعيش، وأفضل المواقع للحياة على الأرض، حيث كانت غابات ومروج تجري فيها الأنهار التي ترفد آلاف البحيرات، عندما كانت الثلوج تغطي أراضي أوروبا، والمستنقعات تغطي أراضي إفريقيا..
وأنها الموطن الأول لاستئناس الخيل والجمال..
وأنها المنطلق الرئيسي للهجرات البشرية إلى شتى أنحاء الأرض..
وأن لغة العرب هي أم اللغات كافة..
وأن الحضارات العربية هي أقدم الحضارات البشرية..

بلاد العرب هي الأوسط مكاناً بين قارات الأرض، فهي قلب العالم، تتوسط قارات آسيا وإفريقيا وأستراليا وأوروبا والأميركيتين..
والعرب هم الوسط شكلاً بين جميع الشعوب، فصفاتهم هي القاسم المشترك بين الآسيوي والإفريقي والأوروبي. لأنهم منحوا جيناتهم للجميع..
يقول المستشرق هايوود:
"إن العرب في مجال المعجم يحتلون مكان المركز، سواءً في الزمان أو المكان، بالنسبة للعالم القديمِ أو الحديثِ، وبالنسبة للشرق أو الغرب".

تشير الأبحاث المختصة في علم الأرض "الجيولوجيا" وعلم الإنسان "الأنثربولوجيا" وعلم الإحاثة، والإكتشافات الأحفورية، ونتائج دراسة المستحاثات البشرية، والدراسات الجغرافية والتاريخية؛ بأن أصل الإنسان العاقل الحديث ليس من إفريقيا، بل من الجزيرة العربية، ومنها انطلقت الهجرات إلى جميع أنحاء الأرض. مما يعني بأن العرب بالإضافة إلى كونهم مهد الحضارات الإنسانية، ومنبع الديانات السماوية، فإنهم كذلك أصل البشرية، وجزيرتهم العربية هي مهد الإنسان العاقل الحديث. ولكن تم التكتم على تلك النتائج، والتركيز على الأبحاث التي ترجح بأن أصل البشر من إفريقيا، وتم الإنحياز لنتائج تلك الأبحاث ونشرها من منطلقات عنصرية، ولأسباب آيديولوجية، ولاعتبارات حضارية، حرصاً على عدم تفوق العرق العربي على الأعراق الأخرى ومنها الأوروبية من نواحي؛ العراقة في الأصول، والأقدمية في الوجود، والأسبقية في التحضر.

عندما كانت أراضي أوروبا تقبع تحت طبقات من الجليد يصل سمكها إلى نصف كيلومتر..
وكانت أراضي إفريقيا تغطيها المستنقعات..
كانت أراضي الجزيرة العربية تغطيها المروج الخضراء، والغابات التي تروى بأمطار غزيرة، وتحتوي أراضيها على آثار نحو (٧) آلاف قاع من قيعان البحيرات الجافة، وعلى مجاري لأنهار قديمة كانت تمتد لمئات الكيلومترات، لترفد تلك البحيرات.

كان الخليج العربي وادياً تجري فيه أربعة أنهر هي: دجلة والفرات من تركيا، وسيحون وجيحون من آسيا. وكانت تلك الأنهار تصب في بحيرات كبيرة في ما سمى بـ"الربع الخالي" الذي كان عبارة عن غابات ومروج. وكانت منطقة ما سمي بـ"وادي الدواسر" تخترقها الأنهار التي تنتهي بشلالات تصب في بحيرات، تموج من حولها المروج، وتزدهر على ضفافها الحضارات. وقتها كانت تلك المناطق جنةً ظليلة، وأرضاً خصبة، وأنسب مكان للعيش على وجه الأرض.

وبنهاية العصر الجليدي الأخير ذابت الثلوج الهائلة التي كانت تغطي شمال الكرة الأرضية، فغرقت مناطق كثيرة من الأرض تحت المياه، وحدث فيضان كبير غمر أراضي مناطق "الهلال الخصيب". وانهالت المياه من جميع الجهات على وادي "عدن" فتحول إلى بحر سمي بـ"الخليج العربي".

وبعد انحسار المياه أصبحت منطقة "الهلال الخصيب" خصبة نتيجة الطمي الذي جرفته مياه الفيضان..
وتغير مناخ الأرض، حيث اعتدل مناخ أوروبا، وتحولت أراضيها إلى مروج..
وزادت حرارة الأجواء في الجزيرة العربية، فتبخرت الأنهار والبحيرات، وماتت الأشجار، واندرست الأعشاب، وتصحرت الأراضي، فدفنت الأشجار والحيوانات الميتة، وتحولت إلى النفط الذي تكون من موت بيئة الحضارة الأولى، ليتفجر إكسيراً لحياة الحضارة الحديثة.

ونتيجة للجفاف الذي ضرب الجزيرة العربية زالت الحضارات، وبدأت هجرة الشعوب السامية العربية منها، فتدفقت موجات (الكنعانيين والعموريين والاكديين والبابليين والاشوريين والآراميين والكلدانيين) من جزيرة العرب إلى مناطق "الهلال الخصيب"، حيث استقروا، واكتشفوا الزراعة، وأنشأوا حضارات فجر التاريخ القديمة.

وبعد تحول حوض الترسيب العربي إلى الخليج العربي، وقبل الألفية الثامنة قبل الميلاد، تحولت آخر المناطق الرعوية في شبه الجزيرة العربية إلى مناطق صحراوية. وكان البشر الأوائل قد ارتادوا الجزيرة العربية وسكنوها منذ مئات الآلاف من السنين.

الأوساط العلمية بدأت تعترف على استحياء بأن أصل البشر من الجزيرة العربية بعد طول مكابرة من علماء الغرب، ويتضح ذلك من خلال تصريحات عدد من العلماء، ومن قراءة ما بين سطور عدد من الإكتشافات والأبحاث التي يتضح منها بأن الجزيرة العربية هي الرحم الذي احتضن البشر الأوائل؛ فيها نشأوا، ومنها انتشروا إلى جميع أنحاء العالم، وإلى إفريقيا عبر الحبشة، وليس العكس..
ومن الدلائل الكثيرة على ذلك؛ 
أن الجزيرة العربية كانت أنسب البيئات للعيش، عندما كانت الثلوج تغطي أراضي أوروبا، والمستنقعات تغطي أراضي إفريقيا..
وأن لغة العرب هي أم اللغات كافة..
وأن الحضارات العربية هي أقدم الحضارات البشرية.

لقد أثبتت الأبحاث والمكتشفات بأن العرب هم أصل البشر، وأن جزيرة العرب هي رحمهم الذي خرجوا ثم انطلقوا في هجرات متتالية ليعمروا الأرض، مما يعني بأنهم قد منحوا جيناتهم لجميع الشعوب، وفي ذلك ما فيه من مجد للعرق العربي..
يأتي ذلك بالإضافة إلى كونهم مهد الحضارة البشرية؛ باكتشافهم الزراعة، وبنائهم أولى المستوطنات، وابتكارهم الكتابة. علاوةً على أن أراضيهم كانت مهبطاً لجميع الأديان السماوية، وأن معظم الأنبياء العظام يرجعون لأصولٍ عربية مثل (إبراهيم وإسماعيل وصالح وهود ومحمد) عليهم السلام..
أما اللغة العربية فهي أتم وأكمل اللغات، وهي أم اللغات وأقدمها، لم يعرف لها طفولة، بل ولدت كاملة، وتميزت بعمقها وثرائها..
إنه الإرث العظيم الذي اختص الله به العرب دون غيرهم.

يزعم العلماء الغربيين بأن دراسة الأحافير البشرية، وتحاليل الأحماض النووية، قد أظهرت أدلة تشير إلى أن الجد المشترك للإنسان العاقل الحديث قد ظهر في إفريقيا لأول مرة قبل حوالي (٢٠٠) ألف عام، ثم انتقل إلى الجزيرة العربية، ومنها إلى مناطق الهلال الخصيب وفلسطين، ثم هاجر من تلك المناطق إلى آسيا قبل حوالي (٦٠) ألف عام. وإلى أوروبا قبل حوالي (٤٠) ألف عام، لينتشر البشر في كافة أنحاء الكوكب، ويستوطنوا جميع بقاع الأرض.

إلا أن الإكتشاف الحديثة في مجال علم الإنسان تشير إلى غير ذلك، ومنها الدراسات التي توصل إليها بعض الباحثين الأستراليين، والتي تثبت بأن تحليلات الحمض النووي الأخيرة لبقايا إنسان عثر عليه في أستراليا تشير إلى أن أصل الإنسان العصري يختلف عن الإنسان الذي عثر على بقاياه في إفريقيا. ولذلك يرى العلماء الأستراليون بأن نظرية الأصل الأفريقي للإنسان السائدة حالياً لم تعد مقبولة، ويجب البحث عن تفسيرات أخرى لأصل الإنسان في ضوء الكثير من الأدلة الجديدة التي تشي بأن الحقيقة أكثر تعقيداً مما يتصوره أنصار نظرية الأصل الأفريقي للإنسان..
ويقول الباحثون الإستراليون إن التحليلات التي أجريت على هياكل عظمية تعود لأحد أنواع الإنسان القديم لا تؤيد النظرية القائلة بأن الإنسان العصري قد جاء من إفريقيا.

إن جميع المستاحاثات الأحفورية التي وجدت في إفريقيا قبل (٢٠٠) ألف عام لا تدل على أنها لإنسان عاقل حديث، بينما وجدت الأحافير التي ثبت تشريحياً وبنيوياً بأنها لإنسان عاقل حديث في المنطقة العربية، في فلسطين تحديداً، حيث تم العثور على هياكل عظمية ثبت بأنها لبشر مكتملي الهيئة، تم دفنهم وفق طرق وطقوس تدل على تطور فكري، وعلى الإيمان بمعتقدات دينية من نوعٍ ما.

الآثار والإحافير التي اكتشفت في أوروبا تدل على أن الإنسان العاقل الحديث قد دخل القارة الأوروبية قبل ما لا يزيد عن (٤٠) ألف عام فقط، قادماً من المناطق العربية وسواحل شرق البحر الأبيض المتوسط، ويسمى هذا العرق البشري بـ(هومو سابيان) حيث قضى على عرق (النياندرثال) المتوحش الذي كان يسكن القارة الأوروبية قبل وصول الإنسان الحديث بـ (٣٠٠) ألف عام تقريباً، والذي انقرض قبل حوالي (٣٠) ألف عام تقريباً.

إن من الدلائل على كون الجزيرة العربية هي مهد الإنسانية، وإنها هي الرحم الذي خرجت منه الهجرات البشرية؛ أن تلك المنطقة كانت مروجاً وأنهاراً قبل مئات الآلاف من السنين، كما أخبر الرسول الكريم -عليه الصلاة والتسليم- وكما أثبتته الدراسات المتخصصة في ذلك المجال، مما يجعلها مكاناً مناسباً للبشر..
أما موجات الجفاف التي عمتها منذ عشرات الآلاف من السنين فتفسر انطلاق الهجرات القديمة والمستمرة منها، مما جعل عدد سكانها يقل بمرور الزمن، بسبب الظروف البيئية الطاردة التي طرأت عليها..

كما أن كمال اللغة العربية، وقدمها الذي لم يتم تحديد بداياته، يدل على أن تلك اللغة لشعب قديم، صُقلت حضارته ولغته على مر العصور، حيث يقول أحد المستشرقين الغربيين في وصف اللغة العربية: "اللغة العربية معجزة الذهن البشري، وأعجوبة التاريخ في عصوره كلها، وإذا كان التاريخ يذكر ولادة كل لغة، ويعرف مراحل نموها، ومدارج اكتمالها، فإن العربية أقدم قدمًا من التاريخ نفسه، فلا يعرفها إلا كاملة النمو، بالغة النضج".

تأتي تلك الدلائل، بالإضافة إلى الأحافير البشرية، والدراسات الحديثة للعلماء الأستراليين، التي تنفي الأصل الإفريقي للإنسان، لتؤيد كون الجزيرة العربية ليست مهداً للعروبة، ومنبعاً للإسلام فقط، بل إنها هي الموطن القديم للبشرية، حيث انطلقت هجرات الإنسان العاقل من ربوعها إلى شتى بقاع المعمورة لعمارة الأرض، ثم انطلقت منها بعد ذلك جحافل الفاتحين لهداية البشرية.

يحفل السجل الحضاري والتاريخي والأحفوري للجزيرة العربية ومنطقة الهلال الخصيب وفلسطين بالدلائل التي تؤيد أسبقية البشر في تلك المنطقة في التطور والتحضر..
ومن تلك الدلائل: 

- أثبتت الأبحاث الجيولوجية، والإكتشافات الأحفورية، بأن الجزيرة العربية كانت مروجاً خضراء، وغابات تروى بأمطار غزيرة. وتحتوي أراضيها على نحو (٧) آلاف قاع من قيعان البحيرات الجافة. وقد تم العثور على ناب فيل عمره (٣٢٥) ألف عام في شبه الجزيرة العربيةكما تم اكتشاف تمثال حجري كبير يجسد حيوان "ايكيد" وهو أحد الحيوانات التي تنتمي لفصيلة (الخيليات). وتشير النتائج الأولية إلى أن الآثار المكتشفة تعود إلى حوالي (١٠) آلاف عام. وتعكس هذه الإكتشافات الأثرية أهمية الموقع كمركز للحضارة. وتثبت بأنه كان يمثل مهد ميلاد حضارة متقدمة تعود لفترة ما قبل التاريخ، شهدت تدجين الحيوانات لا سيما الخيول للمرة الأولى خلال العصر الحجري. ويثبت هذا الإكتشاف بأن استئناس الخيول تم لأول مرة في الجزيرة العربية. فإذا ما أضفنا لذلك حقيقة أن استئناس الجمال كذلك تم على أراضيها أيضاً؛ هنا نصل لحقيقة دور الإنسان العربي القديم في بلورة الحضارة العالمية، حيث أن ترويض الجمال والخيول هو بمثابه قفزة حضارية هائله تماثل اختراع العجلة في العصور القديمة أو وسائل النقل في العصر الحديث. حيث أصبح ممكناً تبادل المعارف والعلوم والإحتكاك بين الثقافات، وسهولة تنقل البشر وانتقالهم إلى أماكن بعيدة، ونقل السلع والبضائع إلى شتى بقاع الأرض.

- ظهر الإنسان العاقل الحديث في الجزيرة العربية قبل حوالي (٢٠٠) ألف عام أو أكثر، ومنها انتقل إلى منطقة الهلال الخصيب فيما يعرف حالياً بالعراق والشام، في هجرات مستمرة، تزايدت بعد الجفاف الذي ضرب الجزيرة العربية.

- تم العثور في كهفي سخول وقفزة في فلسطين على رفات بشرية أثبتت التحاليل بأنها لبشر عاشوا في تلك المناطق قبل أكثر من  (١٢٠) ألف عام. إلا أن العلماء الغربيين يدَّعون بأن هذا الإنسان الحديث إما انه هلك أو عاد إلى إفريقيا، ويأتي هذا الزعم تفادياً للإعتراف بأن البلاد العربية هي مهد الإنسان العاقل ومنها هاجر إلى شتى بقاع الأرض، وليس إفريقيا كما تزعم الدراسات والأبحاث المنحازة.

- عثر في فلسطين على هياكل عظمية بشرية مدفونة بطريقة تدل على مراسم جنائزية متطورة، وإيمان باعتقادات دينية معينة، وقدر بأن تلك الهياكل لبشر كانوا يعيشون في فلسطين قبل أكثر من (١٠٠) ألف عام

- عثر على أقدم الهياكل العظمية التي تتطابق تشريحياً مع بنية الإنسان العاقل الحديث في فلسطين، وقدر بأنها لبشر عاشوا قبل حوالي (٩٠) ألف عام.

- عثر على أقدم عظم بشري وجد في السعودية يعود تاريخه إلى ٩٠ ألف عام. وعلى مواقع أثرية وأحفورية يعود تاريخها إلى ٥٠٠ ألف عام.
واكتشفت بعثات التنقيب الأثري السعودية البريطانية أن تاريخ الاستيطان بموقع (طعس الغضاة) بالقرب من تيماء يعود إلى نحو ٣٢٥ ألف عام. وتم العثور في موقع آخر على أدوات حجرية مثل المكاشط التي يقدر تاريخها بأكثر من ٥٠ ألف عام، وتثبت هذه الأدوات بأن الجزيرة العربية كانت مكاناً مألوفاً لاستقرار الإنسان على مدى عشرات الآلاف من السنين.
وتضمنت دراسات مشروع الجزيرة العربية الخضراء مواقع لبحيرات قديمة في صحراء النفود والربع الخالي ومؤشرات ترجح بأن تاريخها يزيد عن مليون عام.

- هاجر الإنسان العاقل الحديث، أو ما سمي بعدما دخل إلى أوروبا بـ (الكرومانيون) من الجزيرة العربية، إلى المناطق العربية الشمالية في العراق والشام وفلسطين قبل حوالي (٢٠٠) ألف عام. ثم إلى أوروبا قبل حوالي (٤٠) ألف عام. وكان يسكن أوروبا في ذلك الوقت جنساً بشرياً آخر، أقل تطوراً من الإنسان العاقل الحديث، يسمى بـ (النياندرتال)، وهذا الجنس يختلف قليلاً عن الإنسان الحديث في بعض المظاهر التشريحية، ويأكل لحوم البشر، ولا يستطيع النطق، وليس له أي صناعات متطورة أو نقوش فنية، أو رموز دينية. عكس الإنسان الحديث (الكرومانيون) القادم من بلاد العرب، والذي كان لا يختلف عن الإنسان الحالي من النواحي التشريحية والشكلية، وكان يجيد الصناعة المتطورة مثل صناعة الحلي من الأصداف والعظام، ويجيد فن النحت والرسم في المغارات، ويدفن موتاه بطريقة توحي بإيمانه ببعض المعتقدات الدينية مثل وجود حياة أخرى بعد الموت، كما أن ذلك الجنس كان قادراً على النطق، ولديه علاقات اجتماعية أكثر تطوراً، وقدرة كبيرة على التكيف مع الأوضاع المختلفة، والسيطرة على المحيط الذي يعيش فيه.

- ظهرت أولى بدايات تحول الإنسان من حياة جمع الثمار والصيد، إلى حياة الإستقرار والزراعة واستئناس الحيوانات وبناء المدن؛ في المناطق العربية، وتعتبر حضارات سومر وبابل وأشور والتي أسستها الشعوب السامية العربية التي هاجرت قبل آلاف السنين من الجزيرة العربية إلى منطقة الهلال الخصيب؛ من أوائل الحضارات البشرية، حيث تحول الإنسان من حياة الترحال إلى حياة الإستقرار، وبنيت أولى المدن في التاريخ البشري.  

- تعتبر مدينة أريحا أول مستوطنة بشرية في التاريخ، وتعتبر أقدم مدن العالم التي سكنت وما زالت مأهولة بالسكان، ويرجع تاريخها إلى أكثر من (١١) ألف عام، وتم العثور فيها على آثار تعود إلى ما قبل (٩) آلاف عام قبل الميلاد

- اكتشفت الزراعة وتدجين الحيوانات في العراق قبل (١٠) آلاف عام، وكان أول ما زرع (القمح)، وأول ما دجن (الماعز).

- اخترع المحراث والعجلة في بلاد ما بين النهرين (العراق) قبل حوالي (٨) آلاف عام، ويعتبر هذين الإختراعين من أعظم الإختراعات البشرية.

- بنيت أولى المستوطنات البشرية في (العراق) قبل حوالي (٨) آلاف عام، ثم أصبحت تلك المستوطنات أولى المدن في التاريخ قبل حوالي (٦) آلاف عام.

- اخترعت الكتابة في العراق قبل حوالي (٧) آلاف عام، وأول كتابة كانت الكتابة المسمارية، التي ابتكرتها الحضارة السومرية.

- قننت أولى القوانين في التاريخ ما يسمى بـ (قانون حمورابي) أو (شريعة حمورابي) في (العراق) على يد الملك البابلي (حمورابي)، قبل حوالي (٤) آلاف عام، وتعتبر من أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ البشري.

يتضح من ذلك بأن العرب هم أصل الإنسان العاقل الحديث..
ومكتشفي الزراعة وتدجين الحيوانات..
ومؤسسي أولى الحضارات البشرية..
وبناة أولى المدن في التاريخ..
ومبتكري أهم ابتكار في التاريخ الإنساني وهو: "الكتابة"..
ومدجني أهم حيوانين كان لهما التأثير الأكبر في الحضارة البشرية في السلم والحرب وهما: "الخيل والجمال"..
ومخترعي أهم آلتين قامت عليهما الحضارات البشرية وهما: "المحراث والعجلة"..
ومنشئي أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ وهي: "الدولة الإسلامية"..
وبلادهم هي منبع جميع الأديان السماوية..
وهذا مما يفسر محاولة الغرب التقليل من شأنهم، والحط من قدرهم، لاعتبارات عرقية وعنصرية..
ومن هنا تمت محاولة تحريف بعض الإكتشافات التي تؤيد تلك العراقة والأمجاد، ويجري تجاهلها في غالب الأحيان، ومحاولات نسبتها لغير العرب أحياناً أخرى!

وفيما يتعلق بتاريخ وخطوط الهجرات البشرية؛ فلا زال معظم العلماء والباحثين يزعمون بأنها انطلقت من قارة إفريقيا إلى بقية أنحاء العالم، حيث انطلقت حسب زعمهم من مكانٍ ما في وسط وشرق إفريقيا، ثم انتشرت في شتى أصقاع الأرض، وفي أماكن استقرارها الجديدة نشأت مجاميع بشرية ذات تاريخ وأوضاع متميزة، إلا أنها جميعها ذات أصل إفريقي..

بينما الحقيقة هي أن موجات الهجرات البشرية الأولى قد انطلقت من الجزيرة العربية؛ من مناطق جنوب شرق الجزيرة العربية إلى شواطئ الهند الغربية. ومن وسط وشمال الجزيرة العربية إلى مناطق شمال شرق الجزيرة العربية "منطقة الهلال الخصيب" ومنها إلى آسيا ثم إلى أستراليا (عبر جنوب آسيا) وإلى قارتي أميركا الشمالية والجنوبية (عبر شرق آسيا) وإلى شمال أوروبا (عبر شمال آسيا). ومن شمال الجزيرة العربية، وصولاً إلى "منطقة الشام" والسواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. ثم تنطلق الهجرات من مناطق شمال الجزيرة العربية والشام إلى مصر وشمال إفريقيا، وكذلك إلى أوروبا، التي تمت الهجرة إليها من المنطقة العربية بطريقة مباشرة (من الشام إلى جنوبها وغربها) وبطريقة غير مباشرة (من الجزيرة العربية إلى آسيا، ثم من وسط وغرب وشمال آسيا إلى شرقها وشمالها). ومن وسط الجزيرة العربية إلى اليمن في ركنها الجنوبي الغربي، ومن اليمن تنطلق الهجرات إلى شرق إفريقيا "الحبشة" ثم إلى وسط وغرب وجنوب القارة الإفريقية. حيث تنطلق خطوط الهجرات من الجزيرة العربية إلى بقية أنحاء العالم ومنها قارة إفريقيا، وليس من إفريقيا إلى الجزيرة العربية وبقية أنحاء العالم.

لقد دأب العلماء على الزعم بأن إفريقيا هي المهد الأول للبشرية، وأن الهجرات البشرية الأولى انطلقت من القارة السوداء، وكانت الأبحاث تشير دوماً إلى أن البشر قد غادروا القارة الإفريقية منذ حوالي (٦٠) إلى (٧٠) ألف عام..
ولكن ذلك الإدعاء بدأت تناقضه العديد من المكتشفات والدراسات الأثرية الحديثة، مما أدى إلى ظهور دراسة جديدة تم نشرها في الدورية العلمية "ساينس" حددت زمن مغادرة البشر لقارة إفريقيا إلى ما قبل نحو (١٢٥) ألف عام. وقد نشرت هذه الدراسة لتفادي الإعتراف بأن الجزيرة العربية هي مهد الإنسان العاقل، وأن وجود البشر في جزيرة العرب أقدم من وجودهم في قارة إفريقيا، حيث انطلقت الهجرات من الجزيرة العربية إلى إفريقيا وليس العكس.

بظهور تلك الإكتشافات للعلن توالت تعليقات بعض العلماء على الإكتشافات الأثرية في الجزيرة العربية ومنها:
"إن اكتشاف آثار قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من (١٦٠) ألف عام، في شبه الجزيرة العربية، يعتبر مؤشراً يدل على أن الهجرة البشرية الأولية بدأت من إفريقيا، ثم إلى شبه الجزيرة العربية التي منها انطلق البشر إلى العالم".
تيري د. غارسيا 
النائب التنفيذي لرئيس برامج البعثات الاستكشافية بجمعية ناشونال جيوغرافيك.

"إنها لحقيقة مدهشة أنه إلى يومنا هذا لم ينظر أحد إلى ما أعتقد أنه الدور الحيوي الذي لعبته الجزيرة العربية في هجرة البشر عبر البر".

"إنه اكتشاف مذهل فعلاً، من شأنه أن يقصم ظهر ما يجمع عليه العلماء في الوقت الحالي".
مايكل بيتراغليا؛ عالم الآثار والمختص بالهجرة البشرية.

"إن هذه الاكتشافات ستجعلنا نعيد النظر في الوسائل التي أصبح من خلالها الإنسان الحديث جنساً منتشراً على نحو عالمي".
سيمون أرميتاج؛ أستاذ الجغرافيا في جامعة لندن.

"الطريق الجنوبية للخروج من إفريقيا؛ دليل على توسع مبكر للإنسان الحديث داخل الجزيرة العربية. لكن الباحثين ليسوا متيقنين من الوجهة التي قصدها السكان في بعض أرجاء الجزيرة العربية، ويعتقد أنهم ربما تابعوا انتشارهم في أرجاء الأرض عبر ممرات تربط بين جنوب شرق الجزيرة العربية وإيران، ومن ثم إلى الهند وإندونيسيا".
البروفيسور هانز بيتر أوربمان؛ جامعة توبنغن في ألمانيا

ومن الدلائل على أن سكان الجزيرة العربية الأوائل هم أسلاف جميع البشر أن لغتهم العربية هي أم جميع اللغات البشرية؛ نستقرئ ذلك من مقولات كبار علماء اللغات والأدباء والمؤرخين والمستشرقين.. ومنها ما يلي:

"لم تبق لغة أوربية واحدة لم يصلها شيء من اللسان العربي المبين، حتى اللغة اللاتينية الأم الكبرى، فقد صارت وعاءً لنقل المفردات العربية إلى بناتها".
ميليه

"اللغة العربية لم يعرف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة، ولست أدري إن كان يوجد مثل آخر للغة جاءت إلى الدنيا مثل هذه اللغة، من غير مرحلة بدائية، ولا فترات انتقالية".
أرنست رينان (المستشرق الفرنسي).

يقول العلاَّمة الروماني بلينوس مؤلف كتاب (التاريخ الطبيعي) المتوفي في انفجار بركان فيزوف عام ٧٩م:
"إن الشعب الفينيقي حظي بالشرف العظيم لاختراعه حروف الأبجدية". 

وسبقه المؤرخ اليوناني هيرودوتس (القرن الخامس قبل الميلاد)، بقوله في كتابه (التواريخ):
"إن أولئك الفينيقيين الذين قدموا الى اليونان مع قدموس حملوا معهم الأبجدية التي لم يعرفها الإغريق من قبل".
والفينيقيون قبائل سامية عربية، هاجرت من الجزيرة العربية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط ثم رحل بعضهم إلى اليونان.

مما ورد يتضح؛
أن الإكتشافات والدراسات الحديثة تثبت؛
أن الجزيرة العربية كانت قبل حوالي (٢٠٠) ألف عام هي المكان الأنسب للعيش على الأرض.

أن جميع المستحاثات المكتشفة للإنسان العاقل تم اكتشافها في الأراضي العربية "فلسطين" التي استوطنتها مجموعات بشرية هاجرت من الجزيرة العربية قبل حوالي (٢٠٠) ألف عام. وقد ثبت بأن تلك الرفات لبشر عاشوا قبل أكثر من (١٢٠) ألف عام. وتنبئ طريقة دفنهم بتطورهم الفكري والحضاري

أن الجزيرة العربية كانت موقعاً لاكتشافات تدل على حضارة موغلة في القدم، مثل اكتشاف أنياب فيل عمرها (٣٢٥) ألف عام. وأدوات حجرية تم نحتها قبل أكثر من (٥٠) ألف عام. وأنها كانت الموقع الأول لاستئناس الخيول والجمال.

وأن اللغة العربية هي اللغة الأم لجميع اللغات.

جميع تلك الدلائل والحقائق تثبت بأن الجزيرة العربية كانت مكاناً مألوفاً لاستقرار الإنسان قبل مئات الآلاف من السنين. وأنها مهد البشرية، ومنطلق هجراتهم الأولى..
إلا أن التحيز ضد هذه الحقائق، وعدم نشر ما يثبتها من دراسات، وعدم إعلان ما يؤيدها من مكتشفات، يطرح عدداً من الأسئلة:
أين الأمانة العلمية؟!
أين شرف المهنة؟!
أين مصداقية العلماء؟!

محمد بن إبراهيم الحسين





0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم