18‏/01‏/2011

سوق الأسهم


الرسوم البيانية مصطلح فني عالمي ، ووسيلة توضيحية معروفة في الأوساط المالية وغيرها ، وهي طريقة  لرسم مسار شيء معين في الماضي ، وترجمته إلى نموذج بياني من خطين أفقي يمثل الزمن ، وعمودي يمثل القيمة ، وبرسم خط متعرج يكون إمتداده الأفقي يمثل الزمن وإنكساراته الرأسية للأسفل والأعلى تمثل التغير في القيمة ، وبدمج هذه المعطيات في مخطط بياني ، فإن حركة التغير خلال الزمن تتضح بشكل يسهل قراءته وتحليله ،
وفيما يتعلق بسوق الأسهم ، يضع البعض من المحللين رسوم بيانية ، ويتفننون في إضهارها بأشكال مميزة ، بعضها مثل الكوب ، وبعضها مثل الموجة ، وبعضها مثل غصون الأشجار ، وغير ذلك من أشكال الرسوم البيانية ، بغرض تحليل السوق السعودي ، ورسم حركة السهم المتوقعة ، وتحديد نقاط دعم ومقاومة مفترضة ،
ومن وجهة نظري فإن هذه الرسوم البيانية لا تعني شيئاً ، ولا تعبر عن شيء ذا قيمة ، ولا تقدم تحليلاً فنياً يعتمد عليه ،
الشكل البياني يمكن أن يعبر عن مسار السهم في فترة ماضية ، ويمكن أن يعبر عن مستقبل السهم ، شرط أن يكون من عمل محللين متخصصين ، وأن يتم ربطه بموقف الشركة المالي ، ومديونيتها ، وربحيتها ، وخططها الإستثمارية ، وسياساتها المستقبلية ،
فالرسوم البيانية تنبيء عن بعض الحقيقة بالنسبة لأسهم الشركات العالمية الكبيرة ، ذات السياسات الطويلة ، والربحية الثابتة ، والمطروحة في أسواق عالمية عميقة ، تم إنشائها منذ عشرات السنين ،
فيمكن الإستعانة بالرسوم البيانية لتحليل أداء سهم معين في الماضي ،
ويمكن كذلك أن تساعد في رسم حركة السهم في المستقبل ، ولكن بنسبة منخفضة من الصحة ، وفي الأسواق المحترفة وليس الناشئة ، وللأسهم الثابته التي تعود لشركات تنتهج مبدأ الشفافية ، والمطروحة في سوق لديه العمق المناسب الذي يؤدي إلى الثبات ، ومع مستثمرين ينتهجون مبدأ الإستثمار طويل المدى ، قائم على الدراسات والتحليلات المالية المحترفة والمتعمقة ، والتي تتناول جميع تفاصيل أداء الشركات ، مما يؤدي إلى أن تكون حركة السهم مبررة ، ومرتبطة بنتائج ماليه معروفة ، ومستثمرين ذوي خبرة ، وحركة بيع وشراء محسوبه ومنضبطة بضوابط ثابتة ،
ولكن في سوقنا فإنها لا تعني أي شيء على الإطلاق ،
ولكن للأسف تخصص بعض المحليين الناشئين منهم وبعض المحترفين في إشاعة هذه الرسوم للضحك على السذج والمبتدئين من المستثمرين ،
وللأسف فإن البعض قد إتخذها وسيلة ،
إما للربح المباشر بأخذ عمولات من المساهمين الذين يصدقون هذه الرسومات البيانية لجهلهم بمعناها ،
أو للربح غير المباشر بإستخدامها للتأثير على سهم معين ، وتنبؤ رحلة صعود أو إنخفاض مفترضة ، لإيهام الناس أن حركة السهم مدروسة مثل حركة بنادول الساعة ، ويمكن التنبؤ بها ورسم مسارها بأشكال مضحكة مثل الكوب أو غير ذلك من الرسوم البيانية ، بحيث يتم توجيه الناس للبيع أو الشراء ، للإستفادة من هذه التوجهات الجماعية في المضاربة ،
وإلا فمن يعلم الغيب ، ويعرف نوايا الناس متى تبيع ومتى تشتري ،
العرض والطلب عندنا مزاجي ، والمستثمرين ليسوا محترفين ، والشركات تفتقد الشفافية ، والسوق يفتقد العمق ووووووووو ،
هل حركة الأسهم في سوقنا مدروسة وهل الأسهم تتحرك إنخفاضاً وإرتفاعاً في نطاق محدد وبنسب معقولة حتى يستطيع أي شخص رسم مسارها المستقبلي ؟؟؟!!فهذه الرسومات لا تعني شيئاً في سوق ناشيء وصغير مثل سوقنا ، ولا مع مستثمرين لحضيين ، يسعون للربح السريع ، والمضاربات الغير مدروسة ، والدخول والخروج الجماعي ،
فالسوق في المملكة سوق مضاربة بنسبة 85% والشركات المدرجة فيه معظمها صغيرة أو متوسطة ما عدا 3 أو 4 شركات ، وغالب الشركات غير مستقرة ، وغير ثابتة الربحية ، ولا يوجد من حملة أسهمها مستثمرين على المدى الطويل إلا نسبة بسيطة ، والسوق من الأسواق الناشئة ، وهو سريع التقلب ، وشديد الخطورة ، ونسبة المخاطرة فيه مرتفعة ، كما أنه يفتقد الشفافية ، والعمق المناسب ، والإستثمار طويل المدى ،
وبناءً على ذلك فإن الرسوم البيانية لا تعني شيئاً ، وهي مجرد رسومات وضحك على الناس من بعض من يدعون أنهم محللين ، فمن منهم يعلم الغيب ، ويعرف نوايا الناس متى تبيع ومتى تشتري ،
العرض والطلب في السوق يخضع لقرارات غير مدروسه ، وسلوك مزاجي ، والمستثمرين ليسوا محترفين ، والشركات تفتقد الشفافية ، والسوق يفتقد العمق ووووووووو ،
فهل حركة الأسهم في سوقنا مدروسة ، وهل الأسهم تتحرك إنخفاضاً وإرتفاعاً في نطاق محدد ، وبنسب معقولة ، وأسعار منطقية ، حتى يستطيع أي شخص رسم مسارها المستقبلي ؟؟؟!!! ،
سوقنا سوق مضاربة ، والأسعار يحكمها العرض والطلب ، وهذا العرض والطلب ، متقلب ، وسريع ، وغير ثابت ، وتحكمه المزاجية ، والقرارات السريعة ، ولا يمكن بتاتاً التنبؤ بسلوكه بسبب نوعية المستثمرين ، ومزاجيتهم ، وسرعة قراراتهم الغير مدروسة في غالبها ، والتي لا تأخذ في الإعتبار ربيحية الشركة ، ولا موقفها المالي ، ولا تعتمد على تحليلات مالية محترفة ، فالسوق في غالبه يتكون من مستثمرين غير طويلي المدى ، ومعظمه سوق مضاربة قصيرة المدى ومتوسطة ، يتم الدخول فيه والشراء ، ثم البيع بعد تحقيق ربح سريع ، فيهبط السهم ، ليتم معاودة الشراء فيه مجدداً ، فيعود للإرتفاع ، ثم تحدث عملية جني أرباح ، فينخفض ، وهكذا ، وليس هناك حد أدنى للإنخفاض ، ولا حد أعلى للإرتفاع ، وجميع الإنخفاضات والإرتفاعات غير مبررة ، وإلا بماذا يفسر مثلاً إنخفاض سهم مثل سهم سابك وهو أقوى سهم في السوق ، والقيادي الأول فيه ، وسابك شركة عالمية ذات إنتاجية وأرباح شبه ثابتة ، ورغم ذلك ينزل السهم ثم يعود للإرتفاع بشكل كبير ، وفي مدة قصيرة ، دون أسباب منطقية تذكر وتبرر هذا التذبذب الكبير ،
فنصيحتي للجميع أن لا يلتفتوا لهذه الرسومات البيانية المضحكة ،
وأن لا يهتموا كذلك بالسوق ككتلة واحدة إلا في أضيق نطاق ، فإرتفاع المؤشر وإنخفاضه لا يعني شيئاً للمستثمر ، بل يوخذ به كأداة إحصائية لتحرك السوق على المدى الطويل ، فالمهم والذي على المستثمر التركيز عليه هو حركة إنخفاظ وإرتفاع الأسهم التي يستثمر فيها ، والعائد على السهم ، وربحية الشركات ، وقوائمها المالية ، ومركزها المالي ، وعدم مديونيتها ، وفاعلية سياساتها الإستثمارية ،
أما غير ذلك مثل المؤشر العام الذي يتعامل مع السوق ككتلة واحدة ، والرسوم البيانية التي تحاول تصوير حركة السهم وكأنها متوقعة وذات معنى ،
فلا يعني شيئاً ذا قيمة للمستثمر العادي .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم