25‏/11‏/2009

الحلف وتوحد القبيلة


من المعروف أن جميع قبائل الجزيرة العربية تتكون من أحلاف وهذا ليس بعيب فقد يحدث أن ينخزل فرع من قبيلة ما ويرحل عن القبيلة الأصلية لعدة أسباب إما بسبب بعض المخاصمات أو التنافس على الإمارة أو على المراعي وموارد الماء أو لسبب بسيط مثل البحث عن مراعي جديدة فيحلون في أرض جديدة بعيدة عن قبيلتهم الأصلية فيجاورون قبيلة أخرى أو تحل عليهم قبيلة أكثر منهم عدد فيحدث بينهم معاهدة أخوة وجيرة ثم يتصاهرون وينصهرون مع بعضهم ويصبحون قبيلة واحدة تنتسب للجزء الأكبر وتصبح نخوتهم وحميتهم ومصالحهم وقبيلتهم واحدة ولا يعود الفرع المتحالف مع القبيلة الأكبريذكر قبيلته الأصلية إلا على نطاق ضيق وبعضهم لا يذكرها على الإطلاق حفاضاً على وحدة القبيلة الرئيسية الكبيرة التي دخلوا فيها بالحلف ومن الأمثلة على ذلك الرشيد أصبحو يعدون أنفسهم من شمر ولا يذكرون قبيلتهم الأصلية قحطان إلا نادراً وكذلك الدوشان في مطير لم يعودوا يرجعون لنسبهم في شهران والبدارين من حرب والهواملة والبدور من مطير كلهم دواسر ولكنهم لايرددون ذلك رغبة في وحدة قبيلتهم وإعترافاً بأن روابط الحلف مثل روابط النسب وأن من الأولى إنتسابهم للقبيلة التي أصبحوا يحملون إسمها إلا أنني لم ألاحظ ذلك في قبيلة الدواسر فمن المعروف أن الدواسر هم من ذرية الأزد إحدى قبائل العرب العظيمة قبل الإسلام وبعده وقد حلو في الوادي وبه من أصبحوا أحلافهم في الوقت الحاظر وهم التغالبة إلا أنهم ورغم كونهم أصبحو قبيلة واحدة هم وإخوانهم الدواسر وتصاهروا وإمتزجت دماؤهم منذ مئات السنين إلا أنني أرى أنهم دائماً يرددون أنهم من تغلب من عدنان وينسون أن قبيلة الدواسر أصبحت قبيلة واحدة وقد رأيت هذا فيهم ولم اراه في غيرهم من القبائل أو الأفخاذ التي إنضوت تحت قبائل أكبر منها فمطير فيها أفخاذ من عنزه مثل البصيص ومن الدواسر مثل البدور والهوامله وعتيبة عبارة عن مجموعة أحلاف من عدة قبائل وفيهم بعض الأفخاذ من قبائل أخرى مثل الكرزان من البقوم والمحيا من الحناتيش من الدواسر وشمر كذلك وسبيع نصفها من تميم كبني ثور وعرينة ولكني لم أرى منهم ما أراه من إخواننا التغالبة من عدم الإندماج التام وهذا ليس تقليلاً من شأنهم ولكن الهدف هو فتح باب نقاش جاد وهاديء ربما يكون فاتحة خير للتوحد والإندماج والإنصهار والإعتراف بقوة الواقع والبحث عن الحاضر القريب الذي فيه التوحد وليس العودة الى ماضي منذ آلاف السنين للبحث عن التفرق ومن المعروف أن التغالبة يتكونون من خمس قبائل ويرجعون لتغلب قضاعة من قحطان حسب قول بعض المؤرخين والنسابة مثل علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر أو تغلب عدنان حسب قول بعض مؤرخيهم وليسوا نزيعة قليلة إلا أنني تكلمت عن النزائع في بداية كلامي عن الأحلاف لأن الذي ينطبق على النزائع ينطبق على جميع أنواع الأحلاف فالهدف من الحلف أن تكون القبيلة واحدة وإلا فما الفائدة إذا أصبحت قبيلتين عندها تكون مجاورة فقط وليس حلف تآخي ففي النهاية فإن النزيعة أو الفخذ او البطون مثل تغلب حيث أنهم بطون من تغلب أو أفخاذ وليسوا قبيلة تغلب كاملة ينتمون للقبيلة الأكبر والأكثر عدداً ومن المعروف أن الدواسر آل زايد أكثر عدداً فالواجب أن تعود جميع فروع القبيلة الى الزايدية ( زايد بن دوسر ) مثلما إجتمعت مطير على الرجوع إلى القبيلة الأساسية والفرع الأكبر ( غطفان ) ومثل عتيبة كلهم أرجعو نسبهم إلى القبيلة الأساسية والفرع الأكبر ( هوازن ) رغم أن مايقارب نصفهم من قبائل أخرى وإلا أصبح الدواسر قبيلتين ( آل زايد أبناء الأسد أوالدوسر بن عمران القحطانيون ) ( والتغالبة العدنانيون ) فيصبحون بناء على ذلك الدواسر وتغلب وهذا يعني خروج التغالبة من الحلف رسمياً وفعلياً وإنتسابهم إلى قبيلة أخرى مثل وائل إنخزلوا عنهم منذ أكثر من ألف عام وإبتعادهم عن القبيلة التي أصبحوا منها وفيها وإختلطوا بها فهل حق عرق ينتمون له منذ ألف عام أولى من حق عرق ينتمون له في الوقت الحاضر أنساب وأصهار ومخاول وجيره وحلف وحمية ومسمى واحد أين هذا عن ماهم عليه في الوقت الحاضر من البحث عن أنساب قديمة طواها الحلف والنسب والجوار مع العلم أن هذا يفتح أبواب كثيرة مثل إعتراض بعض أبناء عنزه عن كون التغالبة من تغلب الوايلية وإدعاء المؤرخ والباحث في الأنساب والعلامة حمد الجاسر بأنهم من تغلب قضاعة القحطانية وليسوا من تغلب عدنان فما المانع من إنتسابهم للزايدية الدوسرية القحطانية وهم من أعظم القبائل العربية وتعتبر أراضيهم أوسع أراضي القبائل العربية ومعروف عنهم الكرم والشجاعة ويتشرف كل من ينتمي لهم وهذا ليس تقليلاً من إخواننا التغالبة ولكن بحثاً عن أسباب الوفاق وإبتعاداً عن أسباب الخلاف فأين التغالبة من الأفخاذ التي دخلت في قبائل أخرى وأكتفت بالإنتساب للقبيلة التي دخلوا فيها ولم يعودو يذكرون قبائلهم الأصلية إلا نادراً وتحصيل حاصل فقط أينهم من الظياغم من قحطان عندما دخلوا في شمر وأصبحوا يعتزون بالشمرية وأينهم من الدوشان الذين أصبحو يفتخرون بمطير وليس بشمران وأينهم عن باقي الأفخاذ الأخرى مثل عرينة وبني ثور في سبيع وغيرهم كثير فما هو الأسلم والأولى والأقرب للصواب وما الفائدة من شق وحدة القبيلة فالحلف يعني التحالف على الإجتماع على الموت والحياة بمعنى التآخي في أمور الدنيا في السلم حاضراً والحرب قديماً قبل توحيد الدولة وإستتباب الأمن فالآن والحمدلله الكل آمن مطمئن ولتحقيق هذا التعاون لابد أن تكون القبيلة لحمة واحدة ولايمكن بل من المستحيل أن يتحقق هذا في قبيلتين فلابد أن تنصهر جميع الفروع في القبيلة الأكبر وهذا هو الحلف الإنصهار لتحقيق الوحدة وهذا ليس إنتساباً من أحد لغير أبيه فإدعاء الرجل لغير أبيه يعني تغيير نسبه والحلف لايغير النسب بل يطغى نسب على نسب لأجل المصلحة العامة نسب التغالبة معروف ولكنهم الآن دواسر ويبقى تسلسل النسب في النفوس ولا داعي لتكراره بل يجب الإجتماع على مسار نسب واحد للقبيلة لمصلحة الجميع مثلما هو حاصل في كل القبائل العربية فلم يحدث أن خرج من عتيبه من يدعي النسب الى قحطان أو الدواسر رغم وجود الكثير ولم يخرج من مطير من غير أو تشعب بنسب القبيلة الرئيسي وإدعى النسب إلى عنزه أو الدواسر رغم وجود الكثير وكذلك سبيع فيها أفخاذ وقبائل من تميم إنضووا تحت لوائها وأصبحوا يفتخرون بنسب القبيلة الرئيسي عدى إخواننا التغالبة الذين يتحدثون وكأنهم قبيلة أخرى وهذا لم يظهر إلا حديثاً مع العلم بأن الرجال العقلاء منهم قديماً وحديثاً يعتزون بالعزوة الزايدية ويعترفون بحق الفرع الكبير وينضوون تحت لوائه لمصلحة الجميع وتغليباً لصوت العقل فما الذي حصل وغير الحال . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بجميع وجهات النظر
فلا تبخلوا بتعليقاتكم