29‏/12‏/2009

الخيل

الخيول العربية الأصيلة






الخيل العربية تاريخ وأصالة
الخيل العربية الأصيلة نشأت في جزيرة العرب وهي من أقدم السلالات ويعود تاريخ نشأتها إلى ثلاثة آلاف سنة تقريبا، وهي تعتبر من أجمل الخيل في العالم قاطبة لجمالها ورشاقتها وألوانها الساحرة حيث تمتاز الخيل العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، فرأسها الصغير نسبيا والمتناسق مع الرقبة يدل على الرشاقة والأصالة، ومما يزيدها جمالا تقعر قصبة الأنف قليلا، كما أن لها منخران واسعان (لتنفس أفضل) وجبهة عريضة تباعد بين العينين السوداوين الواسعتين البراقتين المستديرتين، ويعتلي رأسها أذنين قصيرتين متجانستين نهايتهما حادة وتتحركان بسرعة وتجانس غريب، ولها رقبة طويلة متناسقة مع بقية أجزاء الجسم تملأها العضلات، أما ظهرها فهو قصير مكتنز العضلات، والذيل مرتفع بشكل واضح و منبت الشعر عند ذيله قصير وان يكون الذيل مبتعد عن الفخدين في قوائم الخيل العربي الخلفيه ،و كذلك يتميز الحصان العربي بكبر حجم الصدرالذي ان دل علي شيء فانما يدل علي كبر حجم رئة الحصان العربي و التي تؤهلة للقيام بالأعمال الشاقة و تفردة في سباقات الخيل للمسافات الطويلة (الماراثون).ويتميز أيضا الحصان العربي بوجود تقعر خفيف في منطقة الظهر و التي تعتبر من محاسن الحصان العربي .وتتميز ارجل الحصان العربي بالقوة و المتانة وهي التي تؤهلة للقيام باعمال شاقة سواء في الحرب أو السباق ناهيك عن سرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله واخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظرا لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيل العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالا منقطع النظير، ولكن العجيب أنه لا يمكن الحصول على حصان جيد من تلقيح فرس عربية بفحل غير عربي بينما العكس صحيح حيث ثبت جليا أن لدم الحصان العربي مفعول السحر في تحسين السلالات الأخرى، وقد ساهمت الفتوحات الاسلامية في دخول الخيل العربية إلى أفريقيا وأوروبا، كما أن هجرة بعض القبائل العربية من جزيرة العرب إلى أفريقيا كبني هلال ساهمت أيضا في نشر هذه السلالة في شمال أفريقيا وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب، ويرجح أن الخيل العربية ترجع في أصولها إلى خمسة جياد أصيلة كان لها شأنا كبيرا في جزيرة العرب منذ زمن بعيد وهي :
كحيلة : وجاء اسمها من السواد المحيط بالعينين اللتين تبدوان كالمكحولتين عبية: وجاء اسمها من تشوالها وحفظها لعباءة راكبها على ذيلها أثناء الجريدهمة: وجاء اسمها من لونها القاتم المائل للسواد
شويمة: وجاء اسمها من الشامات الموجودة على جسمها
صقلاوية: وجاء اسمها من طريقة رفع حوافرها في الهواء عند الجري أو من صقالة شعرها وقد إحتلت الخيل في نفوس العرب مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة تعادل النفس والولد وكان إمتلاكها دليل على القوة والمنعة والهيبة، ونظرا لدورها الحاسم والمهم في المعارك والحروب نشأت علاقة حميمة بين الفارس العربي وحصانه وارتبط مصير كل منهما بالآخر يدفعهم لذلك مناخ متقلب وبيئة غير مستقرة لا تؤمن إلا بمنطق القوة والبقاء للأقوى، فوطد هذا القدر المحتوم العلاقة بينهما وأرسى قواعدها نبل الحصان العربي وذكائه ومدى اخلاصه ووفائه لصاحبه، وبادله الفارس العربي بالحب والوفاء والاخلاص من خلال اكرامه والذود عنه وعدم التفريط فيه مهما كان الثمن وعندما جاء الاسلام أبقى على مكانة الخيل عند العرب ودعاهم لامتلاكها والاعتناء بها.



وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز ففي سورة الأنفال يقول تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل).
وأقسم الله بها في سورة العاديات بقوله تعالى: (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا).
وفي الأحاديث الشريفة حث الرسول صلى الله عليه وسلم على اقتناء الخيل والاعتناء بها لما فيها من خير كقوله عليه الصلاة والسلام: (الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة) سنن إبن ماجه وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم: (الخيل ثلاثة فرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله وذكر ما شاء -يعني أن كل ذلك له حسنات- وأما فرس الشيطان فالذي يقامر عليه، وأما فرس الانسان فالذي يرتبطه الانسان يلتمس بطنها، أي للنتاج، فهي ستر من فقر) رواه أحمد وصححه الألباني .
وفي الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
ومن الأقوال المأثورة: عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز
لم يفقد الحصان منزلته مع التقدم الحضاري الحاصل بل في الواقع زاد الاهتمام به وخصوصا الخيول الأصيلة فلها الأسطبلات الراقية و الاستعراضات والسباقات والأطباء البيطريين الذين يعتنون ويشرفون عليها ويضمنون راحتها.
يقول الله في القرآن الكريم: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون).لقيت الخيل اهتماماً كبيراً، يتناول جميع أحوالها خلال المعركة ودورها فيها. فالشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي يصف أحد خيول الحرب والقتال في قصيدة طويلة وصفاً بديعاً؛ فبعد ما وصف تراكيبه المختلفة المستحبة قال:
سَلِسُ العِنَانِ إلى القتَال فعَينُه
قباءُ شاخصةٍ كعين الأحَولِ
وكأنّ مِشْيَتَه إذا نَهْنَهتَه
بالنكلِ مِشيَة شاربٍ مُسْتَعْجِل
فعليه أقتحمُ الهياج تقحُّماً
فيها وأَنْقَضُّ انقضاضَ الأَجْدَلِ
فنرى جواداً رائع الخلقة والخُلق معاً، سلس الانقياد إلى المعركة، سريع الحركة، جَمّ النشاط. وعلى مثل هذا الجواد يقتحم الفارس أعظم المعارك، وينقض على أعدائه انقضاض الصقر (الأجدل) على فريسته، وهو مطمئن من النصر والفوز.
ويقول دريد بن الصمة:
وحالبُ عودي الحرب بيني وبينها
وحربٌ تَعِلُ الموتَ صرفاً وتَنْهَلُ
قِرَاها إذا باتت لدي مَفَاضَة
وذو خِصَلٍ نَهْد المَراكِل هيكل
كَمِيش كتيس الرمل أخلص مَتْنه
ضَرِيبُ الخلايا والنقيع المعجل
عتيد لأيام الحروب كأنه
إذا انجاب ريعان العجاجة أجدل
يجاوبُ جُرداً كالسّراحين ضُمْراً
ترُود بأبواب البيوت وتصهل
ويقول الشاعر مرقش الأصغر:
شهدت به في غارة مُسبْطّرة
يُطاعن أولها فئام مُصبْح
أي صدّ بفرسه جماعة مغيرة عند إنبلاج الفجر، وهو موعِدٌ يُصبَّح فيه العَدُوُ، ويكون للمفاجأة أثرها.
ويقول العباس بن مرداس:
إذا ما شددنا شدة نصبوا لنا
صدور المذاكي والرّماح المداعسا
وأحصننا منهم فما يبلغوننا
فوارس منا يحبسون المحابسا
وجُرْدٍ كأن الأُسد فوق متونها
من القوم مرؤوساً كمياً ورائسا
وكنت أمام القوم أولَ ضاربٍ
وطاعنْتُ إذ كان الطعان مُخالسا
ويقول أحد بني عامر بن صعصعة:
بني عامر إن الخيول وقايةٌ
لأنفسكم والموت وقت مؤجل
أهينوا لها ما تُكرمون وباشروا
صيانتها والصونُ للخيل أجمل
متي تكرموها يُكْرم المرء نفسه
وكل إمريء من قومه حيث ينزل
فالشاعر يحث قومه على إكرام خيولهم في السِّلم، لأنها ستردُ هذا الكرم يوم الحربّ، حين تحمى عرضهم ومالهم.

                      

وقد تفنن الشعراء في أوصاف خيولهم وهي في طريقها للقتال، واهتموا اهتماماً فائقاً بتصوير عَدْوِها، ووضع حوافرها الصّلبة القوية على الأرض، وما تفعله بها، وما يتطاير من غبار ينعقد ويتبلد في الجو كالدُّخان، وما تسحقه من حصى، وكيف تجنح بفرسانها من مرتفع إلى ثنية جبل، كأنها أسراب القطا التي تطير سرّية سرّية. ونستشف من ذلك، أن الخيول التي يخرج عليها الفرسان للحرب أو الغارات يجب أن تكون طَمِرة (طويلة القوائم) خفيفة، ضامرة قوية ، صلبة ، ضخمة ، مفتولة العضلات. وعندما تسير إلى الموقعة فهي تُباري الإبل في سرعة عجيبة، وينافس بعضها بعضاً في السير، وتجهد نفسها في الجري، حتى تشعث وتَغْبر وتميل سروجها من شدة العدو. وهي في عدوها تنتعل جماجم القتلى. ويصور عنترة بن شداد العبسي هذا المعنى في قوله:
تدُوس على الفوارسِ وهي تَعْدُو
وقد أخذتْ جَمَاجِمهم نعالاً
ولصهيل الخيل أثناء المعركة تأثيره القوي، حيث يبعث في نفوس الفِرْسان الحمية والشجاعة والإقدام، كما يملأ قلوب الأعداء رعباً وفزعاً، فتتطاير نفوسهم هلعاً وخوفاً.
يقول عنترة أيضاً:
ألا غنِّيَا لي بالصهيل فإنه
سماعي ورقراق الدماء نُدامى
ويقول في هذا المعنى:
قح يكاد صهيل الخيل يقذفه
من سرجه مَرَحاً بالعِزِّ أو طرباً
وقد لا تصهل الخيل أثناء المعركة بل تصيح كصياح النسور، إذا اشتدّ أمرُ القِتَال، وعَظُمت عليها أوجاعها.
يقول جربية بن الأشيم الفَقْعَسي:
إذا الخيل صاحت صياح النسور
حززنا شَرَاسِيفها بالجذم

                             

وقد إستخدم العرب الخيل في حروبهم وغاراتهم ذكوراً وإناثاً. فكانوا يفضلون ذكور الخيل على إناثها في الحرب الطّاحنة، التي تعتمد على القوة والثبات. وسبب ذلك أنّ الذكور من الخيل أسرع وأجرأ، ويقاتل الفرس مع راكبه، وفيه حدة وشوساً. وبالمثل كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، ولِما خفي من أمور الحرب. كما كانوا يستحبون فحول الخيل في الصّفوف والحصون والسّير والعسكر، ولِما ظهر من أمور الحرب. وكانوا يستحبون خِصْيان الخيل في الكمين والطلائع لأنها أصبر وأبقى في الجهد، وهم لا يفضلون الإناث في الحروب الطّاحنة خشية أن تخذل صاحبها في أحرج الأوقات إذا كانت وديقاً تشتهي الفحل، لأنها ذات شبق شديد. وهم يفضلونها في الغارات والبيات لأنها تدفع البول وهي تجري، والفحل يَحْسر البول (لا يتبول أثناء جريه)، ولأن الأنثى لا صهيل لها؛ فلا يَعْرف العدو خبرهَم حتى يصلوا إليه ، وقد أشار الشعراء إلى هذا المعنى، وذكروا تفضيل ذكور الخيل على إناثها في الحروب. قال بشامة بن عمرو في هذا المعنى:
وحُشوا الحروب إذا أوقدت
رِماحاً طوالاً وخيلاً فحولا
وقال الأعشى:
وأعددت للحرب أوزارها
رِماحاً طوالاً وخيلاً ذكورا



الحصان العربي الأنبل والأجمل في العالم
تستخدم الخيول العربية مع السلالات الأخرى لتحسين قدرات تلك السلالات على الصبر و الدقة و السرعة , و تمتلك عظاما قوية و دما عربيا أصيلا , لذلك تعتبر الخيول العربية الأكثر حضورا حاليا في سباقات ركوب الخيل .
الخيول العربية نشأت في الصحراء على يد البدو العرب الرحل , و غالبا ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوى و الحماية , هذا الإرتباط الوثيق بينها و بين البشر جعلها أكثر تعلما و طاعة لهم , حيت كان يستخدمهم العرب في الحروب , و هذا ما يدفع مربي الخيول حاليا للإلتزام مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المعتدمة بالكفاءة و الإحترام .
وقد ذكر أحد الباحثين في الصفات الجسمية للحصان العربي فقال:
وهذه الخيل العراب هي أصل لكل الجياد الأصيلة في العالم وأجودها الخيل النجدية وتمتاز:
برأسها الصغير - عنقها المقوس - حوافرها الصلبة الصغيرة - شعرها الناعم - صدرها المتسع - قوائمها الدقيقة الجميلة - قوية جدا وتلوح عى وجهها علامات الجد - سريعة
ولعل من الأمور الهامة التي كان لها العامل الأكبرفي صيانة هذا العرق النبيل واصطفئه اهتمام العرب وولعهم الشديد بأنساب خيولهم وأصلها فكانوا يقطعون المسافات الطويلة مع خيلهم ليصلوا بها الى فحل ماجد العرق معروف النسب والحسب فيلقحونها منه وهم مطمئنوا البال مرتاحوا الخاطر .
خيل الرسول صلى الله عليه وسلم
السكب: وقد اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم من أعرابي بعشرة أوراق، وكان اسمه "الضرس" وكان عليه يوم أحد
المرتجز: سمي بذلك لحسن صهيله، وقد اشتراه من أحدهم
البحر: إشتراه من تجار قدموا من اليمن، فسبق عليه عدة مرات
سبحة: إشتراه من أعرابي من جهينة بعشرة من الإبل
اللحيف: أهداه له مروة بن عمرو من أرض البلقاء، وقيل أهداه له ربيعة بن أبي البراء
الظّرب: أهداه له فروة بن عمرو الناقرة الجذامي
الورد: أهداه له تميم الداري
الملاوح: أهداه له وفد من الرهاويين
اللزاز: أهداه له المقوقس
أشهر خيل العرب
يذكر ابن عبد ربه من مشاهير خيل العرب
الوجيه ولاحق: لبني أسد ، الصريح: لبني نهشل ، ذو العقال: لبني رباح ، النعامة: فرس للحارث بن عباد الربعي ، الأبجر: لعنترة العبسي وهو ابن النعامة ، داحس: فحل لقيس بن زهير ، الغبراء: أنثى لحذيفة بن بدر: وقصتها معروفة ومشهورة قامت من أجلها حرب داحس والغبراء التي دامت أربعين عاما.
وذكر الأنباري حين قال ان أفضلها مركبا وأكرمها عندنا وأشرفها بالإضافة الى ان يكون حديد النفس جريء المقدم أن يكون:
قصير الثلاث: العسيب والظهر والرسغ
طويل الثلاث: الأذن والخد والعنق
رحب الثلاث: الجوف والمنخر واللبب
عريض الثلاث: الجبهة والصدر والكفل
صافي الثلاث: اللون واللسان والعين
أسود الثلاث: الحدقة والجحفلة والحافر
غليظ الثلاث: الفخذ والوظيف والرسغ



صفات الخيل العربية الأصيلة
1 - الرأس
رأس الحصان تاج محاسنه ، وأول ما يلفت النظر فيه ، ومنه نستدل على أصالته ومزاجه وصفاته ، وإذا كانت قوة الحصان بظهره وقوائمه ، فإن جماله في رأسه ، وأفضل الرؤوس وأجملها ما كان صغيرا أو معتدلا في الضخامة، ناعم الجلد خاليا من الوبر متجردا من اللحم مستقيم الأذنين رحب الجبهة واسع الشدق كبير العينيين متناسق الأعضاء متناسبا في الجسم ، وفي الرأس الأذنان والناصية والجبهة والعينان والخدان والأنف والفم واللسان والجحفلة.



2 - الأذنان
أذنا الجواد العربي الأصيل طويلتان منتصبتان رقيقتان دقيقتان في الطرف كالأقلام ، ملساوان صافيتان ، يدل انتصاب الأذنين على احتفاظ الجواد بقوته ونشاطه ، في حين يدل ارتخاؤهما على التعب والإرهاق والعجز ، والخيل بصفة عامة قوية السمع حتى إنها تسمع وقع حوافر الخيل القادمة من بعيد وتنبه أصحابها إلى القادمين عليهم قبل أن يظهروا ، فهي بهذه الحالة تقوم مقام جهاز الإنذار .
قال امرئ القيس :
له أذنان يعرف العتق منهما
كسامع مذعورة وسط ربرب



3 - الناصية
هي ما استرسل من الشعر على جبهة الحصان وتنبت بين الأذنين ، ويسميها العرب ( السعف ) تشبها لها بسعف النخل ، والناصية تقي عيني الحصان من أشعة الشمس والغبار والذباب ونحو ذلك ، ويستحب أن تكون طويلة لينة شديدة السواد صافية اللون لينة الشكير وهو ما أطاف بمنبت الناصية من زغب ، معتدلة الشعر بحيث لا يكون خفيفا ولا مفرطا في الكثرة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ) وترسل العرب شعر الناصية نحو الجهة اليمنى من العنق ويرسله الغرب نحو الجهة اليسرى ، ويستقبح جز شعر الناصية ، وخاصة عند أهل البادية الذين يحافظون عليه أشد محافظة .
قال امرئ القيس :
وأركب في الروع خيفانه
كسا وجهها سعف منتشر



4 - الجبهة .. في الجبهة سر من أسرار جمال الحصان ، وخاصة وجهها ، ويستحسن أن تكون عريضة ومسطحة وواسعة ومستديرة ، ويفضل بعضهم أن تكون محدبة ، وأجمل الجبهات ما كان فيها غرة في وسطها .
5 - العينان
يجب أن تكون عينا الجواد العربي الأصيل كبيرتين مستطيلتين صافيتين براقتين كحلاوين شاخصتين مملوءتين حدة ، سليمتين من الأمراض ، رقيقتي الجفن ، بعيدتي النظر مع اتساع ما بينهما وبعدهما عن الأذن .
6 - الخدان
يستحب فيهما الأسالة ، والملاسة ، وقلة اللحم ، مع اتساع ما بين الحنكين .
7 - الأنف أو الخطم
يستحب أن يكون مستقيما ، طويل القصبة ، متصلا بالجبهة اتصالا لطيفا دون تحدب ، ويجب أن يكون المنخران واسعتين ومستديرتين ، رقيقتي الحواشي ، متباعدتين ، وذلك كي يسهل على الجواد التنفس وخاصة عند الركض .
قال امرئ القيس :
لها منخر كوجار الضباع
فمنه تريح إذ تنبهر
8- الفم
يستحسن في الفم طول الشدقين أو سعتهما ، لأن الشدق الضيق يعرض الشفة للضغط تحت اللجام ، فتعترض بينه وبين لثة الفك ، أما في الشدق الواسع ، فإن اللجام يؤثر في اللثة مباشرة ، وكلما طال الشدقان قصر العذار ، وهو الجزء من اللجام المحيط بالرأس والمنتهي بنهاية الشدقين .
9 - اللسان والجحفلة
يستحسن في اللسان أن يكون طويلا ، وذلك لكثرة ريق الجواد ، ويستحسن بالجحافل ، وهي عند الفرس كالشفاه عند الإنسان ن أن تكون رقيقة ليسهل عليه تناول العلف .



10 - العنق
للعنق أهمية عظيمة في جسم الجواد ، فعلى طولها وقصرها تتوقف الحركة ، ويعرف عنقه أو هجنته ، فالعنق القصيرة والغليظة تعيق الجواد عن الجري بسبب التصاقها بالكتفين وكثرة اللحم الذي يربطها بهما ، وذلك بعكس العنق الطويلة المتحررة من الالتصاق بالكتفين ، ويستحسن في العنق أن تكون مستقيمة ، رقيقة الجلد ، دقيقة المذبح ( مقطع الرأس من الباطن ) ، ظاهرة عروقها ، تأخذ بالاتساع تدريجيا نحو الكتفين والصدر .
وروي أن سليمان بن ربيعه فرق بين العتاق والهجن بالأعناق ، فدعا بطست من ماء ، فوضعت على الأرض ، ثم قدمت الخيل إليها واحدا واحدا ، فما ثنى سنبكه ثم شرب هجنه ، وما شرب ولم يثني سنبكه جعله عتيقاً ، وذلك لأن أعناق العتاق طوال بعكس أعناق الهجن .



11 - العرف
هو شعر عنق الحصان ، وينبت على حافة العنق العليا ، ويستحسن أن يكون طويلا ، مسترسلاً ، أسود حالكاً كشعر النساء .
قال الشاعر :
ثم وثبنا على عوج مسومة
أعرافهن لأيدينا مناديل



12- الجذع أو الجفرة
الجذع هو المهم بالنسبة للحصان ، فعليه تتوقف قوة الحصان ، وسرعته ، ومقدار صبره وتجلّده ، وأفضله ما كان أملس الجلد ، ناعمه ، قوي العضلات ، عالي المتن ، مشرف الغارب ، خاليا من الدهن ، متناسق الأعضاء ، جميل الشكل ، واسع القفص الصدري ، متوسط الحجم ، علما أن وزن الحصان العربي الأصيل يتراوح بين 350 كيلو غرام و 400 كيلو غرام ، وأن قامته تتراوح بين 1.40 م و 1.60 ولكن الغالبة تتراوح بين 1.45م و 1.50م .
13 - الصدر
يستحسن فيه أن يكون مرتفعا ، رحيبا ، ظاهر العضلات ، صلبا ، لا غائر و لا مجوفا ، وأن تبرز عضلتان تشبهان النهدين وتعرفان بنهدي الصدر .



14 - المنكب
هما نقطتا اتصال الطرفين الأماميين بالجذع ، وتوجد بينهما فسحة يستحب فيهما الضخامة وشدة العضل ، وفي ضخامتهما دليل على الصدر الحسن التركيب ، وإذا كانت هذه الفسحة صغيرة ، كان الجواد بطيئا ، كثير الكبوات ، سريع التعب ، معرضا للصكك ( ضرب اليد بالأخرى ) .
15 - الغارب أو الكاهل أو الحارك
هو ملتقى لوحتي الكتفين ومرتفع نتوءات الفقرات ، بين العنق والظهر ، ويستحب أن يكون دقيقا ، بارز كحدبه السيف ، حسن التركيب ، يابسا ( والبدو تعتبر يبوسة الغارب دليلا على القوة وشرف الأصل ) عاليا كسنام الجمل ولكن دون دهن .
16 - المحزم
يمتد من الحارك حتى عظم (الزّور) عند ملتقى الأضلاع الأمامية مارا من وراء الإبط محتويا على القلب والرئتين ، ويستحب فيه أن يكون متسعا ، رقيق الجلد ، خاليا من التجعيدات .



17 - الظهر أو الصهوة
ظهر الحصان مركز القوة فيه ، وموضع سرج الفارس ، ولذلك له شأن عظيم في الحصان ، ويتألف الظهر من العمود الفقري والأضلاع المرتكزة عليه ، ويفضل أن يكون قوياً ، متيناً ، قصيرا ، مشرفاً ، معتدل الصلب ، ملساً ، متناسباً مع ارتفاع الحارك من الأمام ، متلائماً مع تحدب الكفل .
وكما قال المثل العربي :
ظهور الخيل عز وبطونها كنز
وقال المتنبي :
أعز مكان في الدنيا سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتاب
18 - الأضلاع
تشكل الأضلاع القفص الصدري ، ويرتكز عليها الظهر ، ولذلك لها أهمية كبرى في الفرس ، ويستحسن أن تكون متسعة ن تملأ فراغ الخاصرتين ، صلبة ، تشبه القسي في الصلابة والالتواء ، وأن تكون قصيرة ، وأما آخر ضلوعه فتكون ناشزتين أي متجافيتين عن الكليتين .
19 - البطن
يستحب فيه أن يكون مستديرا مناسبا الجسد في الحجم ، خاليا من الأورام ، ويستحب في الإناث رحابة بطونها ، ومنها يستدل على أن الأنثى ولادة ، وخيل السرعة تكون ضامرة البطن نوعا ما ، وذلك لقلة الدهن ، وذوبانه في التضمير .



20 - الصلب
يقع الصلب بين الظهر والكفل فوق الخاصرتين ، وهو يربط الظهر بالفخذين اللذين يعتبران القوة الدافعة في الجواد ، ويفترض في الصلب أن يكون مرتفعا محدبا قليلا ، وذلك كي يكون الجواد قويا سريع الحركة .
21 - الكفل أو القطاة و الغرابان
يمتد الكفل من مؤخرة الصلب حتى اصل الذنب ( العسيب ) ، وينتهي من الأسفل بأول الفخذ ، فهو يتألف من الفقرات الكائنة بين الصلب والعسيب ومن عظام الحجبتين والوركين مع عضلات مفتولة قوية تكسو هذه العظام وتلك الفقرات ، ويجب أن يكون الكفل مشرفا ، مرتفعا ، عريضا ، مستقيما ، شديد العضلات ، غير ظاهر العظام ، ويحتوي الكفل على عظمين يعرفان بعظمي الأليه أو (الغرابان) ويستحسن بهما أن يكونا بعيدين عن بعضهما وبارزين ، ويستحسن في الفسحة بينهما أن تكون متسعة خالية من القروح والبرص .
22- القوائم
لقوائم الحصان أهمية كبيرة بالنسبة إلى قوته وسرعة جريه ، وتعتبر القوائم الخلفية مع ردفه مصدر الحركة ، وعليهما تتوقف قوة الاندفاع إلى الأمام ، ويستحسن في القوائم أن تكون مستقيمة ، قوية العضلات ، صلبة العظام ، متناسقة الأعضاء ، خالية من الأورام والجروح .



23 - الكتفان
يوجدان على جانبي الصدر ، ويتصلان من الأعلى بالغارب الذي هو ملتقى عظميهما ، ويتصلان من الأسفل بالعضد ، وهما لا يتصلان بالقفص الصدري بواسطة العظام بل بالعضلات القوية مما يسهل لهما الحركة ، والكتفان يلعبان دورا مهما في عملية سير الحصان ، وعليهما تتوقف حركة القوائم الأمامية ، ويستحسن أن يكونا طويلين مائلين إلى الأمام ، ويشكلان زاويتين قائمتين مع العضدين ، وذلك لكي يعطيا قدرة أفضل على الحركة .
24 - العضد
يتصل العضد من الأعلى بالكتف ومن الأسفل بالساعد بواسطة المرفق ، وستحسن فيه استدارته ، وشدة عضلاته ، وظهور عروقه ، وصلابة جلده ، وأن يكون طويلا ، وطول العضد من أهم علامات السرعة ، فأسرع الخيول ما كانت أعضادها طويلة .
25 - المرفق
المرفق هو النتوء بين العضد والساعد ، ومركزه من خلف عند اتصالهما ، ويستحب استواؤه ، فلا يكون منحرفا للخارج ولا للداخل .
26 - الساعد
يتصل الساعد من الأعلى بالعضد بواسطة المرفق ، ومن الأسفل بالذراع بواسطة الركبة ، ويتألف من عظم طويل مغطى بالعضلات والجلد ، ويستحسن في الساعد أن يكون معتدل الطول ، فلا يكون طويلا كي لا يجبر الحصان على أن تمس حوافره الأرض عند شدة العدو ، ولا يصبح قصيرا فيصبح عدو الحصان أشبه بالوثوب .
27 - الركبة
الركبة هي المفصل بين الساعد من الأعلى والوظيف أو الذراع من الأسفل ، ويطلب فيها النظافة ، والخلو من النتوءات أو الجروح ، والجروح في الركبة إشارة إلى كبوات الجواد والى ضعفه ، لذلك يستحسن فيها كبرها وظهور نتوءاتها العظمية .
28 - الوظيف أو الذراع
يتصل الذراع من الأعلى بالساعد بواسطة مفصل الركبة ، ومن الأسفل بالرسغ بواسطة مفصل الرمانة أو الحوشب ، وأحسنه ما كان قصيرا ، مستقيما ، ذا أوتار بارزة لينة مجردة من اللحم والدهن والأردان ، وكلما قصر الذراع زاد الجواد سرعة ، واحسن خيل السبق ما كانت اذرعها قصيرة وأعضادها طويلة ، وتوجد وراء الذراع عظيمة صغيرة يقال لها ( شظية ) ، ومتى أصيبت هذه العظمة بآفة أو بكسر يقال لها (شظية الدابة) .
29 - الرمانتان (الحوشبان)
هما المفصلان بين الراعين والرسغين ، ويجب أن يكونا خاليين من الجروح والنتوءات ، كبيرين ، صلبي العضلات ، شديدين تحت الضغط ، ومن عيوبهما صغرهما ، ووجود الورم فيهما ، أو احتقان الماء تحت جلدهما ، أو وجود جراح متأتية من الصكك ، وذلك من سوء تركيب خلفي في الجواد ، أو من سوء البيطرة .



30 - الإكليل
وهو منتهى الرسغ من الأسفل ومنتهى الشعر بقرب مبتدأ الحافر ، ويستحسن فيه انتظام الشعر ، وعدم وجود الورم .



بعض الخصائص البيولوجية للخيول
1 - شكل الجسم
يرجع شكل الحصان في مظهره إلى هيكله العظمي والعضلات التي تحيط به ، ويعتبر الحصان العربي من أبدع السلالات في مظهرها الخارجي نظراً للتجانس الجلي بين أجزاء جسم الحصان المختلفة ، كما يتفاوت وزن الحصان وارتفاعه اعتمادا على سلالته ، فيتراوح ارتفاع الحصان من النوع الخفيف بين 150 إلى 170 سنتيمتراً ، في حين أن الحصان من النوع الثقيل قد يصل ارتفاعه إلى 180 سنتيمتراً ، و تتفاوت ألوان الخيول كذلك اعتمادا على سلالتها وعلى أبويها إذ أن صفة لون الجسم تورث عن طريق الجينات الوراثية المحمولة على الكروموسومات ، إن بعض الألوان تكون سائدة كالرمادي والبعض الآخر يكون متنحياً في توريثه ، فعلى سبيل المثال لو تزاوج حصان رمادي نقي مع فرس بني اللون سيكون المهر رمادياً ، وقد أعطى الشعراء العرب قدراً كبيراً من مخيلتهم لصفات الخيل وجمالها وألوانها
فعلى سبيل المثال يصف امرئ القيس حصانه فيقول:
له أيطلا ظبي وساقا نعامة
وإرخاء سرحان و تقريب تتنفل
كأن دماء الهاديات بنحـره
عصارة حناء بشيبب مرجل
وقد برع عنترة بن شداد في وصف حصانه الأدهم وكأنه يخاطب محب ورفيق فيقول :
ما زلت أرميهم بثغرة نحرة
و لبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه
و شكا إلي بعبرة و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة إشتكى
و لكان لو علم الكلام مكلمي



2 - الحواس
إضافة للحواس الخمس المعروفة عند بني البشر يتميز الحصان بقدرات أخرى يسميها البعض الحاسة السادسة وهي الإحساس بالخطر والتعرف على المكان والرفيق ولذا يفسر العديد من الأشخاص ذلك بالحاسة السادسة .
3 - اللمس
من الحواس المهمة التي تربط الحصان بفارسه هي اللمس ، فاللمس طريقة للتخاطب والتواصل بين الخيول مع بعضها البعض ويمكن للفارس الماهر إيجاد التآلف والود بينه وبين حصانه من خلال اللمس .
4 - السمع
تتميز الخيول بسمع مرهف وقدرة خارقة في التعرف على الأصوات حتى وإن كانت بعيدة ، وللحصان قدرة على السمع أكثر مما لدينا فيشعر بالخطر الذي لا ندركه إذ أنه يسمع ذبذبات الصوت التي لا يمكننا الإحساس بها ، وإن قدرته على تحريك الأذنين وتوجيههما نحو مصدر الصوت تساعده كذلك على التقاط الصوت من أي جهة .
5 - الشم
يمكن للحصان من خلال حاسة الشيم التعرف على الخيول الأخرى وعلى صاحبه كذلك ، ويلعب الشم دوراً كبيراً في تحديد مكان معيشته .



6 - النظر
يعتمد الحصان على النظر بشكل أساسي ويعكس ذلك حتم العيون الكبيرة ، وبخلاف الإنسان يتمكن الحصان من توضيح الأشياء التي يشاهدها من خلال تحريك رأسه إلى الأعلى والأسفل ، ويستطيع الحصان تحريك العينين بشكل مستقل ويمكنه الرؤية في الظلام أفضل من الإنسان .
7 - التذوق
ليست من الحواس المتطورة عند الخيول ولكن بإمكان الخيل التفريق بين أنواع الطعام وحلاوته عن طريق تذوقه.






0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم