05‏/08‏/2012

السنة والشيعة - المحجة البيضاء وطريق الظلام



السنة و الشيعة
الحق و الباطل
المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك
والطريق الأسود الذي لا يمشي فيه إلا هالك

يجب علينا نحن أتباع المنهج الصحيح،
(مذهب أهل السنة والجماعة)،
أن نعي الأخطار المحدقة بنا،
وأن نحذر من أعدائنا في العقيدة والمذهب قبل غيرهم، لأنهم الأخطر،
ولكني أرى أن محاولة هدايتهم ولو ببذل مجهود كبير،
أفضل من ترديد الكلام الذي لا فائدة منه إلا إثارة الأحقاد،
أرى أن محاولة إستمالتهم وهدايتهم إلى الطريق الصواب، مهمةً ساميةً،
تقع على عاتق مشائخنا الأفاضل، ودعاتنا الصالحين، والعامة من الناس كذلك،
عن طريق القدوة الصالحة، وحسن الخلق، ورقي التعامل،
أما ما سوى ذلك من إيغار الصدور، فلا أرى فائدةً ترجى من التركيز عليه،
يقول عليه الصلاة والسلام :
( بشروا ولا تنفروا) .
صدق الرسول الكريم.
أما بالنسبة لكرههم وعداوتهم لأهل (السنة)، فهو معروف للجميع،
ولكن محاولة هدايتهم للطريق القويم، وتنمية الإنتماء الوطني لديهم، هو التحدي الأكبر،
خاصةً للدعاة الذين نذروا أنفسهم لإحقاق الحق،
نعم يجب الحذر منهم، ولكن لا فائدة من إيغار صدورهم، بترديد مالا فائدة منه،
هدايتهم هي التحدي الأكبر،
والرسول هدى الشجر والحجر،
ولانت له قلوب الكفار والمشركين،
وأسلم على يديه اليهود وهم أشد الناس عداوةً للذين آمنوا،
ألم يسلم اليهودي الذي كان يلقي الأذى أمام بيت الرسول (ص)، لكي يطأه وهو خارجاً لصلاة الفجر،
فلما مرض ذهب الرسول (ص) إلى بيته ليعودة،
فقال اليهودي للرسول الكريم :
(كيف علمت أنني مريض) ؟!
فقال الرسول الكريم :
(إفتقدت أذاك) !!
فقال اليهودي :
(أشهد أن لا إالله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)،
ثم قال : (أشهد أن ديناً هذه أخلاق رسوله أنه الحق)،
وكان أحد اليهود ممن يظمرون ويظهرون أشد العداوة والبغض للرسول وللإسلام وأهله،
لديه إبناً مريضاً، فزاد عليه المرض، فعلم أنه يحتضر،
فتحركت فيه مشاعر الأبوة، ورغب أن يموت ابنه على الحق،
حيث لم يعد للمشاعر الدنيوية من حقد وحسد مكاناً في قلبه أمام عاطفته تجاه ابنه،
فذهب سريعاً إلى الرسول الكريم (ص)،
وقال له : تعال معي با أبا القاسم، فإن ابنى يحتضر، وأرجوا أن تكون منقذه من النار، وأن يهديه الله على يديك فيحسن خاتمته،
فذهب معه الرسول،
فلما جلس الرسول عند الغلام،
قال له :
(قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)،
فنظر الغلام إلى أبيه، وكأنه يستعطفه أن يوافق، لعلمه بكرهه للإسلام ورسوله وأتباعه،
فعلم الأب ما يريد ابنه، وتحركت فيه غريزة الأبوه، وحبه لإبنه، وخشيته عليه من عذاب القبر، ومن نار جهنم،
فرد رداً يزلزل الكيان، وتقشعر له الأبدان،
قال له :
(أطع أبا القاسم يا بني)،
فقال الغلام :
(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)،
فبكى أباه،
فقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام :
(الحمد لله الذي أنقذني به من النار)،
هذا تصرف اليهود، أشد الناس عداوةً للذين آمنوا،
قال تعالى :
( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون).
صدق الله العظيم
لقد كان اليهود يرون في كل دين، تهديداً لدينهم، وكشفاً لتزويرهم،
قتلوا المسيح عندما شعروا أنه سيهدد زيفهم، وسيفضح تحريفهم لدينهم،
وكانوا يكرهون الرسول محمد (ص) أشد الكره لهذا السبب،
لعلمهم بأن دينه هو الحق، وبأن الناس ستبعونه، وبأنه سيفضح زيفهم وتزويرهم لكتابهم المقدس، فكادوا له، وحاولوا قتله،
ولكن ورغم كل ذلك، فقد أذعنوا له، لأنهم عرفوا صدقه وفضله، وبأنه بعث بالحق والهدى والنور، فالحق يعلوا ولا يعلى عليه،
إن الشيعة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
1- الشيعة الصفويين، في إيران، وهؤلاء يدينون بالإسلام ظاهرياً، ويضمرون الحقد للمسلمين، فهم شعوبيين، ولائهم للفارسية، ويحقدون على أهل السنة، ويسبون الصحابة، ويكرهون عمر أشد الكره، لأنه بزعمهم هو الذي دمر حضارتهم الفارسية، وجعلهم يدورون في فلك العرب والعروبة، وهم يحقدون على أهل السنة، بل على الإسلام عموماً، ويتمذهبون بالمذهب الشيعي، لإتخاذه كحصان طرواده، يتسللون من خلاله إلى الإسلام، ممثلاً في الإسلام الصادق النقي، مذهب أهل السنة والجماعة، أصحاب المحجة البيضاء، التي لا يزيغ عنها إلا هالك، فهم يعلمون مناعة الإسلام ضد العدو الظاهر، فأسلموا على مذهب التشيع، لتدمير الإسلام من الداخل، وهؤلاء ليس لهم عهد ولا ذمة، فهم أعداءنا في الظاهر والباطن، ونحن في حربٍ معهم، لا يجب التهاون فيها، فهي حرب وجود، قال تعالى :
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
صدق الله العظيم
لقد تحالفوا مع ألد أعداء الإسلام من اليهود والمسيحيين الصهاينة لتدميره، وقاربوا بين مذهبهم، وبين الديانتين المحرفتين، المسيحية واليهودية، فاقتربوا من تأليه (علي) رضي الله عنه، مثلما أله المسيحيين المحرفين (عيسى) عليه السلام، وجعلوا صفات المهدي مثل صفات المسيح، وظهوره مثل الإعتقاد بنزول المسيح، وخوضه معركة تشبه المعركة التي سيخوضها المسيح عند نزوله في اعتقاد اليهود والمسيحيين الصهاينة، والتي سيدمرون فيها الإسلام، حيث يستند اليهود إلى النص العبري الوارد في سفر الرؤيا، الذي ينص على أن المعركة المسماة معركة هرمجدون، ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين، وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر)،
وهذا الإعتقاد بقيام معركة فاصلة موجود أيضاً لدى (السنة)، ولكن تفاصيله عند (الشيعة) أقرب إلى مفهوم (اليهود) و (المسيحيين الصهاينة)،
كما أن الإعتقاد بنزول المسيح، وقيام المعركة الكبرى (هرمجدون) عند (اليهود) و (المسيحيين الصهاينة)، والتي ينتصرون فيها على العرب المسلمين،
موجوداً في إعتقاد (الشيعة) عند بعث المهدي، وقتله أهل السنة من الصحابة، والكثير من قريش خاصة والعرب بشكلٍ عام، مما يدل على حقدهم على العنصر العربي، وعلى الإسلام النقي الصحيح بشكلٍ عام، ممثلاً في أهل السنة والجماعة،
ظهور المهدي عند الشيعة
يزعم الشيعة أن المهدي عندما يخرج يدعو الله سبحانه وتعالى باسمه العبراني، فيستجيب الله تعالى له دعاءه، بأن يجمع له أصحابه من كل مكان،
جاء في كتاب الغيبة للغماني :
(إذا أذن الأمام دعا الله باسمه العبراني، فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف، فهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة).
وعندما يخرج المهدي يجتمع إليه الشيعة من كل مكان، جاء في بحار الأنوار عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام قال :
(سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله ( أينما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً) قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا، يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان، فالشيعة جميعهم يجتمعون إلى القائم من كل أنحاء الأرض، وهذا الاجتماع لا يقتصر على الأحياء فقط، بل حتى الأموات يحيون ويخرجون من قبورهم ملبين نداء القائم المنتظر).
أهم أعماله بعد الخروج
أول ما يخرج يبدأ بإخراج خليفتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيعذبهما ثم يحرقهما،
جاء في المجلسي عن بشير النبال عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(هل تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام قلت : لا، قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما، ويذر بهما في الريح، ويكسر المسجد)،
وفي رواية أخرى يأتي المهدي إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فيقول يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد،
فيقول : ومن معه في القبر؟
فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر،
فيقول : أخرجوهما من قبرهما، فيخرجان غضين طَربين لم يتغير خلقهما، ولم يشحب لونهما، فيكشف عنهما أكفانهما، ويأمر برفعهما على درجة يابسة نخرة فيصلبهما عليها.
وفي الأخبار ما هو أغرب من هذا، وهو أن مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)، إذا ظهر وأتى المدينة، أخرجهما من قبرهما، فيعذبهما على كل ما وقع في العالم من الظلم المتقدم على زمانيهما، كقتل قابيل وهابيل، وطرح إخوة يوسف له في الجب، ورمي إبراهيم في النار، وإخراج موسى خائفاً يترقب، وعقر ناقة صالح، وعبادة من عبد النيران، فيكون لهما الحظ الأوفر من أنواع ذلك العذاب.
هذا ما يفعله المهدي عند الشيعة، بخليفتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وخيريَ هذه الأمة بعد نبيها ،
أما ما يفعله بأم المؤمنين عائشة بن أبي بكر، رضي الله عنهما،
فقد روى عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر (عليه السلام) :
(أما لو قد قام قائمنا لقد ودت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لأمه فاطمة،
قلت : جعُلتُ فداك، ولم يجلدها الحد؟
قال لقريتها على أم إبراهيم،
قُلت : فكَيفَ أخر الله ذلك إلى القائم؟
قال : إن الله بعث محمداً رحمة ويبعث القائم نقمة.
تعامله مع العرب و قريش
وفي تعامل المهدي مع العرب وقريش بالذات، نجد العصبية والكراهية والمقُت الشديد لهذه الأمة،
روى المجلسي في رواية : ( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس،
أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثيرٌ من الناس ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم،
والأموات كذلك لا ينجون من عذاب منتقم الشيعة، فإنه يخرجهم من قبورهم، فيضرب أعناقهم،
يروي المفيد عن أبي عبد الله أنه قال :
(إذا قام القائم من آل محمد عليه السلام، أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخر، حتى يفعل ذلك ست مرات).
ويقتل ثلثي العالم، حتى إلا يبقى إلا الثُلث، وهذا الثُلث هم الرافضة،
روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثُلث الناس فقيل له : فإن ذهبَ ثُلثا الناس فمن يبقى ؟
قال عليه السلام : أما ترضون أن تكونوا الثُلث الباقي).
وقسوة المهدي لا توصف، فإنه يقتل المولي، ويجهز على الجريح، ولا يستتيب أحداً،
ويروون زوراً عن أبي عبد الله أنه قال :
(إن علياً (عليه السلام) قال : كان لي أن أقتل المولي، وأجهز على الجريح، ولكن تركت ذلك للعاقبة من أصحابي، إن جرحوا لم يقتلوا، والقائم له أن يقتل المولي، ويجهز على الجريح).
الكعبة والمسجد
وعندهم أنه أذا المهدي فإنه يقوم بهدم كل المساجد، مبتدئاً بالكعبة، والمسجد الحرام، ثم مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حتى لا يبقى مسجد على وجه الأرض ألا هدمه، ويروون زوراً عن أبي جعفر بن محمد الصادق عندما سئل : (ياسيدي فما يَصنعُ بالبيت ؟ قال : ينقضه فلا يدع منه إلا القواعد التي هي أول بيت وضع للناس بمكة في عهد آدم عليه السلام، والذي رفعه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام منها).
المهدي يدعوا إلى دين جديد وكتاب جديد وقضاء جديد
أن أهم ما يميز عقائد الشيعة بشكلٍ عام، هو البعد عن الإسلام، وعن العروبة بشكلٍ خاص، ففي أفكارهم يتوجهون إلى المشرق، وفي عبادتهم يتوجهون إلى الفرس، وفي عقائدهم يتوجهون إلى أربابهم من فقهاء ووكلاء، والانسلاخ عن دين الإسلام، والبعد عن سُنة سيد الأنام، هو أملهم المنشود، ولوائهم المعقود، وأنظر إلى ما يروونه زوراً عن أبو جعفر : ( يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد على العرب شديد، ليس شأنه ألا السيف لا يستتيب أحداً ولا يأخذه في الله لومه لائم).
فكما يتضح، فإن دين المهدي عند الشيعة ديناً جديداً، يختلف عن دين الإسلام، ولا يستهدف إلا العرب، لأنهم مادة الإسلام، أما غيرهم، فليس له فيهم شأن، لأنهم هم من يخطط لتحطيم الإسلام، وتهديم قواعده، وتشتيت أصوله وفروعه.
ومما يدل على هذا المنهج، تتبع خطوات المهدي عند الشيعة، فهو يستفتح المدن بتابوت اليهود، كما أستفتح به اليهود من قبله، وللتابوت قيمةً مقدسةً عند اليهود، فهم يعتقدون أنهم إذا حملوا التابوت معهم في حروبهم لا ينهزمون، ويلاحظ تأثر الرافضة بهم في هذه العقيدة،
جاء في كتاب الرجعة للأحسائي رواية طويلة تصف أحوال المهدي عندما يخرج ومما جاء فيها :
(ويخرج الله التابوت الذي أمر به أرميا أن يرميه في بحيرية طبريا، فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون ورضاضة اللوح وعصا موسى وقبا هارون وعشرة أصواع من المن وشرائح السلوى التي أدخرها بنو إسرائيل لمن بعدهم فيستفتح بالتابوت المدن كما أستفتح به من كان قبله).
ومن هنا لا نتعجب أذا علمنا أنه يسير بتابوت موسى، ويقضي بقضاءه، أو يحمل حجر موسى، فإنما هو داعية لليهود، بأموال الفرس ومخططاتهم،
ويروون زوراً في الكافي عن أبا عبد الله عليه السلام يقول :
(إن قائمنا إذا قام، مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه). ويروون عن أبي عبد الله عليه السلام :
(يكون شيعتنا في دولة القائم عليه السلام سنام الأرض وحكامها، ويعطي كل رجل منهم قوة أربعين رجلاً، وقال أبو جعفر عليه السلام : ألقى الرعب في قلوب عدونا، فإذا وقع أمرنا، وخرج مهدينا، كان أحدهم أجرأ من الليث، وأمضى من السنان، يطأ عدونا بقدميه، ويقتله بكفيه).
وهذه الأقوال كلها تعتبر تمهيداً ومبرراً للقتل وسفك الدماء، وكأنه أمر بالإبادة الجماعية لمناوأيهم ومخالفيهم.
أهم ما يميز المهدي عند الشيعة هو الحكم بحكم اليهود
وهذه هي غاية هذه العقيدة عند الشيعة، فليس للإصلاح، ولا للعودة إلى دين الله (الإسلام)، ولا القضاء على الظالمين، أوجدت هذه العقيدة، وانما الدعوة لدين اليهود، والحكم بحكم آل داود،
رووا زوراً في الكافي أن أبا عبد الله قال :
(لا تذهب الدُنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكم آل داود ولا يسأل بنية، يُعطي كل نفس حقها).
ورووا زوراً أنه قال :
(إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل الناس بينة).
عقيدة المهدي عند أهل السُنة
لا يعتقد أهل ألسنه أن الأيمان بالمهدي ركناً من أركان الإسلام، أو أصلاً من أصول الدين، لا يصح الأيمان إلا به، ولم يكفروا أحداً على أساسه، ولم يبنوا عليه أي حكم من الأحكام الشرعية، أو يعطلوه، بل هو عندهم من فرعيات الإعتقاد، وأهل السنة غير مجمعين على هذه العقيدة .
الفريق الأول
فهناك من أنكرها، ومنهم العلامة ابن خلدون، والأستاذ عبد المنعم النمر في كتابه (الشيعةـ المهدي ـ الدروز) والشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس الشؤون الدينية والمحاكم الشرعية في كتابه (لا مهدي ينتظر بعد رسول خير البشر ).
والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، فقال في آخر جزء من العُرف الوردي في أخبار المهدي في تعليقه :
(يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد فيه عن المهدي وعن الرجال من الإسرائيليات).
ومع هذا الرأي كان رأي الدكتور طه الدليمي في كتابه (المهدي هذه الخُرافة)،
وقد إستند هذا الفريق على ورود هذه العقيدة في القرآن، ولا في الصحيحين (البخاري ومسلم)، وهذا يخالف المنهج القرآني في أثبات العقائد وأصَوله هي
1- أن يكون في أثبات العقيدة نصاً قرآنياً
2ـ يكون النص قطعي الدلالة
3ـ يكون كثيراً بالتكرار
4ـ يكون النص أخباراً أو أثباتاً
وهذا كله لم يتوفر في عقيدة المهدي، وإنما هي أحاديث وروايات ضعيفة، أو إيحاءً لا تقوم بها حجة، وقد تسربت إلينا بفعل التأثر بالعقائد اليهودية والنصرانية وبتأثير الشيعة .
الفريق الثاني
فريق من العلماء وأهل الحديث إعتقد بمجيء المهدي، طبقاً إلى روايات صحت عنده، وليس طبقاً إلى النظر العقلي،
ومن الذين قالوا بهذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السُنة، وكذلك الإمام القرطبي في كتابه (التذكرة بأحوال الموتى وأحوال الأخرى)، والأمام أبو الحجاج المزي في كتابه (تهذيب الكمال)، وأبن قيم الجوزية في كتابه (المنار المنيف)، والحافظ أبن حجر العسقلاني (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)،
إلا أن صورة المهدي عند أهل السُنةِ، تختلف أختلافاً كلياً عن مفهومه عند الشيعة.
المهدي عند أهل السنة
هو أخر الخلفاء الراشدين، وأئمة الهُدى والحق، يعود بالمجتمع إلى المنهج الصافي، الذي ارتضاه الله عز وجل لهذا الكون، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما مُلأت ظلماً وجوراً، حتى يكثر الخير في زمانه، ويفيض المال، ويبسط يديه على الأرض كلها، وهذه أهم الروايات الحديثة في المهدي.
هنا نظرى النظرة النقية المثالية للإعتقاد بخروج المهدي عند السنة، حيث تكون مهمته رفع الظلم وإزالة الجور
واعتقاد الشيعة الذي ينضح بالحقد والنقمة على المسلمين عامةً والعرب خاصةً وقريش بشكل أخص، وصحابة الرسول الكبار ومنهم عمر، الذي فتح (فارس)على وجه الخصوص،
كما نرى التقارب الواضح بين معتقداتهم ومعتقدات اليهود، ومحاولة تطويعها لخدمة اليهود والتقرب منهم،
ولا يستبعد أن هذا التقريب بين إعتقاداتهم واعتقادات اليهود والمسيحيين الصهاينة، نوعاً من التحالف الباطن لتدمير الإسلام والعرب، حقداً منهم بسبب تدمير حضارتهم، حضارة البغي وعبادة النار، حيث يرون يعتبرون أن الفتح الإسلامي غزواً لدولتهم الفارسية، من العنصر العربي المسلم، وأن تحريرهم من الغي والشرك المجوسي، إعتداءً من المسلمين على ديانتهم المجوسية، لقد زاغت أبصارهم، وعميت بصائرهم، وقست قلوبهم، وأصبحوا يرون الهداية غياً، والفتح الإسلامي إعتداءً، فاعتملت الأحقاد في عقولهم، واضطرمت النار في قلوبهم، وربوا أبنائهم على الحقد على العرب المسلمين، أتباع سنة الرسول الكريم،
إن التحالف اليهودي المسيحي الصفوي ملاحظ قديماً وحديثاً، وهناك ما يؤكده من الأثر الشريف، فمن المعروف أن الذين سيناصرون المسيح الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان، فمن تغاضى عن وجودهم، ومن ساندهم، ومن أعانهم بالمال والسلاح، ومن رضي بخروجهم من أرض فارس، إلى حيث يوجد المسيح الدجال لمساندته،
- هذا مع العلم بأن هناك بعض الروايات التي تقول بأن المسيح الدجال هو دولة (إسرائيل)-،
فما هذا التحالف الذي نرى بوادره اليوم رغم محاولة إخفائه،
وسيتضح في المستقل، حسب ما ينص عليه الحديث الشريف، بخروج الآلاف من إيران، لمناصر قوى الشر، ممثلة في المسيخ الدجال،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة).
صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ومما يؤكد ذلك ويؤسف له، أن إيران تسمح ببناء الكنائس المسيحية، والمعابد اليهودية، حيث تشاهد في جميع أراضيها، وتسمح بحرية العبادة لأتباع هاتين الديانتين، في حين أنها لا تسمح ببناء المساجد لأهل السنة، ولا تسمح بممارستهم لشعائرهم علناً، وتضطهدهم، وتحاول إبادتهم،
وما حصل من تطهير عرقي، في مناطق الأهواز العربية السنية، خير شاهداً على ذلك،
2- الشيعة العرب، خاصةً في لبنان، وهؤلاء أقل ما يقال فيهم بأنهم أذناب الصفويين في المنطقة، أسيادهم عبدة النار، وهم عبدة الدينار.
3- الشيعة في المملكة، وينقسمون إلى قسمين :
القسم الأول : الغلاة من شيعة القطيف وغيرهم، الذين باعوا وطنهم، وضعف ولائهم،
وأصبحوا مثل الشيعة العرب، يمثلون طابوراً خامساً لأعداء الوطن، يستغلون أي فرصةً سانحةً للإساءة إليه،
فهولاء يجب الحذر منهم، وإبعادهم عن المواقع الحساسة، وعزلهم لإشعارهم بأنهم مذنبين منبوذين،
القسم الثاني : الشيعة المعتدلين في بقية مناطق المملكة وهؤلاء هم الذين أقصدهم،
وهم الذين يمكن تكثيف محاولة هداية المعتدلين منهم، وعدم ترديد ما يوغر صدورهم،
ويساعد أعداء البلد على تحقيق رغبتهم في العمل على استدراجنا للإنزلاق في متاهات الطائفية البغيضة،
فالشيعة يعلمون أن مذهبهم باطل، وأن إعتقادهم هش، وهذا مما يسهل مهمة هدايتهم إلى الطريق الصحيح، والمنهج القويم،
كنت في إحدى الدول خارج المملكة، فحل وقت الصلاة، وكنا مجموعةً من أربعة أشخاص، فأقمناها جماعة،
وصدف أن هناك ثلاثةً من الشيعة، يصلون على طريقتهم المبتدعه، كل واحداً منهم يصلي لوحده،
وقد عطلوا من ظلالتهم صلاة الجماعة،
وعندما فرغنا من الصلاة، لحقنا واحداً منهم، وكان كبير السن، في حدود السبعين،
فقال : أشهد أنكم على حق، وأننا على باطل، وأعلمكم أننا نعتقد ذلك ونشعر به، ولكنه الحسد والعناد،
فقلت له : نعم، وأكبر دليل على ظلالكم هو تعطيل صلاة الجماعة،
فلماذا لا تقيمونها ؟!
قال : إن في مذهبنا أنه لا يؤمنا إلا إماماً من آل البيت، فإن لم يتواجد سقطت عنا، ولا يجوز أن يؤمنا أحد غيره،
فقلت له : هذه بدعةً واضحةً مثل وضوح الشمس، تدل على ظلالكم وغيكم،
هل تعلمون أن الرسول إشترط هذا الشرط ؟!
وأنه أسقطها عند عدم تواجده عليه السلام، أو تواجد أحداً من أهل بيته ؟!
ألا تعلمون أن المسلمين في حياة الرسول الكريم يؤمهم أحدهم، بغض النظر عن سنه أو أصله ؟!
ولكن الرسول (ص) يقول بما معناه : (يؤمكم أقرأكم لكتاب الله، فإن تساويتم في القراءة فأكبركم سناً)،
ألم يؤم المسلمين وفي حياة رسول الإسلام، الآدم الحبشي، والأصهب الرومي،
هؤلاء هم (الشيعة)،
وهذا مذهبهم الهش الضعيف،
فلماذا لا نقبل التحدي، ونضاعف المجهود،
خاصةً وأننا نمتلك الورقة الرابحة، والقوة الكامنة،
فنحن الذين في جانب الصواب، وهم في جانب الخطأ،
ولكن العمل أصعب من الكلام، والمهمة صعبة لا شك في ذلك،
خاصة مع من ربوا على الحقد، وزرعت في نفوسهم الرغبة في الإنتقام، وتحجرت قلوبهم،
وبلغ بهم الأمر أن ينكروا كون النبي هو المقصود بالنبوة، وأنها لعلي من دونه،
وسبوا أصحابه، فآذوه ميتاً، وآذوا أهل سنته أمواتاً وأحياء، ولكن :
(عدى قدر أهل العزم تأتي العزائم)،
فلعل الله أن يفتح على قلوبهم، كما فتح على قلوب عُباد الحجر،
وأن يهديهم إلى جادة الصواب، وطريق الحق،
وأن يسيرهم على المحجة البيضاء، التي لا يزيغ عنها إلا هالك،
فإن أبوا فقد قال تعالى :
( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
صدق الله العظيم.
محمد الحسين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم